(أم فتفت) و (الكمونية) تتربعان هناك على عرش النجومية … سوق (العفشة) … ممنوع دخول (الحناكيش)!

هناك أكلات سودانية تحظى بشعبية وعشق من نوع خاص، وأبرز تلك الأكلات (أم فتفت والكمونية، والكوارع والباسم)، تلك الأكلات التي مازالت تحافظ على شعبيتها رغم التقدم الحضاري والتكنلوجي للمجتمعات، (كوكتيل) قامت بجولة وسط أشهر باعة تلك الأكلات بالأسواق وخرجت منهم بالحصيلة التالية.

(1)
بائع (أم فتفت) عقيل النميري ابتدر حديثه لـ(كوكتيل) قائلاٍ: (نحنا مهنتنا دي ما بتموت لأنها ذات طعم ونكهة فريدة ومن جانب آخر تحتوي على بروتينات وفوائد كثيرة بشهادة الأطباء والأخصائيين، رغم محاولة بعض الحناكيش للتقليل من شأنها ومحاولة السخرية منها خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي)، مشيراّ إلى أنهم يبيعون (العفشة) بمشتقاتها الاثنين -الكمونية وأم فتفت- بالكوم، والذي يبلغ ثمنه (30) جنيهاً، بينما يبلغ سعر كوم الكمونية لوحدها (20) جنيهاً، مشيراً إلى أن أكثر زبائن الكمونية من الطبقات الكادحة لكن هذا لا يعني أن أفراد الطبقات العالية لا يأكلونها.

(2)
بائع الكمونية السر أحمد قال: (أنا أعمل في هذا المهنة منذ أكثر من عشرين عاماً ولم يتغير فيها شيء، برغم التقدم الحضاري حيث ظلت مهنتنا صامدة ولم تتأثر أبداً)، منوهاً إلى أنهم في السوق لديهم مسميات مختلفة لأقسام الجزارات؛ حيث يسمون أماكن بيع الكمونية وأم فتفت والكوارع بـ(قسم الحوادث)، وذلك لأنها تخرج من أحشاء الذبائح بينما يسمون جزارات بيع اللحوم بـ(قسم الجراحة) نسبة لأنها راقية ونظيفة، وهذه المسميات من باب الدعابة فقط، وحول الفرق بين البيع في السابق والآن يقول السر أنهم في السابق كانوا يعملون في الجزارات، والكمونية وأم فتفت كانت مجاناً لا تُباع بعكس اليوم؛ فقد أصبحت تُطلب من منذ الصباح الباكر والحجز بالهاتف.

(3)
سفيان ود الأحمر صاحب محلات بيع الكمونية وأم فتفت قال إن أهم ما يميز أم فتفت هو (اللّتي) الذي يضيف نكهةً ومذاقاً مختلفاً، ويُخلط بالشطة ويُضاف إليه الليمون والدكوة لتصبح ذات مذاق لا يُقاوم، وأشار إلى أن هنالك زبائن لهم من مشاهير ونجوم مجتمع مثل الفنان الراحل عبد المنعم الخالدي وخالد الصحافة ومجدي الزومة ولاعبي المريخ السابقين عاطف القوز وحامد بريمة، ويضيف ود الأحمر أنهم بخلاف الكمونية وأم فتفت يبيعون الباسم والكوارع التي يفضلها لاعبو كرة القدم لما تحتويها من بروتينات عالية ومفيدة.

(4)
على ذات السايق استطلعت (كوكتيل) الطالبة الجامعية أسماء فتح الرحمن والتي كانت تتجول بالقرب من السوق وسألتها عن تلك الأكلات لترد بسرعة أنها لا تأكل أم فتفت بسبب شكلها المقزز فهي تخرج من أحشاء الذبائح، وزادت: (أنا ما عارفة الناس ديل بياكلوها كيف)؟… فيما نفت أن تكون مصنفة ضمن فئة الـ(الحناكيش) بسبب رفضها لتلك الأكلات، مختتمة: (الموضوع ما عندو علاقة بالحنكشة أو غيرو… الأكلات دي ممكن تسبب لي أمراض كتيرة وما في أي سبب مقنع يخليني أقرّب منها)!

تقرير : نزار عباس
صحيفة السوداني

Exit mobile version