كرامة ليبيا .. الصفوف مرة أخرى

(( ما يجري في الملف الليبي
> من الضروري أن ينتبه السودان وبأعين مفتوحة دائماً، لما يجري حالياً في ليبيا، خاصة وأنها تتأهب لمرحلة ما بعد اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يعد ميتاً سريرياً في المشفى الذي يتعالج فيه بالعاصمة الفرنسية باريس من نزْف دماغي وسرطان بالرئة،

وتعاني جبهة ( عملية الكرامة ) التي يقودها حفتر من أعراض انشطارات ربما جزئية، جراء التفكير بصوت مسموع في انتقال للقيادة من حفتر إلى شخص آخر بعد أن تأكد طي صفحته، حتى وإن عاش وأفاق من غيبوته الراهنة، فهو لم يكن قادراً للعودة إلى طبيعته وممارسة مهامه .
> تدور في أروقة» عملية الكرامة «ترشيحات وترجيحات بمن يتولى القيادة بعد حفتر، فبينما يسعى رئيس مجلس النواب ( عقيلة صالح ) لدعم ترشيح ( اللواء عبد الرزاق الناظوري ) رئيس أركان قوات اللواء حفتر الذي عينه مجلس النواب عقب انطلاق عملية الكرامة في أغسطس2014 ، بينما ينقسم ولاء قبيلة الجنرال حفتر إلى قسمين، بعضهما يؤيد انتقال القيادة إلى ابنه خالد ، لكن آراء كثيرة ترى أنه لصغر سنه وقلة خبرته لا يمكنه تولي القيادة، لكن يمكن تدريبه عليها بجعله الرجل الثاني نائباً للرئيس ولقائد عملية العملية، والقسم الثاني من القبيلة يرى باعتماد الجنرال عون الفرجاني ابن عم حفتر مدير مكتبه لتولي هذه المهمة والتصدي للقيادة حتى تحافظ القبيلة على نفوذها وتضمن مستقبل تأثيرها في مسار التطورات السياسية الليبية، وتدعم جهات دخل قوات الكرامة جنرال آخر هو عبد السلام الحاسي وكان من أكثر القادة العسكريين المحترفين المقربين لخليفة حفتر، ولعب أدواراً مختلفة في عهد القذافي حين كان من كبار قادة الجيش الليبي آنذاك ونسق مع حلف الناتو هجماته إبان الثورة الليبية على قوات القذافي عقب انشقاقه، وله علاقات واسعة أوروبياً وعربياً ومع دول جوار ليبيا وسبق أن قاد القوات الليبية التي تواجدت في فترة الديمقراطية الثالثة في دارفور ( ساق النعام ) .
> وتوجد أسماء أخرى، لكن لا حظوظ لها مثل هؤلاء الأربعة، فأياً كان الاختيار، فإن السودان وهو داعم لاستقرار في هذا البلد الجار المنكوب بالصراعات والانقسامات، لابد أن تكون مطلوباته واضحة، فقيادات عملية الكرامة تظل هي الداعم الأكبر للحركات المتمردة في دارفور، وهي الممول والجهة التي توفر السلاح والعتاد الحربي للحركات وتستخدمها كمرتزقة في حروباتها داخل ليبيا، ولا يمكن للسودان أن يرضى بأية قيادة جديدة لعملية الكرامة تواصل في ذات النهج الموالي للمتمردين السودانيين، ويمكن القول إنه في الآونة الأخيرة أرسلت عملية الكرامة رسالة سيئة للسودان بتعيين (أبو القاسم الأبعج) آمراً عسكرياً على منطقة الكفرة المجاورة للسودان، ومعروف عن الأبعج إنه منذ عهد القذافي وهو من رجالات العهد السابق، له علاقات وثيقة مع قيادات الحركات المتمردة في دارفور، وهو من احتضنها ووفر لها المعسكرات، واستمر دوره هذا مع حفتر ولا يزال يعمل في هذا الاتجاه بجانب تشجيعه لتهريب البشر والعصابات التي تعمل في الحدود السودانية الليبية .
(( إدركوا الموقف ..
> هناك خلل ما في إدارة شؤون الخدمات وتوفير الاحتياجات الضرورية للمواطنين، ولا يمكن تفسير عودة صفوف الوقود أمام محطات الخدمة في العاصمة والولايات في أقل من أسبوعين، بغير سوء الإدارة لهذه الأزمة وعدم التقدير الجيد، فالمواطن صبر على كل شيء ويتحمل ما لا يمكن تصوره في سبيل العيش الكريم ونيل أبسط ما يحتاجه، فلا يمكن وصول الأمور إلى هذا الحد، شح في السيولة وشبح انهيار للجهاز المصرفي كله، ثم تكرار أزمة الوقود والمحروقات بهذه الصورة المقلقة حقاً، كل التبريرات التي تقال هنا وهناك لم تعد تقنع أحداً، فصيانة المصفاة التي تبقت لها أسابيع أو دخول بواخر لميناء بورتسودان تنتظر الإجراءات المالية والإدارية لانسياب حمولتها من الوقود أو مسألة بنك السودان والتحويلات المالية وتوفير النقد الأجنبي، كلها مبررات راحت أدراج الرياح مع ظهور أول صف للوقود ..
> لابد للحكومة أن تعمل باجتهاد وطاقة أكبر في معالجة هذا الخلل الكبير قبل فوات الأوان، فهناك ما ينذر بالكارثة التي لن تبقي ولا تذر ..

الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة

Exit mobile version