أكد اللواء محمد العباس، الخبير العسكري السوداني على استحالة الحل العسكري في دارفور، وأن أي حل يجب أن يرتكز على التوفيق بين طرفي المعادلة شديدة التعقيد، وهما وحدة الأراضي السودانية ومطالب أهالي الإقليم.
وقال الخبير العسكري، في اتصال هاتفي مع “سبوتنيك”، اليوم الأحد، 22 أبريل/نيسان، 2018، إن “قضية دارفور وبكل شفافية شديدة التعقيد، وبها الكثير من الاختلافات والتوعات في الآراء ما بين توافق مع الرأي الحكومي، ومعارضة لهذا الرأي بل وتواجه الحكومة نظرا لطول أمد الصراع في الإقليم”.
وتابع العباس: “مشكلة دارفور أنه من الصعب حلها عسكريا، وفي نفس الوقت الحل السياسي يقابله صعوبات كبيرة، نظرا للتضحيات الكبيرة التي دفعها أهالي دارفور في حرب الجنوب بعدها حصل الجنوبيون على كل شيء، ولم يحصل أهالي دارفور إلا على الذكريات الأليمة للحرب”.
وحول مطالب أهالي دارفور، قال الخبير العسكري: “في اعتقادي أنهم يريدون حكم ذاتي وهو ما يقابل بالرفض من الخرطوم وتعتبر الإقليم جزء من السودان الموحد والقضية والتراث والثقافة السودانية والكثير من حكام السودان هم من أبناء دارفور، فمسألة الإقليم متعددة الجوانب ما بين السياسي والاجتماعي والعسكري والتاريخي”.
الحرب في دارفور هي نزاع مسلح يجري في منطقة دارفور في السودان، اندلع في فبراير 2003 عندما بدأت مجموعتين متمردتين هما حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة بقتال الحكومة السودانية التي تتهم باضطهاد سكان دارفور من غير العرب.
وبدأ جيش تحرير السودان وجبهه العدل والمساواة، في مطلع 2003، بشن هجمات على أهداف حكومية، متهمين حكومة الخرطوم باضطهاد وتهميش ذوي الأصول الأفريقية السوداء لحساب ذوي الأصول العربية في دارفور.
وتسبب الصراع المتواصل في دارفور منذ أكثر من عقد في نزوح أكثر من مليون شخص بعيدا عن ديارهم، طبقا لإحصاءات الأمم المتحدة.
ويعيش العديد منهم اليوم في مخيمات قرب مدن دارفور الرئيسية، بيد أن آلافا منهم أيضا وجدوا ملاذا آمنا في دولة تشاد المجاورة.
في عام 2008، قدرت الأمم المتحدة أن نحو 300 ألف شخص قد قتلوا جراء الحرب في دارفور، على الرغم من أن الخرطوم تشكك في هذا الرقم وتعده مبالغا به كثيرا.
سبوتنك.