معتز موسى والدرديري ومصطفى عثمان الأوفر حظاً
متاريس وعقبات تعترض طريق الجاز ومطرف وكرتي
بعد مرور سويعات فقط من إعفاء بروفيسور إبراهيم غندور من موقعه بوزارة الخارجية، حتى ثارت تكهنات حول خليفته المرتقب في مواقع التواصل الاجتماعي، بل وفي الصحف.
ودخلت الزميلة (التيار) بورصة الترشيحات، وسمت خمسة من أشهر الأسماء لخلافة غندور، هم وزير الخارجية الأسبق د. مصطفى عثمان إسماعيل، ووزير الخارجية السابق علي كرتي، ووكيل وزارة الخارجية الأسبق د. مطرف صديق، ومساعد الرئيس الحالي د. عوض الجاز، علاوة على وزير الموارد المائية والري والكهرباء المهندس معتز موسى.
(الصيحة) تبحث في حظوظ الخمسة، وفي حظوظ آخرين من دونهم قد لا يعرفهم كثير من الناس، ولكن يقال إنهم أصحاب حظوة في الخارجية.
موسى .. الأوفر حظاً
معتز موسى وزير الكهرباء والموراد المائية الحالي، دخل قائمة الترشيحات لخلافة غندور، وتبدو حظوظه وافرة أكثر من غيره في الجلوس على كرسي الخارجية لعدة أسباب أبرزها أن موسى عمل بالخارجية سكرتيراً أول لعدة سنوات، ثم عمل بسفارة السودان بألمانيا لسنوات، ولا ننسى إمساكه بملف تمويل سد مروي مع الصناديق العربية.
كذلك يمتاز موسى بشخصيته الدبلوماسية واللبقة بجانب مرونته وهدوء الطبائع، ولا يعرف الانفعال، وقدم أداء مميزاً في ملف سد النهضة، مما يدعم حظوظه في تولي وزارة الخارجية.
لكن نجاح موسى في ملف سد النهضة قد يضعف حظوظه في المنصب الدبلوماسي الأول خاصة وأن الملف شديد التعقيد وربما يفشل من يخلفه في وزارة الكهرباء والموارد المائية في إدارته بشكل مؤسسي سليم. بالتالي ربما ترى دوائر اتخاذ القرار أن الأفضل هو الاحتفاظ بمعتز موسى في موقعه لإكمال ملف سد النهضة.
في السياق، تقول شخصية مقربة من دوائر اتخاذ القرار إن الرئيس البشير يدعم معتز موسى بشدة وربما لا يتوانى في إسناد وزارة الخارجية إليه في حالة وجود شخص قادر على إدارة ملف سد النهضة بنفس كفاءته.
ومضى المصدر إلى أبعد من ذلك، وقال إن البشير تدخل حينما طالب غندور أن تكون اجتماعات اللجنة الثلاثية لسد النهضة على مستوى وزراء الخارجية، وطلب البشير من غندور بضرورة مشاركة وزير الكهرباء والمياه في الاجتماع الثلاثي.
في السياق ذاته، يشير سفير بالخارجية لتساوي حظوظ معتز موسى مع الدريري محمد أحمد، وأبان السفير الذي طالب ـ بحجب اسمه ـ أن ملف سد النهضة المتشعب ربما يبقي على معتز في موقعه.
الدرديري يقتحم القائمة
حتى مساء أمس لم يكن اسم الدرديري محمد أحمد المفاوض السابق ضمن فريق اتفاقية السلام الشامل نيفاشا من الأسماء المرشحة لخلافة غندور في وزارة الخارجية. ولكن نهار أمس بدأت حظوظ الرجل في تعالٍ مستمر في الصعود لكابينة الدبلوماسية السودانية، ويقول مصدر وثيق الصلة لـ (الصيحة) إن الدرديري تبدو حظوظه وافرة لعدة أسباب منها أنه صاحب لغة إنجليزية رفيعة جداً، مشيرًا الى أن الدرديري رشح في وقت سابق للعمل في وزارة الخارجية كوزير دولة، بيد أن اختيار الرئيس البشير للراحل صلاح ونسي لم يمكن الدريري من دخول الوزارة.
ويضيف المصدر بأن الدرديري لديه رصيد دبلوماسي وافر عبر عمله في (تيم نيفاشا) عطفاً على سعة صدره. غير أن المصدر عاد وقال في حالة تكليف الدرديري سيتم إعفاء وزير الداخلية الفريق حامد منان لجهة أن كليهما من منطقة واحدة وقبيلة واحدة، إن إعفاء منان سيكون لخلق نوع من التوازن.
في الصدد قال سفير بالخارجية ـ فضل حجب اسمه ـ إن حظوظ الدرديري متساوية مع حظوظ معتز موسى، قائلاً إن إمساك موسى بملف سد النهضة المعقدة ربما يعلي من حظوظ الدرديري في خلافة غندور.
ويضيف: الدرديري ملتزم حزبيًا، ولديه رصيد دبلوماسي جيد، بالتالي يبدو قريباً من وزارة الخارجية في حالة إبقاء معتز موسى في موقعه.
مصطفى .. حظوظ مميزة
تبدو حظوظ د. مصطفى عثمان إسماعيل وزير الخارجية الأسبق وسفير السودان بسويسرا حالياً هو الأوفر حظاً في خلافة غندور لعدة أسباب أبرزها علاقته المميزة مع الخليج خاصة السعودية التي تعد الأقرب في الوقت الحالي إلى قلب وعقل الخرطوم أيضاً يحتفظ إسماعيل بعلاقات جيدة مع حكّام الإمارات ونشأت تلك العلاقات إبان توليه حقيبة الخارجية لفترة امتدت زهاء العشر سنوات ومن أكثر الأشياء التي تزيد حظوظ مصطفى عثمان في العودة للوزارة الخارجية هي قربه الشديد من الرئيس البشير إذ يتمتع الرجل بعلاقات متينة مع البشير بل هو من أفراد الدائرة الضيقة التي تعد بمثابة المرجعية التي يشاورها الرئيس في القرارات المهمة. فوق ذلك فالرجل يحفظ معظم ملفات الخارجية عن ظهر قلب ولن يجد عناء كبيراً في ترتيب أوراق البيت الداخلي في حالة عودته.
(الصيحة) سألت مصطفى عثمان عن إمكانية عودته للوزارة وهل تلقى إشارات من القصر تشير لتكليفه مرة أخرى، اكتفى إسماعيل بعبارة (ربك يستر) دون زيادة أو نقصان .
الجاز .. نصيب معقول
كذلك تبدو حظوظ عوض الجاز وافرة في الجلوس على مقعد وزارة الخارجية، أبرز الأشياء التي تساعد في إمكانية تكليف الجاز بمنصب الخارجية هي إمساكه بعدد من الملفات الخارجية مثل العلاقات مع دول البركس كالصين وتركيا، فوق ذلك يعد الجاز هو الأقرب للرئيس البشير حالياً دون غيره من قيادات الصف الأول بالمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، بالتالي ربما يتجه الرئيس البشير لتكليف الجاز بموقع وزير الخارجية، في ذات الوقت هنالك عقبات ربما تقف أمام الجاز منها عامل السن فلم يعد الرجل مستعداً للسفر والترحال المستمر وهي سمة من سمات وزراء الخارجية، أيضاً ربما تعرقل شخصية الجاز الصارمة مسألة تكليفه بالخارجية التي تحتاج لرجل يمتاز بالدبلوماسية أكثر من الصرامة.
مطرف.. قريب وبعيد
كذلك برز اسم السفير مطرف صديق ضمن الأسماء المرشحة لخلافة غندور. مطرف عمل وكيلاً لوزارة الخارجية لبرهة من الزمن ثم سفيراً لدى جوبا ويعمل حالياً سفيراً في بروكسل.
أكثر الأشياء التي تدعم حظوظ مطرف في تسنم حقيبة الخارجية هي كونه يجمع ما بين العمل الدبلوماسي والاستخباراتي، وهي صفات مطلوبة لدى رجال الخارجية بيد أن ثمة أشياء قد تمثل حجرة عثرة في طريق مطرف صديق أبرزها أنه يمثل وجهاً إسلامياً صارخاً، بالتالي فهو غير مقبول من المجمتع الدولي عموماً ومن الخليج على وجه خاص وما يعضد ذلك هو إرساله سفيرًا لدى بليجكا بدلاً من دول الخليج التي تتردد في قبول السفراء أصحاب الخلفيات الإسلامية والاستخباراتية في آن واحد.
وعليه، ربما تحمل عملية إسناد الخارجية لمطرف صديق إشارات غير مريحة لدول مثل الإمارات والسعودية اللتين لا ترغبان في وزير ذي حمولة أيدلوجية إسلامية، فكان غندور رجلاً مقبولاً من الخليج والمجمتع الدولي لعدم انتمائه الصارخ للحركة الإسلامية، ويتمتع بوجه دبلوماسي مقبول، وفي عهده تحسنت العلاقات مع الخليج والمجمتع الدولي عموماً بينما كان سلفه د. علي كرتي غير مهضوم من قبل بعض الدول خاصة تلك التي لها عداء أزلي مع الإسلام السياسي، في عهد كرتي لم تكن العلاقات مميزة مع دول الخليج باستثناء قطر، بالتالي تصبح حظوظ مطرف صديق ضئيلة في الجلوس على مقعد وزارة الخارجية وفقاً للمعطيات أعلاه.
في السياق، قالت شخصية رفيعة بالخارجية لـ (الصيحة) إن مطرف لم ولن يكون وزيراً للخارجية، ولم يكن اسماً ضمن القائمة التي سترفع لرئيس الوزراء ورئيس الجمهورية لاختيار أحدهم لخلافة غندور، كاشفاً أن القائمة تحمل ثلاثة أسماء رفض الإفصاح عنها .
كرتي .. الأضعف حظاً
أشيع على نطاق واسع أن د. علي كرتي وزير الخارجية السابق ربما يعود لمقعده بشارع الجامعة مرة أخرى، بيد أن بعض التحليلات والقراءات تذهب عكس ذلك لعدة مبررات منها أن كرتي نفسه بات غير راغب في العودة للعمل الدبلوماسي مرة أخرى بدليل إبعاده عن أي تكليف سواء كان حزبياً أو حكومياً عقب تنحيه من موقعه كوزير للخارجية.
فوق ذلك لم يظهر كرتي عبر وسائل الإعلام منذ إقالته من الخارجية إلا مرة واحدة، حينما قام بتقديم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في محاضرة عقدت بقاعة الصداقة.
أيضاً من الأسباب التي تجعل كرتي الأضعف حظاً في خلافة غندور هي أن كرتي لا يقبل التدخل في عمل وزارة الخارجية وربما يصطدم مع د. عوض الجاز الذي يمسك بعدد من الملفات التي تخص وزارة الخارجية مثل العلاقة مع تركيا والصين وهي ملفات من صميم عمل وزارة الخارجية، بيد أنها تدار بواسطة عوض الجاز بالتالي لن يقبل كرتي بتجزئة عمل وزارته خاصه أن الأرشفة الإعلامية تحفظ له تصريحاً شهيراً قاله حينما ضاق ذرعاً من تدخلات الرئاسة في عمل الخارجية حينها قال كرتي إن ما تقوم ببنائه الدبلوماسية في شهور يتم هدمه بتصريح واحد من رئاسة الجمهورية، فكان ذلك التصريح بمثابة احتجاج عنيف على تدخل الرئاسة في ملفات وزارة الخارجية في ذات الوقت لا يحظى كرتي بدعم إقليمي أو دولي لأنه قادم من منصات الحركة الإسلامية التي عمل بها منسقاً للدفاع الشعبي، وهذا الأمر يتقاطع مع انفتاح علاقات السودان الخارجية مع المحيط الإقليمي والدولي حيث تسعى الدبلوماسية السودانية بقدر الإمكان الابتعاد من التحيز الأيدلوجي والتركيز على المصالح المشتركة في العمل الدبلوماسي .
وجوه أخرى
أيضاً من الأسماء التي رشحت بشدة عبر وسائل التواصل والصحف لخلافة غندور هم أمين الكارب سفير السودان بالإمارات، ولكن حظوظ الكارب تبدو ضئيلة لعدة أسباب منها نجاحه في الإمارات ربما يجعل الخرطوم تحتفظ به في موقعه. أيضاً من الأسماء المرشحة هنالك اسم سفير السودان بالقاهرة عبد المحمود عبد الحليم، بيد أن أجواء القاهرة الدبلوماسية الساخنة ربما تجعل الخرطوم مضطرة للإبقاء على الرجل في موقعه خاصة وأنه نحج بصورة كبيرة في التعامل مع الجهات الرسمية بمصر لجهة أن مصر تعد من أسخن المحطات الدبلوماسية ويتطلب العمل فيها شخص دبلوماسي من طزار رفيع وهي صفات يتميز بها عبد المحمود.
الخرطوم .. عبد الرؤوف طه
صحيفة الصيحة.