غندور .. أي فتي أضاعوا !!.. خرج من الوزارة (بصالة كبار الثوار)

(1) أذكر يومها كيف أننا قد حبسنا انفاسنا على مدى طول حلقة البرنامج ، يوم أن استضاف أحمد منصور ، أخطر برامجي عربي ، بروف غندور في برنامجه الأشهر ، (بلا حدود) ، أخبرني لحظتها أحد منتجي الحلقة بمكتب الجزيرة بالخرطوم ، بأن أحمد منصور الذي حاور معظم الرؤساء وصناع القرار حول العالم، قال بعد انتهاء الحلقة (لم احاور قريباً رجلا بهذه المواصفات) !!

(2)
أوشك أحمد منصور وهو يكتشف عبقرية ونبوغ ونضوج غندور ، أوشك أن يقول (أحفظوه بعيدا عن أعين بني صهيون) ، وهو يرى على ملامحه ومحياه وترتيبه نبوءة قائد قادم لا محالة ….

(3)
كانت وقفة غندور بعدها على منابر المؤتمرات الدبلوماسية (تملأ العين وتفضل) ، أسد سوداني كامل الشراسة علي بساطه وبساطته ، حفظ الله تعالى ، لا أعرف قائدا يجمع بين اللين والقوة، الشدة والرافة مثل غندور …
(4)
يوشك السودانيون في المهاجر، و(السودانيون العاملون بالداخل)، يوشكوا أن يصفقوا من وراء الشاشات، وغندور لم يمنعه انه في (قصر الاتحادية) ليرد الصاع صاعين لمهرجي الإعلام المصري …

(6)
حلايب سودانية، لا رجوع قيد أنملة ، غير ان غندور هو الآخر سوداني كامل الدسم، (سوداني أربعة وعشرين قيراط)، دماء الكواهلة والعبابدة وبطون بحر ابيض الودود الولود .. كما لو أنه ذلك الرجل ….

إن اداك وكتر مابقول اديت
الاسد الموشح كلو بابسوميت
آب رسوه البكر
حجر شراب سيتيت
كاتال في الخلا
عقبالا كريم في البيت

(7)
لم تمنعه مشغولياته وكبر حجم وزارته السيادية الأولى، من التواضع والتعليق على كتاباتنا ، عند نشر مقالي (الزول بونسو غرضو) منذ نحو ايام، الذي ذهبنا فيه إلى أن هذه قمة الركابي بامتياز، كون وزير المالية يرافقهم الي القمة العربية، هاتفني وزير الخارجية غندور من مقر إقامته بالرياض، بأن ركابي الحاضر الغائب قد غادر الي واشنطن ..

(8)
سيكتب التاريخ وستشهد الأجيال السودانية، بأن البروفسير غندور وزير الخارجية قد خرج من الوزارة (بصالة كبار الثوار) والمناضلين، خرج بكامل اناقته .. وهنا تحضرني طرفة ….

(9)
كنت ذات لقاء صحفي أسأل الراحل أبو آمنة حامد، رحمه الله ، عن خيارات الوحدة والانفصال مما يشغل الناس يومئذٍ، فقال لي بسخريته المعهودة، (ياخي نفصله من السجانه ونرتاح) ، ثم قال فيما قال (الرؤساء بعد عبدالناصر كلهم شينين) !! ، الشئ بالشئ يذكر، الوزراء بعد وقبل غندور لم ولن يكونوا بوسامة هندامه وطلته، على الأقل (مايبقن علينا اتنين شينين ومفلسين) !!

(10)
علي ان رئيس نقابة عمال السودان السابق، لا يصلح أن يكون وزيرا علي سدة وزارة منقوصة، ثلثها لدكتور الجاز، وثلثلها للفريق طه، وثلثلها لجهاز المغتربين والوزير فاعل خير، عبارة الزراعة على عهد الشهيد، (تلت للاسبير وتلت للزبير وتلت للطير والمزارع فاعل خير) …

(11)
خرج غندور كما يخرج الثوار، خروج سيذكره التاريخ طويلا، سيما في أزمة و أزمنة تواضع فيها وزراء الي خانة السفراء ، فوضع غندور الأمر بين خيارين إثنين ، (إما وزيرا كامل الوزارة والسيادة وإما خروجا يشرف الأعداء قبل الأصدقاء)، فعلي الأقل إنها المرة الأولى التي تحتفل فيها اسافير المعارضة بوزير حكومي!! ذلك مما يصعب مهمة كل من يأتي بعده ، كون سقف الأداء ارتفع إلى مستوى هذا الصوت الجهر

(12)
خروج … (خارج النص) .. (من شفت طه يقدل مع الرئيس)، أدركت تماما بانه (تمساحين في بحر واحد مابتلموا) !! .. بحيث لم يكن خطاب البرلمان إلا بمثابة الفصل الأخير في راوية متعددة الفصول .. فسلام لك أخي إبراهيم في اللاحقين الصادقين والحمد لله رب العالمين.

بقلم
أبشر الماحي الصائم

Exit mobile version