فنان متمكن أجاد وأبدع في التعبير عن أحاسيس الناس، وألهب مشاعر الكثيرين وشكل وجدانهم، أرهف مسامع الكثيرين بأنغام ترقي الحس وتلهم الوجدان وتبعث الأمل في عبور الألم والكآبة، وترسم البسمة وتترجم السعادة، ظل ممسكاً بآلة العود شامخاً في عزة وفخر يستندان على إرث فني كبير، ومشروع وطني متكامل، قدمه طوال سنوات عمره المديدة من خلال أجمل الأغنيات التي شنف بها آذان السودانيين، ابتدأ من ستينيات القرن الماضي وإلى اليوم.
إنه الفنان الشامل محمد الأمين الذي احتل موقعاً مميزاً ومقاما رفيعاً بين نجوم الغناء السوداني، نستضيفه اليوم في هذه المساحة (سيرة ومسيرة) ثرة استرجاعاً وتوثيقياً.
* المنطقة التي نشأت فيها؟
– ود مدني.
* أول مدرسة نلت فيها تعليمك؟
– مدرسة الشرقية الأولية بود مدني.
* أول معلم تعلمت على يديه ولا تزال ذكراه حاضرة؟
– هم كثر، ولكن أذكر منهم الناظر المرحوم طه عابدين.
* أول من انتبه لموهبتك في الغناء وشجعك على الاستمرارية؟
– خالي (يوسف) وقد قدم لي مساعدات كبيرة.
* أول آلة عزفت عليها؟
– الصفارة.
* أول عود اقتنيته؟
– كان هدية من خالي (يوسف).
* أول شاعر تعاملت معه؟
– الصديق المرحوم الشاعر (محمد علي جبارة).
* أولى كلماته التي تغنيت بها؟
– مجموعة أشعار غنائية منها (أنا وحبيبي).
* أول مرة تغني أمام جمهور؟
– كانت في مناسبة زواج ابن عمي (فاروق علي حمد النيل) في قريتنا ود النعيم.
* أول مرة تحضر من ود مدني للخرطوم؟
– لإحياء حفل رأس سنة بالفندق الكبير، وكان الحفل يقيمه متعهد الحفلات آنذاك المرحوم (عبد المنعم معني).
* أوائل الفنانين الذين عاصرتهم في ود مدني؟
– في ود مدني كنا مجموعة مغنين وموسيقيين بيننا ترابط وإلفة منهم المرحوم (حسن الباشا) والراحل (محمد مسكين) وغيرهم.
* أوائل من عاصرتهم بالخرطوم؟
– عدد كبير جدا، كل الفنانين الموجودين في الساحة في ذلك الوقت انضممت إليهم بدءاً من (إبراهيم الكاشف، عثمان حسين، أحمد المصطفى، صلاح مصطفى، محمد وردي، إبراهيم عوض) وغيرهم من فناني الساحة آنذاك، وأصبحت واحداً منهم، وربطت بيننا علاقات طيبة مع بعض.
* أول عمل جماعي غنائي أديتموه مع بعض؟
– قصة ثورة (الملحمة).
* أول شريط كاسيت سجلته؟
– لشركة حصاد للإنتاج الفني.
* وأول أسطوانة سجلتها؟
– لشركة منصفون للإنتاج الفني وقد سجلتها قبل الكاسيت.
* أول فرقة موسيقية صاحبتك في الأداء؟
– في ود مدني مجموعة أصدقاء وموسيقيين منهم (إسماعيل عبد الرحيم، أحمد عباس بابكر، حسين عثمان، علي إبراهيم علي، صديق دفع الله). وعازفو الإيقاع (كمال يوسف وعبد الله حبة، عمر الناير وآخرون). وعمر الناير على آلة العود في بداياتي، وأوائل الموسيقيين الذين شاركوني الأداء بالعزف تحت مسمى (فرقة الإذاعة)، وهي فرقة كبيرة وأوائل الأعمال الغنائية التي سجلتها كانت عن طريق فرقة الإذاعة هذه.
* أول مسرح تحيي فيه حفلاً أمام جمهور؟
– في ود مدني، فبعد فترة طويلة من بداياتنا أنشئ مسرح الجزيرة وقبله كانت تقام حفلات مسرحية في مناسبات بميدان الحرية، وكان يسمى ميدان (الملك)، وتعود التسمية لأيام الملك فاروق.
* وأول حفل عام تحييه أمام جمهور؟
– في الفندق الكبير (القراند هوليداي) في بدايات حياتي الفنية، حيث حضرت خصيصا من مدني وكان بمناسبة رأس السنة.
* أول فرقة موسيقية شاركتك الأداء بالعزف في الحفلات العامة والخاصة كالأعراس؟
– على سبيل المثال لا الحصر، تتكون من الموسيقيين (المرحوم/ أحمد المبارك، المرحوم/ سيف النصر محمد عثمان، عازف الإيقاع/ إبراهيم عبد الوهاب (كتبا) عازف الأوكورديون/ محمد عبد الباقى حمودة، وسليمان أكرد).
* أول ظهور إعلامي لك كفنان في الإذاعة؟
– عبر برنامج (الأقاليم تتحدث) استضافني فيه الإذاعي المرحوم حسن محمد علي.
* أول أغنية سجلتها للإذاعة؟
– أنا وحبيبي (يا حاسدين غرامنا) من كلمات الشاعر المرحوم محمد علي جبارة، وسجلتها للإذاعة.
* أول أغنية لم تنل حظها من الإجازة؟
منها: (مسيحية) لمحمد علي جبارة و(طائشة الضفائر) لنزار قباني.
* أول عمل غنائي مشترك بينك وفنان آخر لم يتم؟
– كنا قد بدأنا في الاشتراك أنا والمرحوم محمد وردي في تلحين وأداء عمل وطني لمحمد المكي إبراهيم “من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر” واتفقنا على ذلك، ولكن لم يكتمل الاتفاق، وتغنى به وردي لوحده.
* أول مشاركة غنائية لك في الخارج؟
– كانت في القاهرة.
* أول صحفي كتب عنك؟
– الأستاذ (ميرغني البكري) له الصحة والعافية.
* أول كيان فني تنضم إليه؟
– فرقة (أضواء الجزيرة) في ود مدني حيث أنشأنا كمجموعة من العاملين في الوسط الفني هذه الفرقة، وقد أسندت لي رئاستها.
* أول انضمامك لاتحاد الفنانين في الخرطوم؟
– بمجرد حضوري من ودمدني للخرطوم نلت عضوية الاتحاد، وبعد فترة وجيزة من نيلي العضوية تعينت عضواً في لجنة الاتحاد مسؤولاً ثقافيا.
* أول سيارة تقتنيها؟
– كانت سيارة كوريلا وأذكر أنه أحضرتها معي بعد عودتي من رحلة فنية في الخليج.
* أول من أطلق عليك لقب (الباشكاتب)؟
– أولا أحب أن أقول إنني لا أحب هذا اللقب مطلقاً وليس تقليلاً للدرجة الوظيفية الباشكاتب، إذ أن الباشكتبة لهم دور ومكانة كبيرة كموظفين، ولكنني لا أحب هذ اللقب، لأنني لم أكن موظفاً في يوم من الأيام، وهذا اللقب كنا نطلقه على الأخ والصديق المرحوم (أبوبكر عبد الله حامد)، والذي كان حكمداراً لبوليس النيل الأزرق آنذاك، وكان يستعمل كلمة الباشكاتب كثيراً، فمثلا إذا تأخرت عن زمن ميعاد معه يبادرك بقوله “دي طريقة دي يا باشكاتب”.
* أول مرة أسند إليك لقب الباشكاتب؟
– عندما نقل صديقنا حكمدار البوليس من ود مدني وأقمنا له حفل وداع بحضور مجموعة من الفنانين الموجودين في ود مدني، وكل الوسط الفني، فسئل: “أنت مسافر فمنو الحا يكون الباشكاتب بعدك؟”، فكان رده: “محمد الأمين”، وكل الحكاية كانت محصورة في نطاق ود مدني فقط، فإذا بالصحفي الأستاذ ميرغني البكري، وبحسه الفني ينقلها للصحف، فانتشرت، وكما ذكرت لا أحب هذا اللقب مطلقا.
* أول تكريم نلته خلال مسيرتك؟
– لا أذكره بالتحديد، ولكن على مستوى الدولة كرمت في العام 1970 من رئيس الجمهورية بوسام الآداب والفنون من الدرجة الأولى، وأنا ممنون وسعيد وأحمد الله بأن كرمت من جهات كثيرة جداً تمثل الشعب السوداني وجهات أخرى خارج السودان، وأتمنى دائماً، وأبداً أن أكون عند حسن ظن الجميع.
أماني شريف
صحيفة اليوم التالي