صباح موسى: كلمة في حق غندور الذي ذهب

الى كل المصريين الذين يَرَوْن أن البروفسير إبراهيم غندور وزير الخارجية السوداني كان ضد علاقات مصرية سودانية سليمة، أقول أن الرجل كان من أفضل الذين تعاملوا مع هذا الملف على الإطلاق، وأن بعض تصريحاته الصدامية مع القاهرة، والتي كان يقرأها البعض بأنها تصعيد ضد مصر، ماكانت إلا تصحيح لإعوجاج في سير العلاقات المضطرب.

وإلى كل السودانين الذين يَرَوْن أن غندور كان لينا في تعامله مع مصر، أقول أن الرجل كان من أقوى المسئولين في التعامل مع هذه العلاقات، ولم تكن دبلوماسيته الناعمة فيها إلا ذكاء ملحوظ استطاع بِه أن يحتوي ويمتص أي خلاف، في وقت لم ينهزم فيه أبدا لبلاده، وإذا كان غندور منحازا في هذا الموضوع، فكان منحاز لعلاقات مصرية سودانية تقوم على الندية والمصالح المشتركة وليس انحيازا لمصر، بعيدا عن المهاترات التي لا تقدم ولا تؤخر.

في تقديري ستظل حقبة غندور في الخارجية السودانية من أميز الحقب في التعامل مع العلاقات المصرية السودانية رغم ما شهدته من تعرجات، إلا أنها كان من الممكن أن تصل إلى أبعد من ذلك من إنهيار وإنحدار بسبب تداخلات إقليمية ودولية معلومة للجميع لولا حكمة الرجل.

أتمنى أن يكون خلف بروف غندور في الخارجية السودانية بنفس فهمه وحكمته للعلاقات بين البلدين، وأن يكون خير خلف لخير سلف.
شكرًا بروف غندور وكل التحية والتقدير أينما ذهبت وكيفما حللت.

بقلم
صباح موسى

Exit mobile version