يجتمع فريق المحققين الدوليين التابعين لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مقر إقامتهم في فندق “الفصول الأربعة” في العاصمة دمشق، قبيل توجهم لمعاينة موقع يشتبه بأنه تعرض لهجوم بأسلحة كيميائية في مدينة دوما.
ويقول مراسل بي بي سي في دمشق إن تحركات الفريق تحاط ببعض الكتمان وليس من الواضح بعد ما إذا كانوا سيتوجهون إلى المدينة اليوم الأحد لمباشرة عملهم.
بيد أن وكالة فرانس برس نقلت عن معاون وزير الخارجية السوري، أيمن سوسان، قوله “وصلت لجنة تقصي الحقائق إلى دمشق أمس السبت ومن المقرر أن تذهب الأحد إلى مدينة دوما لمباشرة عملها”.
وكان سوسان أكد في مقابلة مع بي بي سي على أن دمشق ستستمر بالتعاون مع لجنة التحقيق الدولية، مشددا على القول “إن الحكومة السورية هي من دعا هذه اللجنة للقدوم إلى دمشق، وأكدنا لهم أننا سنقدم لهم مختلف أشكال التعاون والتسهيلات حتى تستطيع اللجنة أن تقوم بعملها بشكل مهني وموضوعي غير مسيس لكي تخرج باستنتاجات حول حقيقة الوضع في دوما أو في الغوطة الشرقية بشأن الاستخدام المزعوم للسلاح الكيميائي”.
وقد تعهدت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في بيان السبت بأن يواصل فريقها مهمته في سوريا “لاثبات الحقائق حول ادعاءات باستخدام أسلحة كيميائية في دوما” على الرغم من الضربات الغربية.
وشددت على أنها تعمل عن قرب مع خبراء أمنيين من الأمم المتحدة “لتقييم الوضع وضمان سلامة فريق” خبرائها في سوريا.
“لقد طفح الكيل”
ومن جانبه أوضح وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، في مقابلة في برنامج أندرو مار في بي بي سي، أن الضربات الجوية كانت لإيصال رسالة تقول “لقد طفح الكيل” بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية.
استضاف برنامج أندرو مار كل من وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون وزعيم المعارضة جريمي كوربن
وأضاف جونسون أن الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا “لن تغير كفة الصراع” في سوريا و ليست لتغيير النظام.
بيد أنه قال إنه يأمل أن تكون رادعا يمنع المزيد من الهجمات الكيميائية “البربرية”.
وقال جونسون إنه لا يستطيع التكهن بكيفية رد الرئيس السوري بشار الأسد، لكن إذا تكرر حدوث هجوم كيميائي “بوضوح، سندرس وحلفاؤنا الخيارات”.
وشدد جونسون على أن الضغوط ستتواصل على الأسد لجلبه إلى طاولة المفاوضات.
وانتقدت أحزاب المعارضة البريطانية عدم لجوء الحكومة إلى البرلمان للتصويت على الضربات الجوية.
ورد جونسون بأنه يمكن للنواب أن يعبروا عن آرائهم عند تقديم رئيسة الوزراء تيريزا ماي بيانها في مجلس العموم الاثنين.
وقال زعيم المعارضة جريمي كوربن في البرنامج نفسه إنه كان بإمكان رئيسة الوزراء أن تستدعي البرلمان من إجازته بسهولة أو تؤخر اتخاذ قرارها حتى عودة النواب الاثنين.
ودعا إلى تفعيل قانون سلطات الحرب “كي يمكن أن تكون الحكومة محاسبة أمام البرلمان عما تفعله باسمنا”.
وشدد كوربن على أن حزب العمال سيواصل الضغط من أجل مناقشة قرار التدخل والتصويت عليه. واصفا القرار بأنه “سياسة تصنع عبر تويتر” في إشارة إلى تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبيل الضربات الجوية.
مشروع قرار
وعلى الصعيد الدبلوماسي/ أعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مشروع قرار جديد في مجلس الأمن لضمان البدء بتحقيق مستقل بشأن الإدعاءات المتعلقة بإستخدام الحكومة السورية السلاح الكيميائي، يؤمل أن تبدأ مناقشته غدا الاثنين.
ووزعت مسودة القرار على الدول الأعضاء في المجلس، بما فيها روسيا التي استخدمت حق النقض الفيتو ضد إجراء تحقيق مستقل.
ويدعو القرار أيضا منظمة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية، التي أرسلت فريقا من مفتشيها إلى سوريا، لإصدار تقرير في غضون ثلاثين يوما.
وقد فشل مجلس الأمن حتى الآن في التوصل إلى رد موحد جراء قيام كل من روسيا والولايات المتحدة بنقض مقترحات أحدهما الآخر في الأسبوع الماضي.
ورفض مجلس الأمن مشروع قرار تقدمت به روسيا لإدانة الهجمات الاخيرة التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على سوريا.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا قصفت ثلاثة مواقع حكومية في سوريا في عملية عسكرية بوقت مبكر من صباح السبت استهدفت ما يقولون إنها منشآت لها علاقة بالأسلحة الكيميائية.
وجاءت هذه الخطوة ردا على ما يشتبه بأنه هجوم كيميائي في مدينة دوما السورية الأسبوع الماضي أودى بحياة العشرات.
بي بي سي عربية