الضربات على سوريا.. هكذا بدأت وهكذا انتهت

هجوم عسكري استهدف مواقع سورية في دمشق وحمص، شنته الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا فجر يوم 14 أبريل/نيسان 2018 دام أقل من ساعة، وجاء ردا على هجوم كيميائي اتهم نظام بشار الأسد بتنفيذه بـدوما بالغوطة الشرقية في السابع من أبريل/نيسان 2018.

متى بدأ الهجوم؟
بدأ الهجوم العسكري على الساعة الواحدة ليلا بتوقيت غرينتش، الرابعة فجرا بتوقيت مكة، وظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب وهو يلقي خطابا في البيت الأبيض على الساعة التاسعة ليلا بتوقيت واشنطن، حيث قال “تجري عملية عسكرية مشتركة مع فرنسا وبريطانيا”، وأكد أنه أمر القوات الأميركية المسلحة “بتنفيذ ضربات محددة على قدرات الدكتاتور السوري بشار الأسد في مجال الأسلحة الكيميائية”.

وعقب إعلان ترمب اتجهت الأنظار مباشرة نحو سوريا، ونقلت مختلف التقارير الإخبارية أن دوي انفجارات متتالية سمعت في دمشق، ونقل التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل أن “عدوانا أميركيا بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا (ينفذ) على سوريا”، في حين أفاد شهود بأن سحبا من الدخان تصاعدت في شمال شرق دمشق، وسمع صوت تحليق الطائرات.

ماذا استهدف الهجوم؟
بعد أقل من ساعة من بدء الهجوم العسكري وداخل وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، ظهر وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد أمام الإعلام الأميركي ليعلنا عن انتهاء الضربة العسكرية، وليقولا إنها كانت “ضربة لمرة واحدة فقط”.

وكشف المسؤولان الأميركيان تفاصيل الضربة على سوريا والمتمثلة في التالي:

ــ استهدفت الضربة العسكرية ثلاث منشآت رئيسية للأسلحة الكيميائية هي:

1 ـ مركز للأبحاث العلمية في حي برزة الدمشقي (شمال شرق)، وصفته واشنطن بأنه مركز لبحوث الأسلحة الكيميائية والبيولوجية وتطويرها وإنتاجها واختبارها.

2ـ منشأة تخزين للأسلحة الكيميائية غربي مدينة حمص، أكد البنتاغون أنها الموقع الأساسي لغاز السارين السوري ومعدات الإنتاج الأساسية.

3 ـ منشأة تخزين لمعدات الأسلحة الكيميائية ومركز قيادة قرب حمص.

ــ الهجوم تم بصواريخ أُطلقت من البحر ومن طائرات، مما أدى لإطلاق وسائل الدفاع الجوي السورية صواريخ مضادة.

ــ الضربة العسكرية هدفت إلى إضعاف القدرات الكيميائية السورية دون قتل مدنيين أو مقاتلين أجانب.

ــ تم تحديد الأهداف بدقة للتخفيف من خطر الاشتباك مع القوات الروسية.

ــ الجيش الأميركي أبلغ روسيا بالمجال الجوي الذي سيستخدم في الضربة، لكنه لم يخطرها بموعد الضربة مسبقا.

ــ الولايات المتحدة لم تشن الهجمات إلا بعد توفر أدلة قاطعة على استخدام غاز الكلور في الهجوم الذي وقع في دوما، لكن وزير الدفاع الأميركي أشار إلى أن الأدلة على استخدام السارين غير قاطعة.

ما الأسلحة المستخدمة؟
شاركت في الهجوم العسكري على سوريا ثلاث دول هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وعن الجانب الأميركي استخدمت قاذفات بي 1 في الهجوم على مواقع النظام السوري، وشاركت فيه سفينة حربية أميركية واحدة على الأقل بالبحر الأحمر، وذلك بحسب موقع سي أن أن الأميركي.

واستهدفت الولايات المتحدة مواقع عدة للنظام السوري بصواريخ من طراز “توماهوك”.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية إنها استخدمت ضعف عدد الأسلحة مقارنة بضربات عام 2017، في إشارة إلى القصف الأميركي الذي استهدف في 7 أبريل/نيسان 2017 مطار الشعيرات في ريف حمص بـ59 صاروخا من نوع توماهوك المجنحة انطلاقا من مدمرتين أميركيتين تبحران في شرق البحر المتوسط.

أما بريطانيا، فشاركت في الهجوم بأربع طائرات “تورنادو” انطلقت من قاعدة أكروتيري في قبرص، وأطلقت صواريخ ستورم شادو على مجمع عسكري هو عبارة عن قاعدة صواريخ قديمة على بعد 24 كلم غرب حمص، وقالت وزارة الدفاع البريطانية إنه تم تحديد الهدف بناء على “تحليل علمي دقيق جدا” من أجل تأمين الحد الأقصى من تدمير الترسانة الكيميائية السورية.

وأكدت الوزارة “نجاح” الضربات التي شنتها المقاتلات البريطانية. في حين قالت رئيسة الوزراء تيريزا ماي إن الضربة الصاروخية، التي حرصت على تقليل الخسائر البشرية، كانت تهدف إلى منع استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى وليست محاولة لإسقاط الحكومة السورية.

وشاركت فرنسا في الضربة العسكرية على سوريا بطائرات حربية من طراز “رافال” و”ميراج 2000″، إلى جانب أربع فرقاطات، فرقاطة للدفاع الجوي وثلاث فرقاطات متعددة المهام.

كما شملت المشاركة الفرنسية نظام الإنذار المبكر والتحكم المحمول جوا (أواكس)، إلى جانب خدمات الدعم والإمداد.

كيف ردت سوريا؟
أعلن الإعلام الرسمي السوري بعد وقت قصير من بدء الهجوم أن “الدفاعات الجوية السورية تتصدى للعدوان الأميركي البريطاني الفرنسي على سوريا”.

وأكدت قيادة الجيش السوري يوم 14 أبريل/نيسان 2018 أنه تم “إطلاق حوالي مئة وعشرة صواريخ باتجاه أهداف سورية في دمشق وخارجها” تصدت لها الدفاعات الجوية “وأسقطت معظمها”.

وبحسب المصادر السورية الرسمية، فقد استهدف الهجوم المواقع التالية:

ــ قاعدة جوية إلى الغرب من دمشق قرب الحدود اللبنانية.

ــ موقع في مدينة مصياف التي تبعد نحو 170 كيلومترا شمالي دمشق.

ــ مستودعات للجيش السوري في منطقة شرق القلمون إلى الشمال الشرقي من دمشق.

ــ منطقة الكسوة جنوبي دمشق.

ــ موقع في منطقة جبل قاسيون المطلة على دمشق.

ـ منشأة للأبحاث العلمية في دمشق قالت وزارة الدفاع الأميركية إنها تستخدم في تطوير وإنتاج واختبار أسلحة كيميائية وبيولوجية.

واعتبرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن “العدوان الثلاثي ضد سوريا انتهاك فاضح للقانون الدولي وكسر لإرادة المجتمع الدولي وسيكون مآله الفشل”.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مراكز الأبحاث والمقرات العسكرية التي شملتها الضربات كانت خالية تماما إلا من بضع عناصر حراسة جراء تدابير احترازية اتخذها الجيش السوري مسبقا.

وكان المرصد كشف في وقت سابق أن الجيش السوري أخلى مطارات وقواعد عسكرية عدة بينها قيادة الأركان ومبنى وزارة الدفاع في دمشق على خلفية تهديدات واشنطن بشن ضربة في البلاد.

المصدر : الجزيرة

Exit mobile version