الاتحاد الأفريقي يحذر الحركات المسلحة في دارفور باتخاذ تدابير

حذر الاتحاد الأفريقي الحركات المسلحة التي تقاتل في إقليم دارفور السوداني، من اتخاذ تدابير ضدها، في حال رفضها اللحاق بعملية السلام.

ويعقد في برلين بألمانيا منتصف الشهر الحالي اجتماع تشاوري بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة التي تقاتلها. وناشد الاتحاد الأفريقي رئيس «حركة تحرير السودان» المسلحة، عبد الواحد محمد نور، المشاركة في اللقاء التشاوري في برلين وعدم عزل حركته عن عملية السلام.

وقال مفوض السلام والأمن في الاتحاد الأفريقي إسماعيل شرقي، للصحافيين إن الاتحاد الأفريقي سيتخذ تدابير لازمة للتعامل مع الحركات المسلحة في دارفور في حال رفضها اللحاق بعملية السلام، لكنه لم يشرح طبيعة تلك التدابير، مشدداً على أن اجتماع ألمانيا الذي يجمع الحكومة السودانية والحركات يومي 16 و17 أبريل (نيسان) الحالي هو الفرصة الأخيرة.

وكان مجلس السلم والأمن الأفريقي قد دعا الآلية الرفيعة الأفريقية وبعثة حفظ السلام المشتركة في دارفور (يوناميد) في 27 فبراير (شباط) الماضي إلى التواصل مع أطراف النزاع في الإقليم خلال 3 أشهر، متهماً الحركات المتمردة بالمماطلة في تحقيق السلام.

وكانت حركتا «العدل والمساواة» و«تحرير السودان – فصيل منّي مناوي» قد أكدتا تلقيهما دعوة من الحكومة الألمانية لعقد اجتماع تشاوري مع وفد من الحكومة السودانية في برلين يومي 16 و17 أبريل الحالي. كما أعلنت الخرطوم استعدادها للدخول في مفاوضات مع الحركات استنادا إلى وثيقة «الدوحة لسلام دارفور»، غير أن الحركة التي يقودها عبد الواحد محمد أحمد نور ترفض الجلوس والتفاوض مع الحكومة السودانية وترهن مشاركتها بشروط؛ منها تحقيق الأمن على الأرض، وعودة النازحين، ونزع سلاح ميليشيا «الجنجويد» التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية ومتهمة بارتكاب فظائع في الإقليم.
وبدأ مفوض السلام الأفريقي ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام زيارة إلى السودان في إطار جولة تشمل إثيوبيا وأفريقيا الوسطى، وأجريا لقاءات مع المسؤولين في الخرطوم وشمال دارفور وبعثة «يوناميد».

إلى ذلك، طالب «منبر المجتمع المدني الدارفوري» في بيان اطلعت عليه «الشرق الأوسط» رئيس «حركة تحرير السودان» عبد الواحد محمد أحمد نور بالمشاركة في الاجتماع المزمع عقده في برلين منتصف الشهر الحالي، وألا يعزل نفسه عن عملية السلام، وقال البيان: «عملية السلام الشامل مطلب سكان دارفور، ولذلك يدعو المنبر «حركة تحرير السودان» بقيادة عبد الواحد نور إلى «ألا تعزل نفسها من المبادرة الألمانية، وأن تترك تمسكها بالرفض غير المبرر، والعدول عن مواقفها السابقة تحقيقا لمصلحة البلاد».

من جهة أخرى، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام جان بيير لاكرورا إن الأوضاع في دارفور تشهد استقراراً على الرغم من وجود تحديات، بيد أنه عاد وأكد أن الأوضاع أفضل مما كانت عليه عن الفترة الماضية، مشيراً إلى أن زيارة الوفد المشترك من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي هدفها الوقوف ميدانيا على الأوضاع في دارفور وتقييم عمل بعثة «يوناميد»، لا سيما فيما يتعلق بعملية الانسحاب من الإقليم، ورفع توصيات إلى مجلس الأمن الدولي ومفوضية السلام والأمن الأفريقي. وقال لاكرورا إن إنشاء موقع لبعثة حفظ السلام في منطقة «قولو» في جبل مرة، يأتي بسبب وجود قوات لحفظ السلام في المنطقة.

صحيفة الشرق الأوسط.

Exit mobile version