قرار السيد رئيس الجمهورية بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في البلاد، هو بلا شك قرار سياسي حكيم، يمثل عنواناً جديداً للمرحلة السياسية المقبلة.
{ (تصفير المعتقلات) من المعارضين السياسيين غاية سامية حققتها منذ زمن بعيد دول العالم المتقدم والمتحضر، بنجاح شعوبها في ممارسة ديمقراطية راشدة أسست لأنظمة حكم دستورية دائمة ومستقرة.
{ انتهى جدل (كيف تحكم الدولة؟)، تمت الإجابة عن هذا السؤال قبل عقود طويلة، وبالتالي كان يسيراً جداً على ذات الشعوب أن تجيب عن السؤال التالي بياناً بالعمل: (من يحكم الدولة؟).
{ الديمقراطية وقواعد دولة القانون هي التي تحكم، والجماهير هي التي تختار عبر صناديق الاقتراع، مع الالتزام الصارم بالدستور والقوانين المنظمة للمجتمع في كل شؤونه، بما في ذلك العمل السياسي.
{ انتهى هذا الجدل مبكراً في بريطانيا، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية، ألمانيا، السويد، النرويج، وجميع دول العالم الأول.
{ انتخب الشعب الأمريكي رئيساً عمره (47) عاماً في العام 2009م هو المواطن من أصول أفريقية “باراك حسين أوباما”، ثم جدد له الولاء بالانتخاب بعد (4) سنوات، ليغادر المقعد الرئاسي الأعظم في العالم في العام 2017م بعد (8) سنوات من الحكم في البيت الأبيض.
{ ذات الشعب الذي انتخب “أوباما” ابن الـ(47) عاماً، جاء في نهاية العام 2016 وانتخب رئيساً عمره (70) عاماً هو “دونالد ترمب”!! هي الديمقراطية التي لا تعرف عمراً.. ولا لوناً.. ولا مستوى ثقافياً أو اجتماعياً.
{ ولأن الدولة تتقدم اقتصادياً وتزدهر.. وينتعش شعبها على أرضية الاستقرار السياسي، يتوجب على قادة القوى السياسية في السودان حكاماً ومعارضين، أن يتداعوا إلى عقد اجتماعي ويتراضوا على ميثاق سياسي دائم، يقرروا به أسس وقواعد الحكم في البلاد، بعيداً عن الاتفاقيات الثنائية المتناسلة عن مفاوضات سلام في عاصمة أجنبية!
{ لا حل لمشكلاتنا سوى الاحتكام لقرار الشعب أياً كان، دون توترات سياسية ومواجهات حربية، ونزعات عرقية وقبلية وجهوية.
{ تتحول كل الحركات المسلحة إلى أحزاب سياسية و(الحشاش يملأ شبكتو) في انتخابات كاملة الشفافية.
{ يخضع المؤتمر الوطني الحاكم لأصول اللعبة السياسية ويدخل المواجهة أعزل من أدوات الدولة وسلاحها، ليضمن استمرار وجوده بديمومة نظام ديمقراطي مستقر لا يهدده انقلاب ولا تعصف به انتفاضة.
{ ويبقى الجيش هو المؤسسة القومية الحامية بحياد لكيان الدولة، دون تدخل في العمل السياسي.
{ لو أنهم اتفقوا على ذلك أو بعضه، لما كانوا في حاجة إلى مفاوضات وجولات ووساطة أفريقية، وأخرى عربية لرفع العقوبات الأمريكية والأوروبية.
الهندي عزالدين