خَبرٌ حملته صفحات إحدى الصحف اليومية جاء فيه: (أسدلت محكمة المعلوماتية السّتار على المُتّهم بإنشاء القُروبات الإباحية ونشرها وحكمت عليه بالسجن لمدة عام ومُصادرة هاتفه بعد إبادة جميع الفيديوهات المَعروضة لصالح حكومة السودان تحت قانون المعلوماتية).. التفاصيل تقول إنّ المتهم قام بأفعال مُخلة للآداب والإساءة للذوق العام عبر نشر الأعمال الإباحية على مرأى ومَسمع أعدادٍ كبيرةٍ من المُتابعين للسوشيال ميديا، وأنّ الحكم الصادر بحقه هدفه تحقيق الردع بشقيه العام والخاص..
(كوكتيل) اهتمت بالبحث حَول القَضية لما لها من أصداءٍ واسعةٍ لمعرفة ما قد ينعكس أثرها على المُجتمع.
(1)
اختراع الفيديو عزّز من انتشار المواد الإباحية مَا سهّل من عملية تخزين ونسخ وتوزيع كاسيتات الفيديو بخلاف الأشرطة السينمائية والصور القديمة، بهذه العبارة بدأ الخبير التقني سامح إبراهيم حديثه لـ (كوكتيل)، وتابع: (هذا التطور التقني سمح للمرء بمُشاهدة الأفلام الإباحية في خلوة بيته، ومُؤخّراً ساهمت التلفزة الكبلية والإنترنت في إفساح المجال أكثر فأكثر لمشاهدة الأفلام الإباحية.. فالشخص الذي يجلس في الخفاء داخل متجر مُخصّص للراشدين أصبح بإمكانه مُشاهدتها داخل منزله بكبسة زَر).
(2)
الشاب أحمد أبو كساوي عبّر رأيه حول الموضوع قائلاً: هذا الحدث نتاجٌ للانفتاح العالمي، فقد استغلها الشباب مُؤخّراً لأعمال ذميمة، وكثيرٌ من الأشخاص تذبذبت آراؤهم بين الرفض والقبول لمُشاهدتها، لكن الوازع الديني هو الفيصل، وتابع: (النظرة الإباحية لا تنحصر بالفيديوهات فقط، بل تنعكس في أزياء المَشاهير التي يَطلون بها عبر الشاشة، وما يُثير غرابتي أنّه قبل أشهر قلائل تم تداول خبر عبر السوشيال ميديا ينص على تكريم إحدى المُمثلات الإباحيات لإجادة دورها الإباحي، لكن وسط كل هذه المحدثات، مُجتمعنا الإسلامي يرفض هذه المُمارسات وعلى الدولة إغلاق هذه المواقع الهادمة وتخصيص العولمة لجوانبها المُفيدة.
(3)
وافقه الرأي المُوظّف المُقيم بالخارج دراج سليمان بقوله: إنّ وسائل الاتصال الحديثة ساعدت على تبادلها، لكن هناك أشخاصٌ أصبح تبادل الأفلام والصور الإباحية يمثل لهم مُتعة، وقد يقوم شخصٌ بإرسالها لشخصٍ مُعيّنٍ إذا كانت بينهما عداوة وقد استخدمها كثيرٌ من الشباب للابتزاز، وواصل: (نأسف على مَا يَحدث من انحرافٍ أخلاقي ومُجتمعي)، فقد اختفت صفات الوقار التي كان يتميّز بها الشباب، وليس هناك تفسيرٌ سوى انتشار الأمراض النفسية والجهل بمَخاطرها.
(4)
(يبدو أنّ الناس لا تشعر بالاشمئزاز وأصبحوا يُشاهدون المواد الإباحية بشكلٍ مُفرطٍ)، وهي حالة لها آثار سلبية كبيرة تنتهي بمُشكلات في علاقة المُتابع لها مع شَريك الحياة، هكذا ابتدرت الأستاذة عفاف حسين حديثها لـ (كوكتيل)، وتابعت: (أيضاً لها تأثيرٌ على وضعه المادي والوظيفي، مُحدّدة أنّ السّبب الداعم لمُمارسة هذه العَادة هو الإدمان على تناول مذهبات العقول، وأيضاً الوحدة والانغلاق على النفس تتيحان (للشيطان) الفُرصة لغرز سمومه ويظل السبيل الوحيد للإقلاع عنها هو ملء الفراغ وقراءة القرآن الكريم.
(5)
علماء العقيدة والدين يَرون أنّ من يقوم بنشر هذه الأفلام والصور يقع في الوعيد الذي توعّد الله تعالى به من يتسبب في إفساد المسلمين وفي تزيين الحرام لهم وإشاعة الفاحشة بينهم، كما أن هؤلاء الذين ينشرون الأفلام الخليعة الإباحية والصور المُحرّمة المُثيرة للشهوة تتضاعف سيئاتهم لأنّهم يحملون أوزارهم وأوزار الذين يشاهدونها لأنّ (الدال على الشر كفاعله) وقد توعد الله تعالى هؤلاء بأن لا يقتصر عذابهم على الآخرة فقط، بل يصيبهم العذاب في الدنيا أيضاً.
تقرير: خولة حاتم
صحيفة السوداني