أن النصوص فرقت بين قضاء الصلاة والصوم بالنسبة للحائض، فأوجبت عليها قضاء الصيام وأسقطت عنها قضاء الصلاة رحمة بها، لأن الصلاة يشق عليها قضاؤها بخلاف الصوم”، ففي صحيح مسلم أن امرأة سألت عائشة رضي الله عنها ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة، فقالت، أحرورية أنت؟ قالت: لست حرورية ولكني أسأل، فقالت عائشة: كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة”.
وهذا الأمر وإن كانت السنة انفردت ببيانه فإن النبي صلى الله عليه وسلم مبين لما في كتاب الله تعالى، كما قال الله تعالى عنه: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}.. [النحل : 44]، وقد بين الله تعالى أن طاعة رسوله طاعة له فقال في كتابه: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}.. [النساء : 80].
فالواجب على المسلم التسليم لما جاءه به النبي صلى الله عليه وسلم ولا يجوز رده لكونه لم يأت في القرآن الكريم بعينه، والراد للسنة راد للقرآن الآمر بالأخذ بها والعمل بمقتضاها.
مصراوي