الروشتة غلط .. يا بروف..!!

‏‏‏‏
البروفيسور الطيب زين العابدين وجه رسالة مُفعمة بالعشم إلى الشباب، طالباً منهم التقدم لقيادة البلاد.. وإزاحة الأجيال السابقة عبر صندوق الانتخابات..
ورصد البروف زين العابدين سجلاً طويلاً من الفشل في كل الحقب السابقة.. وعلق الأمانة كلها على رقبة الشباب ليحققوا التغيير المنشود عبر المنافسة الحرة في انتخابات 2020.. وعرف الشباب بأنَّهم كل من دون الـ)50( من عمره..
ومع تقديري واحترامي للبروف زين.. إلاَّ أنني أجد نفسي مختلفاً معه جملة وتفصيلاً.. فإذا كان )الحل( في إسناد الحكم لشريحة عمرية.. فـ)المشكلة( إذاً في )الشريحة العمرية( التي تحكم أو تعارض.. ولعمري هذا توهم.. فحزب المؤتمر الوطني المسؤول عن الخراب الوطني الراهن تكاد غالبية قياداته تقع في الشريحة العمرية التي سماها البروف زين )شباباً(.. فهو حزب شاب )عمرياً( بمعنى الكلمة.. ليس في عمره الحزبي فحسب.. بل حتى في متوسط أعمار قياداته.. ولو كانت كل مشكلة السودان في )الشريحة العمرية( فهي محلولة تماماً مع حزب المؤتمر الوطني.. لا ينافسه في ذلك إلاَّ حزب المؤتمر السوداني..
يا بروف.. المشكلة الحقيقية التي يعاني منها السودان هي في نظام التشغيل Operating System ، واستسمحك هنا في استعارة المشابهة Analogy من نظم الكمبيوتر بمختلف أنواعها بما فيها أجهزة “الموبايل” التي لا يكاد شخص لا يحملها في يده مهما كان مؤهله وتعليمه أو عمره.. إذا كان نظام التشغيل قديماً فلا يجدي تعديل وتطوير البرامج مهما تحدثت وسمقت.. بعبارة أخرى إذا كان لديك جهاز موبايل يعمل بنظام تشغيل قديم مثل ما كان عليه الحال في أجهزة “نوكيا”، وأردتَ أن تركب عليه برامج وتطبيقات حديثة فلن يعمل البرنامج أو التطبيق الحديث مهما كان متقناً في صنعه.. لأنَّ التطبيقات الحديثة تتطلبُ نظم تشغيل حديثة..
هذا هو بالضبط حال السودان.. بلد يعمل بنظام تشغيل قديم من سنة 1956 لم يتغير.. عفا عنه الزمن.. أنى له تقبل التطبيقات الحديثة مهما كان عمرها.. فمهما كان عمر الشباب لو حكموا فلن يستطيعوا إدارة بلاد لا تزال تدار بعقلية ومفاهيم فاتها القطار..
الذي يحتاجه الوطن هو نظام تشغيل حديث، تفكير جديد، لا عظم ولحم جديد.. عقول شابة بمفاهيمها ورؤاها لا بتركيبة خلايا جسمها البيولوجي.. فالرئيس السابق أوباما في أمريكا لم ينجح لأنه شاب قادر على تسلق منصة الخطابة بوثبات رشيقة كما يظهر في الصور.. بل لأنَّ عقله وتفكيره هو الشاب.. مواكباً للعصر.. وكذلك الشاب “ماكرون” قوته في استيعابه لمطلوبات القيادة والإدارة طبقاً لمواصفات العصر.. وليس في حداثة سنه.
المطلوب كيف نرقي Upgrade نظام التشغيل الذي تعمل به بلادنا.. بعدها لا يهم من يحكم وكم عمره..
هيا أبحثوا معنا.. كيف نُرقي نظام التشغيل الذي يجب أن تدار به بلادنا.

حديث المدينة
عثمان ميرغني

Exit mobile version