قطع قول كل خطيب .. (ممتاز).. ترشيح البشير في 2020 مسألة محسومة

في شورى المؤتمر الوطني الأخير، قيل إن مسألة ترشيح الرئيس البشير لولاية رئاسية جديدة في انتخابات العام 2020 أمر مؤسسي متروك للمؤتمر العام، وبالتالي فأي أصوات تُنادي بالترشيح أو تتحفظ عليه فهي تتحرّك من مواقف شخصية.

هذا ما كان حتى يوم أمس (الإثنين) ساعة قرّر رئيس قطاع التنظيم في الوطني، حامد ممتاز في فعالية بحاضرة ولاية جنوب كردفان كادوقلي، أن البشير هو مرشح الحزب، وهو قول يأخذ قيمته من ولاية ممتاز على قطاع التنظيم، وهو أكثر القطاعات تأثيراً في الانتخابات.

وطاف البشير عدداً من الولايات حيث تلقّى بيعات التأييد لأمر ترشيحه في 2020 من الولاة والأنصار، وهو ما يجعل من أمر ترشحه أقرب للواقع، وإن كان الرجل قد أظهر زهده غير ما مرة ورغبته في تقلّد لقب رئيس سابق.

وبخلاف الوطني، فإن الأحزاب الشريكة في الحكومة مؤيدة لترشيح البشير، وأظهر ذلك الموقف بجلاء وزير الإعلام أحمد بلال إبان لقاء جمعه مع مساعد الرئيس، فيصل حسن ابراهيم.

قرار المؤسسات

الأنباء الواردة من مدنية كادوقلي التي يوجد بها رئيس قطاع التنظيم بالمؤتمر الوطني، حامد ممتاز تشير إلى أن الرجل قطع بإعادة ترشيح البشير في 2020م، قائلاً إن الرئيس هو مُرشّح الحزب في انتخابات 2020م بأمر المؤسسات، وبأمر قواعد الحزب في كافة أنحاء السودان حد قوله، متوعّداً بحسم المتفلّتين بالحزب وقطع دابرهم.

ويأتي حديث ممتاز متزامناً مع حديث ’خر أطلقه نائب رئيس الوزراء القومي، وزير الإعلام أحمد بلال عثمان، في مقر الوطني قبيل أيام، حيث قال إنهم مع إعادة ترشيح البشير في انتخابات 2020م، وكان بلال يتحدث باسم الأحزاب المشاركة في الحكومة.

تأييد الكبار

قبل أسبوع قال القيادي الأبرز بحزب المؤتمر الوطني د. نافع علي نافع إنه مع ترشيح الرئيس البشير لدورة جديدة كون كل المؤشرات والدلائل داخل مؤسسات الحزب تمضي في هذا الاتجاه، قائلاً: أدعم قرار المؤسسات الحزبية.

وفي وقتٍ سابق، أشيع على نطاق واسع، أن د. نافع علي نافع يقود تياراً يُمانع في ترشيح البشير في 2020م.

وكان القيادي بالوطني علي عثمان محمد طه سبق د. نافع في عملية دعم إعادة ترشيح البشير في انتخابات 2020م، بل مضى طه إلى أبعد من ذلك بالمناداة بتعديل الدستور من أجل إتاحة الفرصة للبشير لترشح مرة أخرى.

ولم يكن طه ونافع وحدهما من دعما ترشيح البشير، ففي ذات الوجهة يمضي محمد الحسن الأمين القانوني الضليع بالوطني بالمناداة بإجازة الدستور الدائم قبل حلول عام 2019م، وهو حديث يفسر بأن الرجل يدعم ترشيح البشير.

في الضفة الأخرى، تبرز أصوات هنا وهناك، ترى أن الفيصل في إعادة ترشيح البشير هو أمر تحسمه مؤسسات الوطني، وأن الحديث عنه حالياً سابق لأوانه، ومن ـبرز عضوية معسكر الإرجاء القيادي بالوطني أمين حسن عمر الذي بلغ به الأمر درجة وصف المنادين بترشيح البشير بأصحاب المنفعة الشخصية .

خطوة أولى

ربما تأتي أولى خطوات ترشيح البشير عبر نافذة إجازة الدستور الدائم من بوابة البرلمان الحالي الذي يحوز فيه حزب المؤتمر الوطني الأغلبية المكانيكية المرجحة لتمرير القرارات، وهنا يصبح من حق البشير الترشح لدورتين، وهذا ما ألمح إليه أحمد بلال في حديثه مع (الصيحة) قائلاً بأنه يجب إجازة الدستور الدائم قبل 2020م للاستفادة من الإجماع الوطني الموجود حالياً بالبرلمان والحكومة التنفيذية، قبل أن يعود ويُشدد على أهمية استمرار البشير في الحكم لجهة أنه الضامن لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي تتطلب مزيداً من الوقت.

في المقابل، يرفض د. حسن عثمان رزق عملية إجازة الدستور قبل عام 2020م، ورفض كذلك في حديثه مع (الصيحة) عدم العودة للجمعية العمومية للحوار للنظر في هذا الأمر بحجة أنه لا توجد توصية تُنادي بتعديل مخرجات الحوار عبر الجمعية العمومية .

شوط كبير

تأكيد رئيس قطاع التنظيم بالوطني حامد ممتاز بكادوقلي على أن مُرشّح حزبهم في الانتخابات القادمة هو عمر البشير، رغم أن مؤسسات الحزب لم تحسم الأمر بعد، يبدو طبيعيًا للمحلل السياسي ورئيس تحرير الزميلة (آخر لحظة) أسامة عبد الماجد، إذ يقول إن كل مجالس شورى الوطني بالولايات أعلنت مبايعتها لانتخاب البشير لدورة رئاسية جديدة، وكذلك معظم مؤسسات الحزب والولاة أعلنوا دعمهم لذات الخط.

مضيفاً في حديثه لـ (الصيحة): الولايات قطعت شوطاً كبيراً في دعم ترشيح البشير، بالتالي بات الأمر واقعاً ولا مفر منه، ولم يتبق إلا إجازة القرار من قبل مؤسسات الحزب بصورة كلية.

في السياق نفسه، يبدو حديث أسامة عبد الماجد غير مهضوم لقيادي شبابي بالوطني ـ فضل حجب اسمه ـ وقال لـ (الصيحة) إنه كان ينبغي على المنادين بإعادة انتخاب البشير لفترة رئاسية جديدة أن ينتظروا قرار مؤسسات الحزب بدلاً من هذا الاصطفاف الذي يُضعف دور المؤسسات ـ على حد تعبيره ـ وقال إنه مع ترشيح البشير شريطة أن يأتي عبر المؤسسات الحزبية، وليس عن طريق المبادرات الفردية.

صحيفة الصيحة.

Exit mobile version