استهلك السودانيون نصف يومهم، الجمعة الماضية، في التعاطي مع تغريدة أطلقها حوثي عبر منصة تويتر، نصح فيها الانقلابيين وميليشياتهم بإطلاق صاروخ باليستي على الخرطوم. وتداول السودانيون التغريدة في مجالسهم و«قعداتهم» بكثير من السخرية وقليل من الجدية وفي ذاكرتهم انتفاضة حكومتهم قبل نحو عامين حين قررت طرد الإيرانيين من البلاد وقطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران على خلفية نشاطها السري في الأدلجة و«التمهذب» تحت ستار العمل الدبلوماسي والثقافي؛ إذ اكتشفت السلطات السودانية ــ وقتذاك ــ أن مكاتب إيرانية على أطراف الخرطوم تنشط تحت جنح الظلام في أدلجة الشبان والشابات وتلاميذ المدارس الطرفية ودفعهم إلى تصويب ولائها إلى حزب الله وملالي إيران، غير أن الخرطوم ــ كما غنى فنانها الغريد عبدالكريم الكابلي ــ «هبت في جنح الدجى» وأمرت خلايا طهران بمغادرة أرض النيلين خلال 48 ساعة.
من أخذوا تغريدة الحوثيين وتهديدهم بقصف الخرطوم على محمل الجد، تمضي عقيدتهم إلى أن إيران التي طردت فجرا من «مقرن النيلين» ربما تنحاز «إلى ثأراتها» للانتقام من العاصمة السودانية التي سجلت اسمها بقائمة دول التحالف الإسلامي لاسترداد الشرعية في اليمن وشاركت بفيالقها في معركة التحرير، ويمضي أصحاب الرأي إلى القول إن السودان عاش تجربة الصواريخ العابرة للدول إبان حقبة الرئيس الراحل جعفر نميري في أوائل ثمانينات القرن الماضي، حين أطلق الرئيس الليبي معمر القذافي صاروخا عابرا إلى السودان إثر خلافات حادة مع نميري ومحاولات ليبية فاشلة لتغيير نظام حكمه، لكن شظايا الصاروخ الليبي أخطأت هدفه وحطت على سقف دار إذاعة أم درمان وقضت على حمار عابر! الساخرون من الصاروخ الحوثي الموعود على الخرطوم تسيّدهم ناشط إسفيري لطيف اشتهر برسائله الصوتية الظريفة؛ إذ حث بني عمومته على شد الأحزمة في انتظار الصاروخ الميليشي.
مؤكدا في رسالته واسعة التداول أن السودانيين بمقدورهم مواجهة الحوثيين في «الحروب الأرضية» ولا قبل لهم بما يأتي من السماء، ومع ذلك توعد في رسالته الحوثي بمواجهته (رجل لرجل) في الأرض الفضاء.. غير أن أحد ظرفاء منصات التواصل الاجتماعي، علق في إشارة ذكية ولمّاحة «متى يصل صاروخ الحوثي إلى الخرطوم.. حتى نتدبر حالنا ونلوذ بـ «الجزيرة»!
صحيفة عطاظ.