* حينما تتاح لنا مساحة للفرح علينا أن لا نبخل على أنفسنا بالانغماس فيها، لابد أن نذوب فيها مثل حبات السكر حينما تسقط في كوب قهوة صباحية ، نتماهى مع كل حركة فيها وسكون ، ليس علينا النظر من زاوية أخرى سوى الابتهاج ، أن نركض قدر المستطاع في رحابة أحلامنا ، كل الطرق ستعبر بنا حتما إلى فضاء يحتوى حتى تناقض الذات ، من حقيقتنا واوهامنا ، وتفاصيل أخرى لم يفصح عنها القدر بعد …
* مابين هزيمة وانتصار ترحل بك تضاريس الحياة ، تغدو كلحظة حظ تقرأها لك سيدة عجوز تحت ظل شجرة ، من جوف فنجانك المزدحم بالرسومات من بقايا القهوة ، تنظر اليه بكامل الجدية ، وتهمس :
عليك إرضاء الاسياد وإضافة بعض المال بجانب الذي وضعته مسبقا ، وحين تفعل ذلك تأخذه سريعا وتخبرك بأنه ثمة فرح قادم ، ترحل بعدها مشحونا برؤيا الحاضر والقادم والذي مضى …
* ربما تصبح الحياة في بعض الأحيان ، مضجرة إلى حد الاختناق ، و قد يمسي ذلك الشريك المثالي غير مبال ، قد يفترق الأصدقاء ، وتختلف الدروب ، تخبو أصوات تعودنا على سماعها بكل الحب ، وترتفع أخرى تصيبنا بالصداع ، وربما نهجر حبيبا أو نهاجر من بلد لآخر ، فقط لأجل البحث عن الفرح ، لأنه الوحيد الذي يشعرنا بوقع أقدامنا على الأرض ، وذلك ما أتفق فيه مع الكاتب جمال الغيطاني حين قال :
تتباين المساحات طبقاً للحالة النفسية التي يمر بها المرء. فإذا كان مغموماً وعنده شجى تتقارب الأسقف وتدنو الجدران، وبحلول الفرح وتفجر النشوة تتسع الصالات ويبدو بعضها أفسح من ميدان….
قصاصة أخيرة
لاتدع الفرح يهجرك
قصاصات – أمنة الفضل
صحيفة الصحافة