لو افترضنا أنَّ الجيل الذي يتسيدنا )في الحكومة والمعارضة( حالياً هو الجيل الرابع منذ استقلال السودان.. فالمطلوب الآن ظهور الجيل الخامس بأعجل ما تيسر في الساحة الوطنية الواسعة..
مطلوب قياديون جدد.. لا أقصدُ بمعايير العمر البيولوجي ولا بمقاييس الارتباط السياسي، ولا حتى بمعايير الخبرة أو المؤهلات.. فالقياديون الجدد هم القادرون على صناعة مستقبل باهر لبلادنا بمعطيات العصر الحديث.. فإذا كنتَ تأنس في نفسك الكفاءة والانسجام مع مقاييس القيادة الجديدة، فلا تنتظر السماء لتمطر ذهباً.. تحرك إلى الأمام فأنت الرجل المطلوب..
قد تكون مهنتك سائق تاكسي أو محاضراً في الجامعة أو مزارعاً أو طبيباً أو معلماً في مدرسة أساس أو ثانوي، أو مهندساً أو عاملاً في أية مهنة أو حرفة تأكل من عرق جبينك الناضر.. أو صاحب محل صغير أو كبير في الأسواق.. أو حتى طالب علم لم تكتمل نوارة زهرتك بعد.. أو مغترباً في الخليج أو قارات الدنيا.. كل هذا مطلوب بل مرغوب.. لا ينقصك إلاَّ التيقن من أنك راغب وقادر على العمل العام دون خلطه بالمصلحة الخاصة.. ولا يعني هذا أن تهمل نفسك وعملك ومستقبلك.. لا.. لك الحق أن تكون طموحاً وكادحا لكن دون خلط بين العام والخاص.. مهما كان الخلط يسيراً أو بريئاً..
الذي ينقصنا في سوداننا الآن هو الجيل الخامس مِن القيادة.. يملك المفاهيم الرشيدة والفكرة الحصيفة دون عصبية لا حزبية ولا جهوية ولا عرقية.. فقط سوداني يفكر بمطلوبات العصر ويحلم بأحلام كبيرة تناسب هذا البلد الكبير والشعب النبيل..
لماذا لا نبحث عن جيل قيادي يملك الموهبة والحكمة لكنه مغمور ومطمور بفعل المشهد السياسي المغلق والمحتكر.. قد تكون أنت واحداً من هذا الجيل الخامس المنتظر.. فلماذا لا تتقدم إلى الأمام ليس من أجلك بل من أجل وطنك وشعبك..
هذه دعوة مفتوحة للجميع.. رغم أنَّ العمل العام لا ينتظر الدعوات.. لا تضيع وقتك في الحسرة على ماضٍ تولى وغدٍ تكاد شمسه تغرب قبل أن تشرق.. دعونا نبدأ عملاً رشيداً لا يقع تحت المادة 50 مِن القانون الجنائي.. إلاَّ إذا كان تهمة أن يتحسس المرء قلبه وعقله ويفتح عينيه لينظر أمامه.
بالله لا تضيعوا الزمن.. مطلوب الجيل الخامس من القيادات الوطنية.. فأنت واحد منهم.
حديث المدينة
عثمان ميرغني