تحاول شبكات اجتماعية تقديم نفسها كبديل عن فيسبوك الشبكة الاجتماعية الأكثر شعبية في العالم، وذلك عبر الترويج لنفسها بالابتعاد عن التدخل في خصوصيات مستخدميها وصرامتها في حماية معلوماتهم.
ويأتي ذلك بعدما تأثرت سمعة فيسبوك بشكل بالغ بعد اتهامه بتسريب بيانات شخصية لصالح شركة الأبحاث “كامبريدج أناليتيكا” الأمر الذي دفع بعض الشخصيات المهمة إلى إغلاق حساباتهم عليه بل شن حملة لمسحه كليا “”#delete facebook.
ووصف رجل الأعمال الأميركي المستثمر في مجال الإنترنت جيسون كالاكانيس فيسبوك بأنه “قوة مدمرة لمجتمعنا” ووعد بتقديم مئة ألف دولار لأفضل مشروع بديل عن فيسبوك.
لكن، هل يوجد حاليا بديل جدير بالثقة عن هذه الشبكة الاجتماعية التي وصل أعضاؤها ملياري إنسان؟
هذا ما حاولت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية الرد عليه، موضحة في البداية أن المشكلة تكمن في أن جل الشبكات الاجتماعية المنافسة حاليا (تويتر، سناب شات.. إلخ) لا تختلف عنه في تحليلها لبيانات المستخدم لاستهدافه بإعلانات تناسب رغباته.
لكن، ثمة خدمات تترك للشخص الحرية في التحكم في بياناته الشخصية وتحميه نسبيا من الاستهداف بالإعلانات، وفي بعض الأحيان تقدم له المزيد من الوظائف، ومشكلة هذه الشبكات أنها غير معروفة بما فيه الكفاية وعدد مستخدميها محدود جدا.
وكما يقول المثل “مصائب قوم عند قوم فوائد” فمصائب فيسبوك غدت فوائد لهذه الشبكات الأقل شهرة، وفيما يلي تستعرض “لوفيغارو” ثلاث منها:
أولا- “دياسبورا” (Diaspora): وهي شبكة مفتوحة وغير ربحية أنشأها طلاب أميركيون عام 2010، وتعتمد على ثلاث مبادئ: 1- اللامركزية، فبدلا من تخزين المعلومات على موقع واحد تقوم بتوزيع البيانات على خوادم مستقلة عن بعضها. 2- الحرية، فرمز البرنامج متاح للجميع والإعلانات ممنوعة بهذه الشبكة، كما أن الأعضاء ليسوا مطالبين بالكشف عن هوياتهم الحقيقية. 3- احترام الخصوصية، فكل عضو يتحكم في بياناته ومنشوراته ويحدد من يسمح له بالاطلاع عليها.
وتوفر الشبكة توفر جميع الخدمات التي توفرها فيسبوك، غير أن أعضاءها لم يتجاوزوا حتى الآن المليون وإن كانوا في تزايد مستمر. علما بأن مستخدمي فيسبوك تجاوزوا المليارين.
ثانيا- “فرينديكا” (Friendica): تشترك هذه الشبكة الاجتماعية -التي يديرها متطوعون- مع دياسبورا في استخدام نفس السمات التقنية، وتبني نفس الفلسفة الخاصة بالخوادم اللامركزية.
وتقوم على إنشاء مجتمعات حسب اهتمامات أو لغات أو ما شابه ذلك، مما تتشكل عبره مجموعات معينة يمكن لأفرادها نشر المعلومات وتحميل الصور والفيديوهات والتواصل المباشر والتعليق على منشورات بعضهم البعض.
لكن المشتركين في هذه الشبكة لم يتجاوزوا بعد عشرات الآلاف.
ثالثا- “ألو” (Ello): أطلقت سنة 2014، وكان ينظر إليها في البداية بوصفها البديل الأكثر مصداقية عن فيسبوك، والمتميز عنها بغياب الإعلانات كليا عن صفحاتها وبتعهدها باحترام الحياة الخاصة لأعضائها والامتناع عن بيع معلوماتهم الشخصية، كما أنها تقدم جل الخدمات التي يوفرها فيسبوك.
غير أن “لوفيغارو” لفتت إلى أن زخم هذه الشبكة -الذي صاحب إطلاقها- تراجع بسبب تشغيلها المعقد نسبيا، وغياب بعض الوظائف الموجودة في فيسبوك.
ولا يتجاوز عدد أعضاء هذه الشبكة خمسمئة ألف مستخدم شهريا، كما بدأت تتجه شيئا فشيئا نحو مجتمع من “المبتكرين” في عوالم الموضة والتصميم والصور.
المصدر :الجزيرة