ومن المقرر ان يقترع جنوب السودان المنتج للنفط في يناير كانون الثاني عام 2011 على الانفصال في استفتاء تحدد موعده في اتفاق السلام الذي انهى الحرب الاهلية التي استمرت اكثر من 20 عاما مع الشمال.
ويعتبر هذا الاقتراع قضية شديدة الحساسية في السودان ومن المرجح ان تتشكك الخرطوم في اي دلائل على وجود نفوذ خارجي خاصة من القذافي الذي كان له علاقات مضطربة مع الحكومات السودانية المتتالية.
ويأتي التقرير بشأن تصريحات القذافي قبل يوم من استضافة الزعيم الليبي لقمة الاتحاد الافريقي الذي يترأسه والذي سيحضره الرئيس السوداني عمر حسن البشير.
وقال كير للمصلين في احدى الكنائس يوم الاحد ان القذافي اتصل به ليجتمع معه في الثالثة صباحا خلال زيارته لطرابلس في الاسبوع الماضي واكد له مساندة ليبيا اذا قرر الجنوب ان ينفصل عن الشمال.
وقال كير في تسجيل لخطابه استمعت اليه رويترز يوم الثلاثاء “قال ( القذافي) انه اذا اراد الجنوبيون ان يقترعوا على الاستقلال فينبغي ألا يخشوا احدا… وساقف الى جانبهم.”
ورفضت وزارة الشؤون الخارجية السودانية التعليق على ما قاله كير عن القذافي. كما لم يصدر اي تعليق فوري من ليبيا او تأكيد لهذه التصريحات.
وخلال خطابه في كاتدرائية سانت تريزا الكاثوليكية في جوبا عاصمة الجنوب قال كير ان القذافي ابلغه انه كان من الخطأ الابقاء على شعب جنوب السودان موحدا مع الشمال بعد انتهاء حكم الاستعمار البريطاني في عام 1956.
وقال كير في التسجيل “(قال القذافي)كان ينبغي ان ينفصل اما ليصبح دولة مستقلة او ينضم الى اي دولة اخرى في شرق افريقيا.”
وقال كير ان القذافي وعد بارسال خبراء ليبيين الى جنوب السودان للمساعدة في اعادة اعمار البنية التحتية وفي الزراعة.
وكانت حكومات سودانية متتالية تواجه المتاعب في علاقاتها مع ليبيا وزاد من تعقيدها خطط القذافي لتوسيع نفوذه في العالم العربي وافريقيا.
واتهمت ليبيا بتسليح الجيش الشعبي لتحرير السودان في الجنوب في اوائل الثمانينات لمحاولة تقويض حكم الرئيس السوداني جعفر النميري وقتها وبحشد الاسلحة والنفوذ في اقليم دارفور السوداني في اطار مشروعه لتعزيز التضامن العربي عبر الصحراء الافريقية.
وكان القذافي الذي رفض الصراع في دارفور في عام 2007 بوصفه قتالا على جمل اول زعيم يعلن تأييده للبشير بعد ان اصدرت المحكمة الجنائية الدولية امرا بالقبض عليه في العام الحالي ليواجه اتهامات بتنسيق ارتكاب فظائع في دارفور.
واقام اتفاق السلام الشامل لعام 2005 الذي انهى الحرب بين الشمال والجنوب حكومة ائتلافية في الخرطوم وحكومة متمتعه بحكم ذاتي محدود في الجنوب. والى جانب الاستفتاء وعد ايضا باجراء انتخابات وطنية مقررة في فبراير عام 2010 وتقسيم عائدات النفط بين الجانبين.
ومن المتوقع على نطاق واسع ان يختار الجنوبيون الاستقلال في الاستفتاء لكن المحللين حذروا من خطورة العودة الى الصراع اذا عرقل الشمال الاقتراع او رفض تسليم السيطرة على حقول النفط الجنوبية المربحة.