*كلام خطير قيل عنا في (العربية) أمس..
*والقائل هو النعمان بن عثمان مدير منظمة ليبية للبحوث..
*قال إن السودان يصدر الإرهاب إلى ليبيا..
*وتحدث تحديداً عن إرهابيين شوام قال إنهم يدخلون بلادنا بكل سهولة..
*ثم يُمنحون وثائق إقامة محلية… وجوازات سفر سودانية..
*وأشار إلى دور تركي في هذا التصدير… يشمل إرهابيين يمنيين أيضاً..
*وبدت المذيعة منزعجة لهذه الاتهامات… ولكنه كان مصراً..
*بل وقال إن لديه من الاثباتات ما يدعم كلامه هذا..
*ولعلنا نذكر حادثة إطلاق النار على سودانيين من تلقاء شامي… بضاحية كافوري..
*والعالم كل يذكر معنا ؛ ويرصد ويتابع… وهذه هي المصيبة..
*وخاصةً أمريكا التي نترقب رفعها لاسمنا من قائمة دول الإرهاب..
*ويجيء الآن حديث هذا الليبي ليلفت إلينا الأنظار أكثر..
*وربما صعوبة فهمي للهجته الليبية جعلتني أتخيل ثُغرات في كلامه..
*فقد فاتت علي بعض الجزئيات… لا الكليات..
*وإن كانت كما ظننت فهي تعني أن الحكومة (مُستغفَلة)… وليست متورطة..
*بمعنى أنها تفتقر إلى الحس الأمني عند التعامل مع الوافدين..
*وذلك فضلاً عن افتقار إلى الحس (القومي السيادي)..
*وانعدام الأخير هذا هو الذي جعل أعداد الوافدين-غير العرب – فوق حدود المعقول..
*ويكفي أن العاصمة وحدها فيها نحو (3) ملايين وافد إفريقي..
*وهذا تساهل لا يمكن أن تقع فيه أية دولة محترمة… بمحض (غفلتها)..
*ولكن ما يهمنا الآن اتهامات هذا الأكاديمي الليبي..
*فهل صحيح أن دواعش الشام يتسللون إلى ليبيا – عبر أراضينا – بمساعدة تركية؟..
*لابد من التعامل مع هذا السؤال بمنتهى الجدية..
*لا أن ننفي ؛ ثم نتمطى على كراسينا الوثيرة باعتبارنا أجبنا عن السؤال… وخلاص..
*فهكذا درجنا على أن نفعل إزاء كل القضايا الخطيرة..
*سواء داخلية خاصة بأزمات محلية… أو دولية متعلقة بأزمات مع المجتمع الدولي..
*فياما (تمغّى) مسؤولونا على كراسيهم… ثم وثبوا منها فزعين..
*وما ذاك إلا لأنهم يتغافلون… أو يستسهلون… أو يتذاكون على العالم..
*ولكن الحقيقة المؤكدة أننا نتساهل… ونتغافل..
*نتساهل في أمر حدودنا حتى يصعب علينا ضبط السلع… والذهب… والبشر..
*ثم نتغافل عن النتائج السالبة للوجود الأجنبي المتسلل..
*وقبل عامين كتبت كلمة بعنوان (المواطن سوداني)… فسخر منا (المتذاكون)..
*وفيها توقعت أن نكون (غرباء) على أرضنا يوماً..
*وذلك على خلفية صياح وافد عربي في وجهي مستفسراً عن وجهةٍ ما..
*فأجبته ساخراً (معليش ، ما أدري.. .أنا عضو جالية سودانية)..
*ولم أدرك عاقبة سخريتي الغبية هذه إلا عقب حادثة كافوري..
*فحمدت الله أنه لم (يضربني بالرصاص !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة