عصر ديموقراطية الإنتاج الابداعي بلا منازع

هذا هو عصر ديموقراطية الإنتاج الابداعي بلا منازع…
عصر الدعوة الشهيرة التي يستفزك بها اليوتيوب في كل ثانية:
Broadcast Yourself!
ويستفزك الفيس بوك بالسؤال: مالذي يدور بخلدك؟
What’s on your mind?

وعلى الطريقة الأمريكية البسيطة المتجاوزة لقواعد التكلّف يسألك تويتر:
الحاصل شنو؟
What’s happening?

انها دعوة قديمة متجددة…قد تجد عند البعض منا استجابة وقبول للدعوة…والأكثرية تشاهد وتراقب…وبعض الاحيان تنتقد كرد فعل غير مساو للفعل بل أكثر…لكنه بالتأكيد مضاد في الإتجاه!

أمّا بعد…

لو أنك ناقد استيتسات فيسبوكية Facebook critique أو Twitter تويترية…ستجد أنه من الأسهل لك أن تجتهد قليلا لتصبح من مشاهير هذه الفضاءات عبر الانتاج الأصلي عوضا عن نقد وبعض الأحيان “تشنيف” و”تبخيس” إنتاج الآخرين!

أصبح الإنتاج الاعمال الابداعية أقل تكلفة من نقد الأعمال الابداعية! هل تلاحظ ذلك عزيزي القاريء? وعزيزتي القارئة ?? * أي نعم دي مشاغلة لمن تحب وترضى 😀

الأعمال الابداعية وتشمل:
تأليف، شعر، نثر، خطابة سياسية، نقد الحاصل، الخيال العلمي، الخيال الأدبي، الخيال الجنسي، الترجمة، التحرير، الخيال الخيالي، شتم الحكومات، فضح اللصوص من الساسة ، القطيعة والنميمة في الانبوكسات ، والحنك العابر للقارات، تدوير الاشاعات …تأليف الاشاعات …تأليف الاشاعات ثم تصديقها…المغالطة في الاشاعات التي قمت بتأليفها ? الكابشرات Screen Capture والتاقات في كل فارغة ومليانة لTAG والشير في الخير و التصوير الثقافي للناس، الانتاج الصوتي، والفيديوهات اللايف والمسجلة بالموبايل والمسروقة و إستشراف المستقبل، التنظير ثم التنظير من أجل التنظير، الخ. وما لا الخ. وما أدراك وما لا ادراك…الشتائم أرض أرض…والشتائم أرض جو…وما بينهما من شتائم! وبالتأكيد المدح وتكسير التلج لمن يسوى ومن لا يسوى!

ثم ياخي…والله العظيم مافي زول بيسألك من رأيك البايخ السخيف ده…رأيك العجول للنقد…لرؤية النصف الممتليء من السلبية…رأيك المتنمر …رأيك الذي تظن أن السوشيال ميديا لن تستقيم بدونه…رأيك المتبرع به في ما علمت ومالم تعلم…انت براك بتتبرع بيهو وتسمم الأجواء بيهو! رأيك الخايف عليهو…وفي كثير من الأحيان ما خايف علينا ?

طيب، اذا كان الانتاج متاح لكل زول و زولة… اذن، لماذا لا ينتج الجميع؟

لنأتي للاعذار…وهنا مكمن الابداع عزيزي الخوّاف وعزيزتي الخوّافة… عزيزي الكسلان وعزيزتي الكسلانة…والقائمة تطول:

لكن الإنتاج بحاجة لحرية… متوفرة حد التعب على الإنترنت… إلا من أبى
لكن الانتاج بحاجة لثقافة وتعليم…متوفر حد الزهج على الانترنت… إلا من أبى
لكن الانتاج بحاجة لمعدات وامكانيات…متوفر حد السعادة على الانترنت…إلا من أبى
لكن الانتاج بحاجة للوقت…متوفر جدا جدا لديكم…والدليل أنك وصلت هذه النقطة من قراءة ما أنتجته انا في هذا المنشور ?
لكن… لكن….
لكن…

أعلموا أن “لكن” هذه هي أسّ البلاء… فاهنئوا بها… ان شاء الله تنفعكم!

طوبى للمنتجين…ومحبتي التي تعلمون ايها العظماء/ات.

“الأشخاص العظماء يناقشون الأفكار، والأشخاص العاديون يناقشون الأشياء ، أما الأشخاص الصغار فإنهم يناقشون الأشخاص” . من كتاب (بيكاسو و ستاربكس)

د. أنور دفع الله ?
27/3/2018

Exit mobile version