* في اليمن عشرات الناس يموتون بسبب قلة الماء ، يستجدون الإنسانية والحظ لتسقط على أفواههم قطرات من الماء ، حتى وان كانت تسكنه الشوائب ، لوهلة أصبحت هذه الأمنية مستحيلة ، تبدلت الأشياء ، وأضحت الحياة قاسية إلى حد لا يحتمله بشر ، المعابر مغلقة والأصوات تختنق وتغور إلى الداخل ، لا أحد يسمع الآخر ، ولا يمكن رؤية شئ سوى بعض السراب العابث بأحلامهم البسيطة…
* فلسطين ليست الأوفر حظا في هذا السباق ، فالحصول على الماء بعد أن كان مطلبا أساسيا للحياة ، أصبح حلما يغازل صفحات أجندتهم المرهونة لطقس من هم عند فوهة صنبور المياه ، هنا لا يلعب الحظ دورا أساسيا كما في اليمن ، وإنما هو رقص على شفا حفرة من نار ، وتمزيق الحقائق الماثلة أمام محكمة لم تقم على العدل …
* تعالت أصوات الجيران ، احتشد الناس بسرعة الصوت ، كأنهم كانوا يترصدون إنبعاث صوت يبعثر ماتبقى من أحلام ، كان أهل البيت يصرخون بلا توقف ،و لولا يقين الحاضرين أنه لم يكن هنالك قتلى أو جرحى لظنوا ان ثمة قذيفة وقعت في قلب تلك الدار ، ظل الجميع ينظر إليهم وينهال عليهم بالاسئلة عن المسروقات، بعد أن عرفوا أن لصا اقتحم البيت ، وبعد وقت ليس بقصير أخبروهم انها قارورة ماء أخيرة في البيت ،فبعد أسبوع من انقطاع المياه عن الحي، أصبحت الماء توضع في صندوق المجوهرات لأن الحصول عليها اضحى حلما وليس مطلبا أساسيا …
قصاصة أخيرة
أسقني قطرة ماء حتى لايموت الحب
قصاصات – أمنة الفضل
صحيفة الصحافة