بنت العمدة !!

لُدغ من الحي ثلاثة ؛ مات أحدهم قبل مطلع الفجر..

*فمفردة (سقد نوندي) كانت عنوان ليلة وصولها وادي حلفا… أو حلفا القديمة..

*وهي مفردة نوبية – مركبة – تعني العقرب شديد السم..

*وكان ذاك الوصول قبيل (جريمة) التهجير بعام… أو اثنين..

*وعبثاً حاول زوجها أن يهدئ من روعها بما اُستحفظ من أسرار جده (شهودة)..

*فهي من منطقة نوبية نعم ؛ ولكنها ليست (ذات عقارب جبلية)..

*إنها (ابنة) العمدة محمود… (ابن) العمدة محمد محمود… (حفيد) الملك بشير ..

*ومن جهة الأم هي (ابنة) روضة… (ابنة) ساتي… (ابن) فقير..

*وقيل إنه ما كان أحد يضاهي العمدة ثراءً – في ذياك الزمان – سوى ساتي هذا ..

*ورغم ذلك طُبعت على (بساطة) اشتهرت بمثلها أمها..

*وأمها هذه كانت معاناتها مع لغة (الضاد) تماثل معاناة أحفادها مع لغة (الأجداد)..

*وحفيدها- كاتب هذه السطور- كان يناديها (يو)… عوضاً عن الأم ..

*فقد كان يراها – حسب تقديره في ذلكم العمر – أصغر من أن يحسبها أماً له ..

*فهي كانت ابنة ستة عشر ربيعاً حين زُوجت لرجل من القريتين طوح..

*وبفضل طموحه هذا أضحى مديراً لمصنعي البلح والتعليب معاً… بكريمة..

*وهو لما يتجاوز حينها عمر التكليف النبوي بعد..

*ونما مع نمو (بنت العمدة) شعورها الفطري بالبساطة تجاه الناس..

*ثم لا تزال تستلهم من بلدتها الصخرية تلك قيماً مجتمعية اشتهر بها أهلها أجمعون ..

*فهي قيم استمدت جمالها من جمال تدرجها الحجري… انتهاءً عند أشجار النيل..

* أشجارعتيقة تقف شاهدة على (مؤانسات القهوة من عهد البشير)..

*أما أجواء (سقاة الكأس من عهد الرشيد) فقد عصم الله أبناءها منها..

*وذلك مناً من تلقائه تجاهها – وزوجها – فيما نظن… ونشهد ..

*ورغم عدم إيماني ببدعة عيد الأم إلا أنني وجدت نفسي مدفوعاً لأن أكتب اليوم..

*وهذا الذي أكتبه عله يشفع لي عندها في دنيانا هذه..

*أما عند بعثنا فرحمته هي التي ينتظرها أمثالنا ممن غشيتهم غواشي زماننا هذا..

*ثم كادت تجعل أفئدتهم – مثل جيوبهم – (خواء)..

*أمي بنت العمدة : الله يسلمك.

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version