لُدغ من الحي ثلاثة ؛ مات أحدهم قبل مطلع الفجر..
*فمفردة (سقد نوندي) كانت عنوان ليلة وصولها وادي حلفا… أو حلفا القديمة..
*وهي مفردة نوبية – مركبة – تعني العقرب شديد السم..
*وكان ذاك الوصول قبيل (جريمة) التهجير بعام… أو اثنين..
*وعبثاً حاول زوجها أن يهدئ من روعها بما اُستحفظ من أسرار جده (شهودة)..
*فهي من منطقة نوبية نعم ؛ ولكنها ليست (ذات عقارب جبلية)..
*إنها (ابنة) العمدة محمود… (ابن) العمدة محمد محمود… (حفيد) الملك بشير ..
*ومن جهة الأم هي (ابنة) روضة… (ابنة) ساتي… (ابن) فقير..
*وقيل إنه ما كان أحد يضاهي العمدة ثراءً – في ذياك الزمان – سوى ساتي هذا ..
*ورغم ذلك طُبعت على (بساطة) اشتهرت بمثلها أمها..
*وأمها هذه كانت معاناتها مع لغة (الضاد) تماثل معاناة أحفادها مع لغة (الأجداد)..
*وحفيدها- كاتب هذه السطور- كان يناديها (يو)… عوضاً عن الأم ..
*فقد كان يراها – حسب تقديره في ذلكم العمر – أصغر من أن يحسبها أماً له ..
*فهي كانت ابنة ستة عشر ربيعاً حين زُوجت لرجل من القريتين طوح..
*وبفضل طموحه هذا أضحى مديراً لمصنعي البلح والتعليب معاً… بكريمة..
*وهو لما يتجاوز حينها عمر التكليف النبوي بعد..
*ونما مع نمو (بنت العمدة) شعورها الفطري بالبساطة تجاه الناس..
*ثم لا تزال تستلهم من بلدتها الصخرية تلك قيماً مجتمعية اشتهر بها أهلها أجمعون ..
*فهي قيم استمدت جمالها من جمال تدرجها الحجري… انتهاءً عند أشجار النيل..
* أشجارعتيقة تقف شاهدة على (مؤانسات القهوة من عهد البشير)..
*أما أجواء (سقاة الكأس من عهد الرشيد) فقد عصم الله أبناءها منها..
*وذلك مناً من تلقائه تجاهها – وزوجها – فيما نظن… ونشهد ..
*ورغم عدم إيماني ببدعة عيد الأم إلا أنني وجدت نفسي مدفوعاً لأن أكتب اليوم..
*وهذا الذي أكتبه عله يشفع لي عندها في دنيانا هذه..
*أما عند بعثنا فرحمته هي التي ينتظرها أمثالنا ممن غشيتهم غواشي زماننا هذا..
*ثم كادت تجعل أفئدتهم – مثل جيوبهم – (خواء)..
*أمي بنت العمدة : الله يسلمك.
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة