هاجمت حركة/ جيش تحرير السودان ـ المجلس الإنتقالي، نتائج اجتماعات تحالف قوى “نداء السودان” بباريس، واعتبرته إنسلاخا من المقاومة، كما صوبت انتقادات لرئيس التحالف المعارض الصادق المهدي.
وانفضت اجتماعات (نداء السودان) السبت الماضي بتنصيب رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، رئيساً للتحالف واعتماد الوسائل السلمية في العمل المعارض بعد استبعاد العمل المسلح.
وقال بيان لحركة تحرير السودان ـ المجلس الانتقالي، تلقته “سودان تربيون” الثلاثاء، إن ما تمخضت عنه اجتماعات (نداء السودان) “محاولة للهجوم الناعم على القوى الثورية المسلحة والإنسلاخ الصريح عن المقاومة المسلحة”.
وأضاف المجلس الانتقالي، المنشق عن حركة عبد الواحد نور وتربطه علاقة تنسيقية مع فصيل مني أركو مناوي، في بيانه “يأتي إنسلاخ نداء السودان عن المقاومة المسلحة رغم ما توصلت إليه اجتماعاتها في أن الحكومة أوصدت كل أبواب العمل السلمي في البيان الختامي للإجتماعات”.
وألزم الاعلان الدستوري لاجتماعات نداء السودان الأخيرة، القوى السياسية الحاملة للسلاح بأهداف “التحالف” السلمية المدنية البعيدة عن العمل العسكرى، كما ألزمها بوحدة السودان في ظل المواطنة بلا تمييز وفي ظل الحرية والعدالة والتنمية.
وأشار الإعلان إلى أن التحالف ملتزم بتحقيق مطالب الشعب السوداني المشروعة بالوسائل الخالية من العنف، اما عبر إنتفاضة شعبية سلمية على غرار ثورتي أكتوبر 1964 وإبريل 1985، او حوار بإستحقاقاته على سنة كوديسا جنوب افريقا 1992.
وأوضح بيان المجلس الانتقالي الممهور بتوقيع الأمين العام عبد العزيز كتاووه، أن وصد النظام لباب الخيارات السلمية هو ما أجبر القوى الثورية على حمل السلاح لوضع حد لما اسماه “الاستعمار والعبودية والمعاناة التي لازمت الشعب السوداني لقرنين من الزمان”.
وهاجم البيان الصادق المهدي بشدة وقال إن تصرفاته تدل على استمراره في دعم الاستعمار والسلطة “بمحاولته التلصق أو الإنقضاض على قوى المقاومة وسرقة جهودها والعمل على تكسيرها والهجوم على أدواتها ووسائلها”.
وتابع “من خلال إعلانه البائس عقب مسرحية تنصيبه زعيما لقوى نداء السودان اليومين الماضيين بلا أدنى مراعاة لشعور المواطنين المهجرين الذين فقدوا ذويهم وأصدقاءهم ومعارفهم جراء عمليات التطهير العرقي والإبادات الجماعية”.
وأكد أن مبادرات وتحركات المهدي التي اوصلته لزعامة “نداء السودان” تكشف عدم اعترافه بعدالة القضية التي قدمت الحركات لأجلها ملايين “الشهداء” من السودانيين.
واتهم البيان المهدي بمحاولته الجادة “لدعم الحكومة ومساعدتها لغسل يدها من الجرائم التي أرتكبت في حق الشعب السوداني وفرض سياسة الأرض المحروقة بتصوير القضية السودانية على أنها قضية سلطوية”.
وأضاف “تنصيب المهدي رئيسا لقوى نداء السودان بهذه السرعة يكشف محاولات بعض قوى نداء السودان تصفية حساباتها مع رفاق آخرين بمحاولة عزلهم وإحراجهم، ومحاولة للتنصل من مسؤولية تفكيك الجبهة الثورية التي كادت أن تغير إختلال ميزان القوة”.
وشدد البيان على المجلس الانتقالي “سيستمر بدون أي شروط أو تردد في المقاومة المسلحة وتطوير ذلك بما تتطلبه المرحلة وبما يحقق النصر وإنهاء حالة الاستعمار القائمة ووقف الظلم والمعاناة ومعالجة الإختلالات التاريخية وتجاوز التعقيدات المجتمعية الحالية وفق عقد اجتماعي جديد يضمن ويصون كرامة الجميع بدون تمييز”.
ودعا البيان القوى الثورية المسلحة والقوى السياسية الحية إلى توحيد جهودها ورص صفوفها تحت قيادة موحدة وعدم الإنغلاق والإنكفاء على ذاتها، والعمل على إحداث فعل حقيقي ووضع حد للفوضى القائمة.
وتشير “سودان تربيون” إلى أن الجبهة الوطنية العريضة بقيادة علي محمود حسنين رفضت في بيان السبت الماضي مخرجات اجتماع “نداء السودان” وانتقدت تبنيه الخيارات السلمية مع الحكومة.
وأكدت الجبهة أن قوى مقدرة خرجت من التحالف المعارض بعد أن ثبت لها خطأ الحوار مع “النظام”، بينما استمرت فيه قوى محدده تؤمن بالحوار سبيلا.
سودان تربيون.