رويترز: البشير يدعم إعادة انتخاب السيسي واتفاق على تعزيز التعاون

رحب الرئيس السوداني عمر البشير يوم الاثنين بترشح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لفترة ثانية وذلك خلال أول زيارة يقوم بها للقاهرة منذ 2016، وتعهد الزعيمان بتعزيز التعاون بعد عام شابه توتر في العلاقات بين الجارتين.

واحتدمت الخلافات بين البلدين في الشهور القليلة الماضية بسبب انزعاج مصر من اتفاق بحري بين تركيا والسودان وخلاف حول سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل.

والعام الماضي، حظر السودان استيراد جميع المنتجات الزراعية المصرية وذلك في خطوة اعتبرها محللون سياسية إلى حد كبير ومرتبطة بمجموعة من الشكاوى السودانية وعلى رأسها نزاع على السيادة على منطقة حلايب وشلاتين الحدودية بجنوب مصر.

وكانت الخرطوم استدعت سفيرها لدى القاهرة عبد المحمود عبد الحليم في يناير كانون الثاني دون إبداء أسباب، لكنها سمحت بعودته إلى مصر في وقت سابق من شهر مارس آذار الجاري.

ويوم الاثنين اتفق السيسي والبشير على تعزيز العلاقات والتعاون في المجالات العسكرية والتجارية وفي مجال الطاقة لكنهما لم يشيرا إلى الخلافات التجارية.

وقال السيسي في كلمة خلال مؤتمر صحفي مشترك عقب جلسة محادثات رسمية بين الرئيسين “تناولت مع الرئيس البشير في المحادثات الأخوية بيننا، سبل تحقيق وتعزيز المصالح المشتركة، في ظل الاحترام الكامل للشؤون الداخلية والعمل المشترك للحفاظ على الأمن القومي للبلدين”.

وأضاف “اتفقنا كذلك على أهمية العمل على استشراف آفاق أوسع للتعاون والتشاور والتنسيق في مختلف المجالات والقضايا التي تهم البلدين، وبحث الفرص المتاحة، وتفعيل الآليات المشتركة المتعددة بين البلدين”.

من جانبه، قال البشير الذي وصل إلى القاهرة في وقت سابق يوم الاثنين في زيارة تستغرق يوما واحدا “هناك إرادة سياسية للتعاون لحل أي إشكالية تظهر بين البلدين”. وأضاف “نحن أمام مرحلة مفصلية تاريخية ونشاهد ما تعانيه منطقتنا من مشاكل… وهذا يتطلب مزيدا من التقارب والتعاون”.

وكانت القاهرة شهدت اجتماعا لوزيري خارجية ورئيسي جهازي مخابرات البلدين الشهر الماضي لتخفيف التوتر في العلاقات.

وقال السيسي يوم الاثنين إنه اتفق مع البشير على بدء الإعداد لعقد اللجنة المشتركة برئاسة رئيسي البلدين خلال العام الجاري في الخرطوم. وكان آخر اجتماع لهذه اللجنة عقد في القاهرة عام 2016.

ولم يشر أي من الرئيسين للخلاف بشأن منطقة حلايب وشلاتين الحدودي، لكن السيسي تحدث عن أزمة سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا.

وقال في كلمته “في ضوء أن نهر النيل يمثل شريان الحياة لشعبي وادي النيل (مصر والسودان)، فقد أكدنا عزمنا العمل معا ومع الأشقاء في إثيوبيا للتوصل إلى شراكة في نهر النيل تحقق المنفعة للجميع دون الإضرار بأي طرف”.

ودب خلاف بين مصر وإثيوبيا بشأن بناء سد النهضة، وهو مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية قيمته أربعة مليارات دولار تخشى القاهرة أن يقلص المياه التي تصل لحقولها من إثيوبيا عبر السودان.

وتنفي إثيوبيا هذه المزاعم وتأمل أن يكون السد أكبر مولد ومصدر للكهرباء في القارة. ويدعم السودان بناء السد لأنه سينظم الفيضانات وسيوفر الكهرباء والري.

ويسعى السيسي للفوز بفترة ثانية خلال الانتخابات الرئاسية المقررة الأسبوع المقبل وهو أمر شبه محقق.

وقال البشير خلال المؤتمر الصحفي “نحن حقيقة وقتنا زيارتنا في هذا التوقيت كي نؤكد أننا مع استقرار مصر ومع دعم الرئيس السيسي”.

وفي وقت لاحق اصطحب السيسي البشير للمشاركة في احتفالية بالصالة المغطاة باستاد القاهرة. وتضمنت الاحتفالية عروضا فنيا وأغاني تحتفي بالعلاقات بين مصر والسودان.

القاهرة (رويترز)
(تغطية صحفية للنشرة العربية محمود رضا مراد وعلي عبد العاطي – تحرير محمد اليماني)

Exit mobile version