زيارة السيد رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” إلى “القاهرة” غداً (الإثنين) ليوم واحد، ستكون بعون الله زيارة مختلفة، مفيدة للبلدين وناجعة في حل القضايا المعقدة والعالقة في سماء وادي النيل الجميل منذ سنوات .
ما يدفعني لهذا التفاؤل أن الزيارة تأتي بعد أسبوع واحد من زيارة مدير المخابرات المصرية المكلف اللواء “عباس كامل” للخرطوم التي انخرط خلالها في مباحثات جادة وعملية مع مدير جهاز والأمن والمخابرات الوطني الفريق أول مهندس “صلاح قوش”، ثم مع وزيري الدفاع والخارجية الفريق أول ركن “عوض ابن عوف” والبروفيسور “إبراهيم غندور”.
ويبدو لي، رغم عدم تسرب معلومات يعتد بها، أن هناك مشروع تسوية للملفات العالقة بين البلدين، ربما تتضح ملامحه أو تعلن خطوطه الرئيسية بعد قمة الرئيسين بالغة الأهمية في “القاهرة” بعد غدٍ .
لابد أن يقتنع الطرفان أنه لابد من التسوية قفلاً لباب الريح الذي كثيراً ما أشعل نار التوترات بين البلدين الشقيقين، خاصة أن هناك أطرافاً (خارجية) قريبة وبعيدة، تسعى دائماً لإبقاء العلاقة في حالة (إلتهاب) دائم، تحقيقاً لأغراض وأجندات مخالفة لمصالح السودان العليا في التنمية والاستقرار والنماء .
وإذا صحت توقعاتنا، فهذا يعني أن المدير القديم الجديد لجهاز الأمن والمخابرات الفريق “قوش” قد بدأ مشواره (الثاني) في الجهاز، بإنجاز كبير وكسب إستراتيجي عظيم، فليس هناك أكبر ولا أهم بالنسبة للسودان في محيطه الإقليمي وجواره الجغرافي، من الوصول لاتفاق وتفاهمات مع الدولة المصرية في قضايا الخلاف الذي تطاول، وأهمها قضية مثلث “حلايب” .
التهدئة.. ثم الاتفاق.. ثم التعاون المشترك هو سبيل نجاح السودان في كافة ملفاته الخارجية، وهو مفتاح نهضته الاقتصادية وديمومة استقراره الأمني في عالم مضطرب وإقليم مهتاج .
كل حادب على مصلحة السودان لا خيار أمامه سوى الترحيب والدعم والمؤازرة لكل مشروع سياسي يعمل على التوافق والتحالف والشراكة مع محيطنا، ويستبعد خيارات الشقاق والتوتر والمواجهة .
المخربون والمتآمرون على بلادهم المتواطئون مع الأجنبي هم الباحثون عن مواطن الاحتراب والفتنة بين السودان ودولة مهمة وكبيرة هي جارته الشمالية .
زيارة ناجحة وموفقة.. سيدي الرئيس .
الهندي عزالدين
المجهر