*صديقنا كان مغرماً بابنة الحي سعاد..
*ومن شدة ولعه بها كان يسميها سونا… تدليلاً ؛ ويؤمن بكل ما تقوله إيمان العجائز..
*وصباح يوم جاءنا يصيح (والليلي… سونا قالت نميري مات)..
*فسألناه: سونا حبيبتك أم سونا وكالة الأنباء؟… كي نستوثق من صحة الخبر..
*فأجاب (سونا الليلتي مو الليلتكم… دي كلامها طوالي صاح)..
*ومساء وقفة أحد الأعياد أتانا عابساً… مكتئباً… ليعلن لنا انتهاء علاقته بسونا..
*فلما سألناه عن السبب همهم (بتقول علي مو ملحلح)..
*فقلنا له مواسين (غلطانة ،ما ليها حق)… فإذا به يصيح (لا والله ، سونا صاح)..
*والغريبة إن مجنون سونا هذا التحق بعد ذلك بسونا..
*ولا أدري إن كان موجوداً بها الآن وهي تورد خبر الوديعة الكاذب… أم لا..
*ولعله – إن كان لا يزال بها – سيصيح (سونا صاح)..
*وربما كانت كذلك فعلاً لغاية منتصف الأسبوع الماضي… ثم صارت محل شك..
*ولن تستعيد صدقيتها هذه – مرة أخرى- إلا أن تعتذر..
*فليس العيب أن يخطئ إنسان… أو صحيفة… أو حتى وكالة أنباء رسمية..
*وإنما العيب في ترك الخطأ كما هو؛ لا تصويب… ولا اعتذار..
*وكاتب هذه السطور اجترح خطأ في آية البارحة… واعتذر عنه بصفحته الإلكترونية..
*وهو إحلاله – سهواً- كلمة (أيقظنا) محل (بعثنا)..
*ولنبينا نفسه – عليه صلاة وتسليم – قصة مشهورة في سورة (النجم)..
*ولكن سونا – كدأب الذين تمثلهم الآن – لم تعتذر..
*هل سمعتم بأحدهم اعتذر أبداً؟… سواء كان خطأ شخصياً أو خطأ منظومة سياسية؟..
*الوحيد الذي اعتذر بشجاعة – اشتهر بها – هو الترابي..
*اعتذر عن الانقلاب ذاته… وعن أخطاء التطبيق… وعن فساد أتباعه..
*وقال إنه فوجئ بغلبة شهوتي المال والسلطة عليهم..
*أما أتباعه هؤلاء فلا يعتذرون أبداً عن أخطاء من تلقائهم طوال نحو ثلاثين عاماً..
* أخطاء أدت إلى واقع أسوأ من الذي (أنقذوا) الناس منه..
*أخطاء لا ينكرها إلا مكابر… أو مجاهر بكذبه مثل القائل (أكذب في سبيل الله)..
*وهنا يجدر بي عقد مقارنة بين هؤلاء وسلفاكير..
*ففي الوقت الذي مورس فيه خداع للناس هنا- عبر سونا- واجه سلفا شعبه بالحقائق..
*قال لهم إن بلدهم يواجه انهياراً اقتصادياً… ويخلو من الدولار..
*لم يقل لهم إن ثمة وديعة في الطريق… أو أن الدولة الفلانية ستمنحنا قروضاً..
*والغريبة أن كذبة أكبر من كذبة سونا جاءت بعدها بيوم واحد..
*وهي كذبة الـ(11) مليار الأسترالية… وأستراليا (عمرها) ما تعاملت معنا اقتصادياً..
*ولكن عشاق (سُعادهم) لن يعجبهم كلامنا هذا… قطعاً..
*وسيصيحون (سونا صاح !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة