سونا صاح !!

*صديقنا كان مغرماً بابنة الحي سعاد..

*ومن شدة ولعه بها كان يسميها سونا… تدليلاً ؛ ويؤمن بكل ما تقوله إيمان العجائز..

*وصباح يوم جاءنا يصيح (والليلي… سونا قالت نميري مات)..

*فسألناه: سونا حبيبتك أم سونا وكالة الأنباء؟… كي نستوثق من صحة الخبر..

*فأجاب (سونا الليلتي مو الليلتكم… دي كلامها طوالي صاح)..

*ومساء وقفة أحد الأعياد أتانا عابساً… مكتئباً… ليعلن لنا انتهاء علاقته بسونا..

*فلما سألناه عن السبب همهم (بتقول علي مو ملحلح)..

*فقلنا له مواسين (غلطانة ،ما ليها حق)… فإذا به يصيح (لا والله ، سونا صاح)..

*والغريبة إن مجنون سونا هذا التحق بعد ذلك بسونا..

*ولا أدري إن كان موجوداً بها الآن وهي تورد خبر الوديعة الكاذب… أم لا..

*ولعله – إن كان لا يزال بها – سيصيح (سونا صاح)..

*وربما كانت كذلك فعلاً لغاية منتصف الأسبوع الماضي… ثم صارت محل شك..

*ولن تستعيد صدقيتها هذه – مرة أخرى- إلا أن تعتذر..

*فليس العيب أن يخطئ إنسان… أو صحيفة… أو حتى وكالة أنباء رسمية..

*وإنما العيب في ترك الخطأ كما هو؛ لا تصويب… ولا اعتذار..

*وكاتب هذه السطور اجترح خطأ في آية البارحة… واعتذر عنه بصفحته الإلكترونية..

*وهو إحلاله – سهواً- كلمة (أيقظنا) محل (بعثنا)..

*ولنبينا نفسه – عليه صلاة وتسليم – قصة مشهورة في سورة (النجم)..

*ولكن سونا – كدأب الذين تمثلهم الآن – لم تعتذر..

*هل سمعتم بأحدهم اعتذر أبداً؟… سواء كان خطأ شخصياً أو خطأ منظومة سياسية؟..

*الوحيد الذي اعتذر بشجاعة – اشتهر بها – هو الترابي..

*اعتذر عن الانقلاب ذاته… وعن أخطاء التطبيق… وعن فساد أتباعه..

*وقال إنه فوجئ بغلبة شهوتي المال والسلطة عليهم..

*أما أتباعه هؤلاء فلا يعتذرون أبداً عن أخطاء من تلقائهم طوال نحو ثلاثين عاماً..

* أخطاء أدت إلى واقع أسوأ من الذي (أنقذوا) الناس منه..

*أخطاء لا ينكرها إلا مكابر… أو مجاهر بكذبه مثل القائل (أكذب في سبيل الله)..

*وهنا يجدر بي عقد مقارنة بين هؤلاء وسلفاكير..

*ففي الوقت الذي مورس فيه خداع للناس هنا- عبر سونا- واجه سلفا شعبه بالحقائق..

*قال لهم إن بلدهم يواجه انهياراً اقتصادياً… ويخلو من الدولار..

*لم يقل لهم إن ثمة وديعة في الطريق… أو أن الدولة الفلانية ستمنحنا قروضاً..

*والغريبة أن كذبة أكبر من كذبة سونا جاءت بعدها بيوم واحد..

*وهي كذبة الـ(11) مليار الأسترالية… وأستراليا (عمرها) ما تعاملت معنا اقتصادياً..

*ولكن عشاق (سُعادهم) لن يعجبهم كلامنا هذا… قطعاً..

*وسيصيحون (سونا صاح !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version