دولار.. ريال.. شيك سياحي

أحدهم أراد القيام بتجربة.. أمسك بذبابة.. ومن ثم أطلقها قائلاً (طيري)..فطارت الذبابة.. بعد ذلك أمسك بأخرى.. وقام بقص جناحيها.. ومن ثم قال لها (طيري).. فلم تتحرك.. فكتب خلاصة تجربته (إن الذباب عند قص أجنحته.. يفقد حاسة السمع).
التجارب على الشاكلة أعلاه.. يمارسها فينا القائمين على أمر الدولار.. اقصد الاقتصاد في البلاد.. ويستخلصون نتائج عبقرية كما صاحبنا أعلاه.. لم نفق من موضوع التمويل العقاري للمغتربين.. حتى أطلت علينا إعلانات عن فتح نافذة لشراء الدولار من المواطنين داخل السودان.. والعنوان مكتوب لكل من يأنس في نفسه الكفاءة.. الله يجزيكم خير.. الحكومة تظن فينا أجمل الظنون.. أننا كشعب نمتلك دولارات.. إيه الجمال دا؟.. ما الذي يجب أن نفعله ليفهم (الناس اللي فوق) أننا بعد أن كنا (على الحديدة).. أن الحديدة نفسها بعناها!.. نعمل شنو؟

أنا من جانبي أقول صادقة والله على ما أقول شهيد.. يا جماعة نحن الشعب السوداني (ماااااا) عندنا دولارات.. والله العظيم وكتابه الكريم.. نحن بنعرف الجنيه الواحد دا.. حتى (دا نفسه) تعزز علينا وصرنا لا نراه كثيراً. تخيلوا.. لقد فكرت أن أذهب الى العنوان المذكور في إعلان بنك السودان.. قلت أكيد الناس ديل ما كتبوا الكلام دا ساكت.. أكيد هناك كمية لا يستهان بها من الدولارات موجودة عند المواطنين.. جعلتهم يفتحون نافذة مخصصة للشراء.. رغم انني تساءلت حينها.. هل فعلاً لو امتلك أحد ما دولارات.. سيذهب بكامل قواه العقلية.. ليبيعها لنافذة البنك بسعر أقل من الخارج؟؟

يا جماعة يا متعلمين يا بتوع المدارس الاقتصادية.. متى تضعون خطة انتاجية مرتبة؟.. ليأتي الينا الدولار طائعاً مختاراً الى خزانات الدولة؟.. متى تكسب الدولة الدولار بي (ضراعها) ولا تنتظر أن تأخذه من جيوب مواطنيها؟؟ البنك المركزي السوداني قارب أن (يشنق الطاقية) ويقيف في إحدى صالات السوق العربي ليهمس لكل شخص (دولار.. ريال شيك سياحي)….ما ممكن يا جماعة.. انظروا لما بين أيديكم من ثروات.. صدروا منقة.. صدروا سنمكة.. أرسلوا اللحوم المذبوحة الى جميع أنحاء العالم.. أزرعوا القمح كما فعل الراجحي.. أفتحوا أسواق جديدة.. يا جماعة ما ممكن الناس تنوم وتصحى تلقى الأفكار كلها (لافة صينية) في كيفية جمع اكبر قدر من الدولارات من المواطنين!!!.. (هسه أنا جبت سيرة الدهب؟ ولا جبت سيرة الدهب)

نحن كما تلك الذبابة.. أجنحتنا تم قصها.. لذلك الطيران (غلبنا عديل).. لكننا لا زلنا نسمع ونرى.. ونفهم ونفكر.. يكفي جبايات وحيل غريبة تفتق من أذهان عبقرية.. كلها تدور حول افضل طريقة لاستخلاص جهد المواطنين.. كفاية يا جماعة.. نريد أفكار انتاجية.. لاستثمار الأرض والماء والعقول البشرية.. التفتوا حولكم وأنظروا الى الدول المجاورة التي استثمرت مواردها.. ونجحت في الخروج من خط الفقر.. ونحن (يانا نحن) بل تقهقهرنا الى الوراء بسرعة لا نحسد عليها.

كفاية أفكار (فطيرة) لم يتم دراستها بما يكفي.. ما أنزل الله بها من سلطان.. لا تضيف لنا شيئاً.. ولا تقدم لنا معروفاً..
في النهاية.. أرجوكم رجاء خاص.. فكونا من سيرة الدولار دي.. كدا أوووفر والله.

صباحكم خير – د ناهد قرناص
صحيفة الجريدة

Exit mobile version