مساء يوم (الأربعاء) ضاقت الشوارع المؤدية إلى شارع المطار بالعشرات من السيارات الفارهة التي تراصّت أمام دار النادي الكاثوليكي، عشرات من العمائم البيضاء والبدل (الاشتراكي) تهندمت بها دار المؤتمر الوطني، بينما تسابقت العشرات من وسائل الإعلام المحلية والإقليمية لتغطية اجتماع المكتب القيادي للحزب الحاكم الذي ترأسه البشير.
انتظار طويل
منذ السابعة من مساء أمس الأول الأربعاء وحتى الواحدة من فجر الخميس ظل اجتماع المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني في حالة انعقاد مستمر، حيث تسمر العشرات من الصحافيين في انتظار ما يخرج به مطبخ المطار الوطني من تعديلات، طوال ساعات الانتظار فشل الصحفيون في الحصول على تسريبات من داخل الاجتماع، يبدو أن رجل التنظيم الصارم فيصل إبراهيم قد نجح في إحكام قبضته من خلال سد منافذ التسريبات وإيقاف الثرثارت الإعلامية، المهم في الأمر فجر الخميس انفض سامر الاجتماع، فما الذي حدث بداخله.
تعديلات كبرى
في أعقاب الانتهاء من الاجتماع خرج نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني فيصل حسن إبراهيم على وسائل الإعلام معلناً عن تفاصيل نهاية اجتماع حزبهم الذي تمخضت عنه تعديلات كبيرة في هياكل الحزب سواء كان في قطاعاته أو أماناته.
أبرز التعديلات
غير متوقع
التعديلات جاءت على نحو غير متوقع، حيث تقلد د. عبد الرحمن الخضر رئاسة القطاع السياسي وحامد ممتاز رئاسة قطاع الاتصال التنظيمي، وسعاد عبد الرازق رئاسة القطاع الفئوي، ومكاوي محمد عوض رئاسة قطاع العاملين المستحدث موخراً، بينما جاء عوض جادين رئيساً لقطاع الإعلام، والفاتح عز الدين لقطاع الفكر والثقافة ومساعد محمد أحمد للقطاع الاقتصادي، ومحمد المختار حسن حسين لقطاع العلاقات الخارجية؟
أبرز المغادرين
أبرز الذين غادروا قطاعات المؤتمر الوطني بعد التعديلات الأخيرة هم جمال محمود الذي كان يعمل رئيساً للقطاع السياسي، وحسن أحمد طه الذي كان يعمل رئيساً للقطاع الاقتصادي وأزهري التجاني الذي كان يعمل رئيساً للقطاع التنظيمي، ومعتز موسى الذي كان يعمل رئيساً لقطاع الإعلام، وكمال إسماعيل الذي كان يعمل لقطاع العلاقات الخارجية، وانتصار أبو ناجمة التي كانت تعمل رئيساً لقطاع الفكر والثقافة.
وجوه جديدة
أيضاً شهدت أمانات المؤتمر الوطني تعديلات جوهرية، حيث تم إعفاء مامون حسن من أمانة الطلاب وتعيين هشام التجاني بديلاً عنه، ومحمد الأمين حسن بديلاً لعصام محمد عبد الله في أمانة الشباب، و د. عمر باسان بديلاً لعبيد الله محمد عبيد الله في أمانة الشوؤن السياسية، بينما أسندت أمانة الدول العربية للباشمهندس قبيس أحمد المصطفى. هذه هي أبرز الوجوه الشبابية في تعديلات المؤتمر الوطني، غير أن خروج عصام محمد عبد الله من أمانة الشباب كان مستبعداً، وهم أمر أثار الاستغرب لدي البعض، خاصة وأن الرجل عرف بالنشاط والحيوي في الفترة الماضية.
سر التعديلات
الشاهد في الأمر أن التعديلات التي أحدثها الوطني بهياكله بلغت نسبتها ما يقارب 70% وسبقها بتعديل في الكابينة القيادية بعد إعفاء إبراهيم محمود وتعيين فيصل حسن إبراهيم ما جعل البعض يتساءل عن سر التعديلات الكبرى والمفاجئة التي طالت جسد الحزب في الوقت الحالي، ويقول عضو مكتب قيادي بالوطني ـ طلب حجب اسمه ـ إن التعديلات جاءت لأمرين، الأول العمل المبكر من أجل خوض غمار انتخابات 2020م، والثاني قلع جذور التكتلات داخل الحزب التي برزت بشكل واضح مؤخرًا من خلال الإتيان بوجوه لا تعرف الشلليات والاصطفاف، ويضيف المصدر: قيادة الحزب قصدت أن تدخل انتخابات صيف 2020م دون أي خلافات قد تضر بالحزب في تلك المرحلة.
من يقف وراءها
طبقاً لمصدر مأذون فإن لجنة بقيادة فيصل إبراهيم وبإشراف الرئيس البشير هي من وقفت على إجراء التعديلات بالحزب، وكل هم اللجنة يصب في المقام الأول في إيجاد شخصية مناسبة لرئاسة القطاع الاقتصادي، فكان المصرفي مساعد محمد أحمد أول الخيارات لم يستغرق إقناعه وقتاً طويلاً بينما لم تجد اللجنة عناء في اخيتار بقية رؤساء القطاعات.
التمسك بالشباب
وكشف المصدر أن الرئيس البشير كان حريصاً على وجود وجوه شبابية في هياكل الحزب، حيث تم الابقاء على عمار باشري في أمانة التعبئة السياسية، وإدخال قبيس أحمد المصطفى عبر قطاع العلاقات الخارجية وتكليفه بمنصب أمانة الدول العربية، وإعادة عمر باسان للأمانة السياسية وتعيين هشام التجاني في أمانة الطلاب.
صحيفة الصيحة