(بدون) زعل !!

*انتقدت كثيراً النزعة الانفعالية بدواخلنا..

*فنحن نندفع انفعالاً ؛ فنغضب… ونندفع انفعلاً ؛ فنرضى… ونندفع انفعالاً ؛ فنرقص..

*هل لاحظتم حتى رقصنا الرجالي يندفع لأعلى… بحماس؟..

*فأمورنا كلها انفعالية ؛ وفي السياسة دفعنا أثماناً غالية جراء هذا الانفعال السلوكي..

*شتمنا أمريكا بانفعال شديد… ثم ندمنا وسعينا لإصلاح الخطأ..

*صادقنا إيران وحماس وبعض الأصوليين بانفعال هياجي… ثم هدأنا ، و(هدَّأنا)..

*غضبنا من مصر بانفعال هاشمي… ثم أخذناها بالأحضان..

*وصحافتنا تنافس سياستنا انفعلاً موروثاً… وحين تتعقل السياسة تتلفت هي حيرى..

*فهي تدفع الثمن مرتين ؛ مرةً ثمناً عاماً… ومرةً ثمناً خاصاً..

*والآن السياسة أصدرت لمنسوبيها توجيهاً انفعالياً أن (بلاش تزعلوا حبايبنا المصريين)..

*والمصريون سيقولون لهم في مطارهم (بلاش تدخلوا بلادنا)..

*وهذه الأيام صحافتنا تجاري سياستنا غضباً من حكاية تجنيس (بدون) الكويت..

*ثم لا السياسة – ولا الصحافة – تنظران إلى أصل المشكلة..

*فهي مشكلة سياسية في المقام الأول… تماماً كمشكلة فيديو شارع النيل..

*وأقول لكم كيف أن فضيحة الفيديو (أصلها) سياسي..

*فسياستنا أرست ثقافة الاندفاع رقصاً… وطرباً… وغناءً… و(جبجبة)..

*فعلتها – بوعي أو بدونه – بأسلوب (رب البيت)..

*سواء عبر المهرجانات… أو الشاشات… أو الاحتفاليات..

*فإذا ما اقتدى بها بعض الشباب – مع زيادة عيار الاندفاع الانفعالي – غضبت..

*وغضبت معها صحافة سكتت عن (أصل) المشكلة..

*وغضب أيضاً مجتمع انفعالي ؛ يندفع هو نفسه رقصاً… وطرباً… و(هشتكة)..

*أنظروا إلى الأيادي – والأجساد – التي تتمايل داخل الصالات..

*ولكن المجتمع والصحافة والسياسة لا يبصرون الآن سوى فيديو شباب النيل..

*فقط لأن (جبجبتهم) زادت عن التي في المهرجانات (الرسمية)..

*وزادت عن التي في شاشات القنوات (الرسمية)..

*وزادت عن التي في الاحتفالات… والابتهاجات… والمجاملات… (الرسمية)..

*ونأتي الآن إلى (أصل) مشكلة تجنيس (بدون) الكويت..

*فقد كثر الحديث عن كرمنا الحاتمي في منح جنسيتنا السودانية للآخرين..

*أو كرم هؤلاء الآخرين الحاتمي مقابل جنسيتنا هذه..

*فبحث برلمان الكويت عن (أسهل) جنسيات عربية تحل مشكلة (بدونهم)..

*فكانت جنسيتنا من بيت ثلاث جنسيات مقترحة..

*ورغم إن حكومة الكويت لم (تأخذ) بهذا المقترح إلا أن عاطفتنا الانفعالية (أخذتنا)..

*فغضبنا سياسةً… وصحافةً… وشعباً ؛ بهياج مندفع..

*بل كدنا نقفز (غضبا) إلى علو ينافس علو قفزاتنا – في المهرجانات – (رقصا)..

*ثم ستهدأ السياسة ؛ وتهبط … وتتبعها الصحافة..

*وسيصمت الغاضبون منا… وكأن أفواههم (بدون) ألسنة..

*وذلك إثر أن صرخ (بدون) الكويت في تظاهرة احتجاج (ما نبي جنسية السوادنة)..

*والسبب معروف… ولنبحث عن (أصل) المشكلة..

*و(بدون)……. زعل قافز !!!.

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version