ظل الفنان الشاب طه سليمان يرفض ولسنوات طويلة إقامة أي حفلات جماهيرية، معللاً ذلك الرفض بأن الحفل الجماهيري يحتاج لمواصفات خاصة ومسارح مبهرة وتخطيط دقيق، تلك المبررات التي لم تكن تقنع جمهوره على الإطلاق لكنهم في ذات التوقيت لم يبدوا أي احتجاج أو اعتراض من منطلق حبهم لذلك الشاب، وظلوا (يركضون) بين صالات الخرطوم و(أعراسها) في سبيل رؤية فنانهم المفضل وهو على المسرح، فهو المنبر الوحيد المتاح لهم في سبيل لقاء محبوبهم و(سلطانهم) -كما ينادونه.
قبيل أسبوع، أطلق طه سليمان حفلاً جماهيرياً (مباغتاً)، ذلك الحفل الذى لم يكن بـ(صالة الأحلام) أو مسرح (نادي الغولف)، بل بـ(المكتبة القبطية)! وهو ما زاد (حيرة) جمهوره، وجعلهم يتساءلون بـ(همس) عن سر ذلك التغير المفاجئ في (قناعاته) فيما يختص بالحفلات الجماهيرية.
من وجهة نظري الشخصية، أعتقد أن (التحول المفاجئ) لقناعات طه يعود وبشكل مباشر إلى حالة (الحراك) الكبير التي ظلت تشهدها مسارح العاصمة عبر الحفلات الجماهيرية التي ظل يطلقها العديد من الفنانين الشباب (حتى القابعين في الصفوف الخلفية)، ذلك الحراك الذي أزعج طه جداً وجعله (يقلق) بشدة على (موقعه المميز) في خارطة الفنانين الشباب، كما أنه سيجد نفسه مواجهاً بـ(ثورة) من قبل معجبيه والذين سيقولون له وببساطة: (يا اخي ما ممكن فنان زي (فلان) يعمل حفل جماهيري وانت لا)، وأعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي الذي جعل طه يتنازل عن قناعاته ويقرر المشاركة في ذلك (الحراك) من باب: (الموت مع الجماعة عرس).!
هناك سبب آخر أعتقد أيضاً أنه كان دافعاً إضافياً لتغيير قناعات طه سليمان القديمة، وهو الذي يتعلق بالنجومية الطاغية التي حققها الفنان الشاب محمد بشير الشهير بـ(الجدي) والذي صار اليوم هو الفنان الشاب الأكثر طلباً لإحياء (حفلات الأعراس)، ذلك (الملعب الخاص) بطه سليمان والذي ظل محتكراً إياه لسنوات طويلة، ليجد طه نفسه مطالباً بالبحث عن (ملعب إضافي) آخر يُساعده في الحفاظ على موقعه المميز في الساحة الفنية -وبالتأكيد- لن يجد أفضل من (ملعب الحفلات الجماهيرية) والتي ظللنا نطالبه منذ سنوات بعدم الغياب عنها من أجل مصلحته، وها هو أخيراً (يقتنع) ويعود إليها (مجبراً لا بطل).!
شربكة أخيرة:
باختصار.. (نطحة الجدي) أعادت طه سليمان لـ(المسار).!
أحمد دندش