يبدو أنه عصي على سنوات رحيله أن تمحو حبه من داخل قلوب من عرفوه وعشقوه وأدمنوا فنه، الذين يزدادون له عشقاً ووفاءً رغم الغياب، ليظل حاضراً بكل تفاصيله، وكأني بهم يرددون أن لا أحد يستحق سخاءنا العاطفي سواك، ولا أحد أهل لأن نهدي إليه جنوننا غيرك.
ظل الراحل “محمود عبد العزيز” أيقونة فنية تزين جيد الأغنية السودانية والشبابية معاً، من خلال ما قدمه من أعمال جعلته حالة فنية (استثنائية) وقف الكثير من النقاد والمراقبين على مكامن أسرارها، كما أنه ظل أيقونة زينت منازل وطرقات حيه البحراوي (المزاد) الذي شهد أروع سنينه على مراحلها المختلفة، حتى صار رمزها الذي يفتخر به، ويتداعي له – بالفخر- معظم أبنائها، وبدا ذلك واضحاً من خلال ما رصدته (المجهر) لعدد من (الركشات) التي تعمل بالحي وهي تزدان بصورة الراحل محمود عبد العزيز.
يظل الوفاء قيمة إنسانية نادرة لا يعرفها الكثيرون، وقد ضرب (الحواتة) أروع الأمثال في تجسيد تلك القيمة التي بدت جلياً من ارتباطهم وحرصهم على حبهم للحوت، رغم سنوات رحيله الخمس. رحم الله محمود وأسكنه فسيح جناته بقدر ما قدم من أعمال فنية وخيرية.
المجهر السياسي .