لقد بدأت الارهاصات تنطلق من هنا وهناك بتجديد حزب المؤتمر الوطنى ترشيح السيد عمر البشير مرة أخرى لانتخابات عشرين عشرين وسط توجس بل ورفض الكثير من الأحزاب المعارضة .
وعندها نتوقف فى قراءة مختضبة لواقع الحال الذى يدعو لذلك الخوف والتوجس ، والمتابع لما يدور فى الساحة السياسية يرى أن هنالك نشاطا حثيثا يجرى من خلف كواليس المؤتمر الوطني لترتيب أوراقه والاستعداد المبكر لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة ، بينما تكتفى أحزاب المعارضة بالفرجة والاستهجان ، وبعض المسيرات الخجولة الصغيرة والهتافات العجولة فى بعض الشوارع والحارات والازقة البعيدة عن مركز القرار .. والتى تلاشت تماما واختفت بالرغم من استفحال الورم الاقتصادى الخبيث .. ليصفو الجو للاعب واحد أساسى يملك جميع أوراق اللعبة السياسية بيده ، اسمه المؤتمر الوطنى ..
ولنعود لنجيب عن السؤال المحير : لماذا تخشى المعارضة ترشيح البشير
والجواب عندى : المعارضة واحزابها لا تكاد ترى لهم فعلا أو تسمع لهم ركزا ، الأحزاب التقليدية الكبيرة تعيش صراعات داخلية وسوء فى التنظيم وشح فى الموارد والتمويل، ووتتشظى وتتجزا ، وعدم وضوح الرؤية مع غياب البرنامج السياسى الجاذب والاستناد على الماضى والتاريخ والارث القديم والذى لا يسمن ولا يغنى من جوع ولا يقدم شيئا إلى الجيل الجديد . جيل الشباب والذى لم ير إلا رئيسا واحدا فى حياته اسمه البشير أضف إلى ذلك ظهور ما يقارب المائة حزب سياسى جديد .. كلها تشظت وانشطرت وتناثرت من الأحزاب السياسية التقليدية الكبيرة والتى كانت تسيطر وتدير الحركة الحزبية من قبل فى البلاد مما أدى إلى اضعافها ولم يبق منها إلا رسمها وبعض جعجة ساستها ..
ولم ينتبه هؤلاء السادة إلى دمج واحتواء هذه الأحزاب الصغيرة ولا إلى تطوير فعاليات الحزب والتغيير لصالح استيعاب الشباب بموجهات ومعطيات وبرامج جديدة تستقطب أفكارهم وهمومهم وتطرح وتعالج مشاكلهم . إذن للأحزاب ما يدعوها للخوف والقلق والهواجس .. لأنها تعلم أن المؤتمر الوطنى يملك السلطة والمال والتنظيم وان القاعدة الجماهيرية سوف تميل لصالح البشير مع أول حملة إعلامية منظمة من حزب المؤتمر المتمرس على الركلات الترجيحية والزمن الضايع .. وعدم وجود مرشح مهيأ ومتفق عليه من قبل هذه الأحزاب يجعل من الصعب مقارعة البشير على كرسى الرئاسة .
المؤتمر الوطن يبذل كل جهده من أجل البقاء ، وهو يرتب ويخطط .. وأحزاب المعارضة تنتظر أن تحدث معجزة من السماء ، وهي تنام وتصحو على مخدات الطرب .
بقلم
أحمد بطران