من يريد أن يكتب تاريخ السودان فهو شخص يلزمه صابون كتير وعكاز له شوك.. فتاريخ السودان الحقيقي شيء لا يطيقه أحد

22 مارس؟.. أمك
عبد الله علي إبراهيم.. نقرأ له ثم نمتنع عن الكتابة زماناً فالسكران يمنع من الصلاة (حتى تعلموا ما تقولون)

> وعبد الله علي إبراهيم يكتب عن مذبحة بيت الضيافة.. ويتخذ طريقاً ثالثاً فالمذبحة عنده لا الشيوعيون قاموا بها ولا النميري.. بل جهة وجدت أن الشيوعيين ضربوا النميري.. فهم يضربون الشيوعيين ويحكمون
> وعبد الله نفسه له طريق ثالث فهو ينسلخ عن الحزب الشيوعي.. ثم هو ما يزال شيوعياً
> والأرواح جنود مجندة فنحن.. يوم جائزة الطيب صالح نجده مع صديقه (شابو)
> وشابو.. الشيوعي زماناً حين ينسلخ عن الحزب يدخل عليهم/ في اجتماع من اجتماعاتهم التي لا تنقطع/ ليقول لهم
: شوفوا .. أنا لما دخلت الحزب دا.. دخلته بدعوة منكم؟ مش جيت براي..؟
قالوا: هاه
قال: وأنا الآن أطلع من الحزب.. براي
> ولم يعقب
> ومن يريد أن يكتب تاريخ السودان فهو شخص يلزمه صابون كتير.. وعكاز له شوك.. فتاريخ السودان الحقيقي شيء لا يطيقه أحد.. فكل شيء فيه عنيف ومجهجه ومخبوء وكل أحد فيه هو عالم كامل براه
>وفي قاعة الصداقة يوم الجائزة كان هناك علي شمو..
> وعن تاريخ السودان (الحالي الحي وموجود) كلمة علي شمو عنه تصبح شيئاً له دوي
> وعلي شمو قال
> لما ألغى النميري المأسونية وطردها كنت أنا أول من دخل دارها (حيث وزارة الإعلام الآن)
قال: وهناك.. تحت الأرض وجدت هياكل عظمية.. ومعدات طقوس و..
> ثم قال علي شمو الجملة المخيفة..
قال: ووجدت قائمة كاملة بأسماء أعضاء المأسونية.. وهم ذاتهم الأسماء الكبيرة التي تدير السودان اليوم .. سياسة وأموال.. وتعليم ومنذ الستينات.. ومنذ الاستقلال
> والذهول يجعل علي شمو (الوزير يومها) يذهب (بالدفتر) إلى وزير الداخلية
>ووزير الداخلية (يغطس) الأسماء إلى اليوم ( هل كان هو محجوب عثمان الشيوعي)؟؟!
> والملمح الوحيد (لحقيقة) تاريخ السودان هو هذا.
(2)
> لكن الأستاذ عبد الله علي إبراهيم كتابه يذهب إلى اللواء عبد الحي محجوب/ أحد من نجوا من مذبحة بيت الضيافة/
> وناقة الأستاذ عبد الله تقف طويلاً عند شيء هو..عندنا.. الحياة كلها..
> عبدالله علي إبراهيم يقص.. وهو يقدم محجوب.. كيف أن محجوب في محاضرة محضورة له بنادي الخرطوم جنوب الثقافي يفتتح محاضرته/ المحاضرة كانت عنه وعن المجذرة/
بحديث طويل رائع رائع عن..
> عن أمه!!
> واللواء محجوب.. وبحب نسأل الله أن يجعله في كل قلب.. يحدث عن أمه التي كانت تعمل فراشة في مدرسة بنات المايقوما الابتدائية شرق وعن أنه كان وهو طفل.. ينظف الفصول معها.. قبل أن يدرع شنطة الدمورية في كتفه ويلحق المدرسة..
> واللواء المحجوب يحدث النادي الحاشد عن (المرحاكة التي كانت أمه تطحن عليها الكبكبيه لتصنع منها الطعمية)
> ونطرب..
> نطرب لهذا النوع من الرجال (الذين لم يسمحوا للوح الإنجليزي الذي يتلونه أن يكون هو لوح الإنجليز والكرافته.. حيث الثقافة عندهم هي أن يخجل الواحد منهم من أمه.. ومن سودانيته.. ومن دينه.. ومن أهله والبلد)
> ونطرب لأن الشهر هذا هو شهر (عيد الأم).
(4)
> ونحن حين نفتتح الدعوة قبل سنوات للاحتفال بالأم نحكي حكاية العيد..
> والحكاية الممتعة نعيدها.. ولا نمل تكرارها.. لا نمل
> ففي الستينات يكتب مصطفى أمين الصحفي المصري المعروف حكايته
قال: سكرتير مكتبي يدخل ليقول لي بالباب امرأة تبكي وتطلب لقاءك
قال: وتشاءمت .. فأنا أكره الدموع
قال: وقال السكرتير.. إنها ترتدي السواد
> وتشاءمت .. والمرأة دخلت وجلست لتقول
: فقدت ابني أمس
قلت: البركة فيكم
قالت: لم يمت.. بل.. تزوج
> المرأة حين رأت دهشتي قالت
: لا.. لا.. فلا أحد كان أعظم فرحاً بزواجه مني أنا.. لكن.. ابني نسي أن يقول الكلمة
: حين ظللت استمع قالت
: ابني مات أبوه وهو طفل .. وأنا..ربيته وعلمته وأصبح شاباً تتمناه كل أم.. ويوم زواجه كنت اتجارى مثل الطير.. حوله وأمامه وخلفه.. وحين قاد عروسته إلى العربة كنت أنا أسبقه.. وأنا من يفتح له باب السيارة و..
قالت: كنت انتظر/ عمري كله/ انتظر أن يقول لي ابني في هذه اللحظة.. الكلمة..!!
> قال مصطفى
: المرأة نظرت في عيوني ثم قالت
: كنت انتظر أن يقول لي ابني
: شكراً..يا أمي
> ونسي أن يقولها.. وظللت أنا واقفة أنظر إلى المصابيح الخلفية الحمراء للعربة التي تحمله وهو ينطلق.. خارجاً من حياتي!!
> قال مصطفى
> كان ذلك في اليوم الثاني والعشرين من الشهر.. عندها كتبت أدعو للاحتفال بعيد الأم وجعلت مدافع صحيفة أخبار اليوم تدوي وهي تدعو للاحتفال بالأم..
قال: والليلة التي سبقت الثاني والعشرين من الشهر كانت في الأسواق مثل (ليلة الوقفة) والأولاد والبنات يزحمون السوق يشترون الهدية المناسبة (التي سوف يفاجأون بها الأم)
> و..و..
> قال مصطفى
: أما أنا وعلي أمين (التوأم) فقد احتفلنا بأمنا بطريقتنا
> وقفنا على قبرها وقرأنا الفاتحة
> الحكاية كتبناها.. لنفاجأ بكبار يحدثوننا ويبكون في الهاتف.. أمهاتهم ذهبن
> وشباب يطلبون أن ندلهم على كيف يقولون كلمة حب فنحن لا نعرف..
و..
> وأمنا توفيت في الرابع والعشرين من أبريل قبل خمس سنوات
> وحتى أمس نراها..
(7)
> من أراد أن يكتب عن السودان فعليه أن يبدأ بالكتابة عن (السوداني)
> وحديث عبد الله علي إبراهيم يسقط في شراك الحديث عن الأم
> حديث هو دائماً شيء ينفرد..
> ونعود لحديث السياسة .. لكن عبر السوداني.

إسحق فضل الله
الانتباهة

Exit mobile version