حراك في (الوطني) وسكون في (قوى الوفاق)التعديلات الوزارية .. تحدي رهان التوقعات

(ان نظرنا للتشيكل الوزاري الحالي، فأقول إنه لابد من إجراء تعديلات) ، بتلك العبارة اوجز مساعد رئيس الجمهورية ، نائب رئيس المؤتمر الوطنى د. فيصل حسن ابراهيم فى حديثه لاحدى صحف (الخرطوم) ،وهو يقر بضعف علق جسد حكومة الوفاق الوطنى التى مضى على تشكيلها نحو عام ـ مايو الماضى، من 31 وزيرا و45 وزير دولة ،كاشفا عن تعديل وزارى وشيك دون ان يحدد حجمه.

قبل افادات مساعد رئيس الجمهورية ، كانت وسائل التواصل الاجتماعى وبعض صحف (الخرطوم ) قد امتلأت بتدفق ملحوظ من التوقعات والتكهنات استبقت اعلان التعديل الجديد وخطوات عرضه على المكتب القيادى للمؤتمر الوطنى ومن ثم مجلس الوزراء وحتى نهايات المشاورات بين المؤتمر الوطنى وقوى الوفاق الوطنى .

وتبارت الوسائط والصحف فى نسبة ما تدفع به من تكهنات مابين مصدر موثوق واخر مطلع ورفيع ، تنبئ بحواشي ومتون التعديل المرتقب ومن خلفه المبررات.

مصادر (الصحافة) اكدت ان التعديلات المرتقبة مازالت (تطبخ على نار هادئة) ، وان المشاورات حولها لم تكتمل بعد لرفعها الى رئاسة مجلس الوزراء .

ولكن بعض القراءات وهى تمعن النظر فى الوضع الاقتصادى ومعركة الحكومة مع الدولار والتى نجحت الاجراءات الاقتصادية الاخيرة فى محاصرة سعره الى ما دون الثلاثين جنيها بعد ان كاد ان يصل الى الخمسين جنيها ، وافقت ما كشف غطاءه مساعد الرئيس بتعديل وشيك وضرورى وقال انه لا يقتصر او يتركز فى وزراء القطاع الاقتصادى ( وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي التى يترأسها د. محمد عثمان الركابى ، ووزارة الزراعة والغابات د. عبداللطيف أحمد محمد (وطنى) ، ثم الصناعة د. موسى كرامة حامد (شعبي) ،النفط والغاز ، د. عبد الرحمن عثمان عبدالرحمن (وطنى)، الموارد المائية والرى والكهرباء معتز موسى (وطنى)، الثروة الحيوانية بشارة جمعة هارون (العدالة) ، الاستثمار مبارك الفاضل (حزب الامة الاصلاح والتجديد ) ، النقل والطرق والجسور مكاوى محمد عوض (وطنى) ، المعادن بروف هاشم على سالم (شخصية قومية ) ، التجارة حاتم السر على (الاتحادى الاصل) ، البيئة والتنمية العمرانية . د. حسن عبدالقادر هلال (الاتحادى المسجل) ، السياحة والآثار والحياة البرية د. محمد أبوزيد.(جماعة انصار السنة )

#الوطنى ..تغييرات طفيفة

تداولت مواقع التواصل والصحف على مستوى وزراء القطاع الاقتصادى وزير المالية محمد عثمان الركابى ،وكرد فعل منه لوح الرجل بتقديم استقالته اذا كان فيها حل للازمة الاقتصادية التى تولى مسؤولية التصدى لها رئيس الجمهورية المشير عمر البشير منذ نهايات العام المنصرم بعدد من اللقاءات بالقصر الجمهورى لضبط سعر صرف الدولار ، ومع ذلك فإن قاعدة خطة المالية واجراءاتها ما زالت اساس برنامج الحكومة، وخاصة انها نالت موافقة مجلس الوزراء، وقدمت صورة مقربة عن واقع الاقتصاد السودانى.

اما على مستوى وزارة المعادن التى يشغلها البروفيسور على احمد هاشم بوصفه شخصية قومية ،يغرد الرجل بأدائه بعيدا عن سيف الاقالة ،وهو القادم من قاعات التدريس بالجامعات والمعاهد العليا ،يجاوره وزير الكهرباء معتز موسي الذى يمسك بين يديه ملف الكهرباء والمياه بما فيه من تعقيدات سد النهضة الاثيوبي ومناورات الجانب المصري .

معتز الموسوم بالتأنى والانضباط والعمق لم تنشه سهام التوقعات بالابعاد.

وفى وزارة الزراعة والغابات ،من المستبعد اعفاء الوزير عبداللطيف العجيمي ،الخبير الزراعى وطيد الصلة بالدول العربية وشركاتها الزراعية وخاصة المملكة العربية السعودية .

لنحو 38 عاماً ظل الرجل لصيقا بالعمل الزراعى بالسودان قضي منها سبع سنوات بالمنظمة العربية للتنمية الزراعية، واكثر من أربع سنوات خبيراً للمنظمة بالمملكة العربية السعودية.

وتدرج العجيمي المتخصص في اقتصاديات الإنتاج والتسويق الزراعي حتى منصب وكيل أول وزارة الزراعة والغابات ، وعرف بقدرته على ابتداع الحلول .
التوقعات مضت الى ان عامل السن ربما يكون الفيصل فى اعفاء وزير النقل والطرق والجسور ، المهندس (مكاوي محمد عوض) الذى شغل وزارة النفط والكهرباء.

مكاوى من مواليد 1950 وارتبطت سيرته بالنجاح فى كل المهام التى اوكلت اليه ،وعرف عنه انه شعلة من النشاط ،متنقلا فى اقسام الهيئة القومية للكهرباء والمجلس القومى للبحوث ثم رحلة الاغتراب بالمملكة العربية السعودية بحثا عن وضع افضل.
مكاوى عاد للسودان مع مجئ الانقاذ وعمل محاضرا بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا وتدرج الى ان أصبح استاذا مشاركا ورئيساً لقسم الكهرباء، ومن ثم العودة مرة أخرى إلى الهيئة القومية للكهرباء .

#بقاء وزراء (الشعبي)

بالنظر الى قائمة وزراء القطاع الاقتصادى لا يبدو ان التغيير الذى اثارت التوقعات حوله جدلا كثيفا خاصة فى ما يتعلق بوزراء حزب المؤتمر الوطنى على مستوى مجلس الوزراء سيكون واسعا ، وكذا الحال بالنسبة لقوى الوفاق الوطنى التى كشفت متابعات (الصحافة) انها ستكون طفيفة على مستوى المركز،وابلغ اثرا على مستوى الولايات .

فى دوائر المؤتمر الشعبي ، الذى يشارك بثلاثة وزراء على مستوى مجلس الوزراء ،هم وزير الصناعة موسي كرامة ، وزير التعاون الدولى ادريس سليمان ووزير الدولة بوزارة النفط سعد البشري ، يبدو ان الامرسيبقى على ماهو عليه .
مصدر رفيع بالحزب فضل حجب اسمه ، دافع عن اداء المجموعة على مستوى مجلس الوزراء ، مشيرا الى انهم يمثلون كفاءات حقيقية ،لم تصدر فى حق اي منهم شكوى سواء ان كانت من رئيس مجلس الوزراء او رئيس الجمهورية .
وقال المصدر لـ (الصحافة) : الشعبي قدم كفاءات ولايوجد اتجاه الى اعفاء اي منهم واضاف : قدموا اداءً رفيعا ومنسجمون مع بقية مؤسسات الدولة .

#الاتحادى (المسجل) ..يسجل

وفى دوائر الحزب الاتحادى الديمقراطى (المسجل ) الذى يشارك على مستوى مجلس الوزراء بأربعة وزراء بينهم وزيراء دولة ، احدهما مجدى حسن يس بوزارة المالية والاخر وزير الدولة بالتعاون الدولى الشريف حسين الهندى ، بجانب وزير الاعلام د. احمد بلال عثمان و د. حسن هلال وزير البيئة والتنمية العمرانية ،يبدو الامر واضحا ،حيث تمضى القراءات الى بقاء وزير الاعلام احمد بلال عثمان رغم الاتهامات التى طالت وزارة الاعلام بالتقصير وعدم المواكبة .
وفى المقابل هناك توقعات باستبعاد وزير الدولة بالاعلام ياسر يوسف عن حزب المؤتمر الوطنى والدفع به الى موقع اخر .

ورغم ماتعرض له د. احمد بلال عثمان اختصاصي الباطنية الذى ضل طريقه الى السياسة وتقلب فى مؤسسات الدولة لنحو 13 عاما تاريخ مشاركة حزبه فى الحكومة فى ما عرف بمبادرة الحوار الشعبي الشامل 2005 ، من هجوم الا ان مغادرته لموقعه تبدو غير واردة ، عطفا على ان بيده مقاليد (المسجل) بحكم شغله لمنصب امينه العام المكلف فضلا عن حنكته السياسية ومرونته وقراءته لمستجدات الساحة السياسية وتوافقه مع مؤسسات الدولة .

وينطبق الامر وقع الحافر على الحافر فى مصير د. حسن هلال وزير البيئة الذى خلقت نجاحاته و تحركاته فى ملف البيئة على المستوى المحلي والاقليمي والدولي وارتباطه الوثيق بالمنظمات المانحة هالة ضخمة من التوافق على اهمية بقاء الرجل فى منصبه .

اما وزير الدولة بوزارة المالية ،مجدى حسن يس ،الذى شغل موقع المدير التنفيذى لشركة سكر كنانة ، القادم من ادارة شركة كنانة فتبدو حظوظه فى الاستمرار كسابقيه رغم حداثة تجربته لما عرف عنه من نشاط وعلاقات خارجية مميزة بمؤسسات التمويل .

الناطق باسم الاتحادى المسجل محمد الشيخ ،نفى وجود اتصالات رسمية بينه وبين حزب المؤتمر الوطنى حول التعديلات الوزارية ،مستبعدا حدوث تغييرات على مستوى مجلس الوزراء ،مشيرا الى امكانية حدوث تغييرات على مستوى مشاركة حزبه بالولايات .

الشيخ فى حديثه لـ (الصحافة ) وصف اداء منسوبي حزبه فى الحكومة بالممتاز وقال : لا اعتقد انه سيجرى تغيير على مستوى مجلس الوزراء ويمكن ان يكون هناك تغيير على مستوى الولايات ،مؤكدا وجود لجنة تقييم دائمة لاداء منسوبيه لكنه اشار الى انها لم تقدم تقاريرها بعد .

وفى ذات الاتجاه توقع ،الخبير فى شؤون الحركة الاتحادية ، الكاتب الصحفى والمحلل السياسي ، عادل عبده توقع اجراء الاتحادى المسجل تغييرا طفيفا فى ممثليه على مستوى رئاسة الوزراء ،مستبعدا مغادرة احمد بلال عثمان لموقعه وقال فى حديثه لـ (الصحافة) ان بلال سياسي محترف فقد ترك الطب وهذا يؤهله لتولى اى منصب ومتناغم مع المؤتمر الوطنى الحزب الحاكم ومقبول فى اوساط حزبه ،واضاف : يطلق عليه شيخ العرب .
وتوقع عادل ان يلجأ الحزب الاتحادى الديمقرطى (المسجل) لابعاد وزير الدولة بالتعاون الدولى الشريف حسين الهندى الذى قال انه يقود تيارا مناوئا داخل

الحزب بسبب فشل الوحدة بين (بلال) واخيه صديق الهندى.

عادل اثنى على تجربة د. حسن هلال ، مستبعدا مغادرته لموقعه ، مؤكدا ان الانسب بقاء الرجل لما يتمتع به من علاقات واسعة على مستوى الداخل والخارج ،مشيرا الى انة هلال احدث اختراقا ملموسا فى ملف البيئة بجانب مرونته مع مؤسسات الدولة المختلفة.

#الأصل ..لاجديد

وبحسب قراءات الراهن فإن رياح التغيير ستتخطى وزراء حزب الاتحادى الديمقراطى بزعامة مولانا محمد عثمان الميرغنى ،والذى يشارك فى حكومة الوفاق الوطنى على مستوى مجلس الوزراء بأربعة وزراء هم ، وزير التجارة الخارجية حاتم السر ووزير مجلس الوزراء احمد سعد عمر ووزير الارشاد والاوقاف ابوبكر عثمان ووزير الدولة بوزارة الاتصالات ابرهيم الميرغنى فضلا عن منصب مساعد رئيس الجمهورية الذى يشغله نجل الميرغنى (محمد الحسن).
ويحسب لوزير التجارة الخارجية حاتم السر انه وسع من صلاحيات وزارة التجارة الخارجية وحركة الصادر والميزان التجارى مقارنة بالفترة القصيرة التى تولى فيها امر الوزارة ، هذا بجانب ثقله داخل مؤسسات الحزب وعلاقاته مع مؤسسات الدولة .
وبإجماع مراقبين ،كان لوزير رئاسة الوزراء الامير احمد سعد عمر ،مردود ايجابي واداء مميز بجانب الثقة التى يجدها من زعيم الحزب ما يجعله محصنا ضد اى
محاولة تغيير .

ويوصف وزير الارشاد والاوقاف ابوبكر عثمان بالهادئ ،فى ظل تعقيدات ادارة وزارة كالارشاد والاوقاف التى لا تكاد تخرج من ازمة الا لتدخل فى اخرى اشد عمقا وابعد اثرا ،تلك الوزارة التى تعاقب عليها خمسة وزراء فى نحو سبع سنوات تاريخ اقالة الوزير د.ازهرى التجانى الذى خلفه خليل عبدالله من حزب المؤتمر الوطنى ثم عمار ميرغنى ،الفاتح تاج السر وابوبكر عثمان من الحزب الاتحادى الديمقراطى الاصل .

واستبعد مصدر رفيع بالحزب الاتحادى الديمقرطى (الاصل) حدوث تغييرات على مستوى مجلس الوزراء.
الخبير فى الحركة الاتحادية عادل عبده ،مضى فى ذات الاتجاه وهو يؤكد بقاء وزراء (الاصل) على مستوى مجلس الوزراء فى مواقعهم ،واصفا احمد سعد عمر

بكاتم الاسرار مستبعدا الاطاحة به، ،مؤكدا ان (سعد) ظل يقدم اداءا رفيعا كسب به ثقة قيادة الدولة والحزب اوكلت اليه بمقتضاه مهام عديدة.
(ارور) و (مبروك)

التوقعات قطعت ببقاء وزير الثروة الحيوانية ، الامين السياسي لحزب العدالة (الاصل) بقيادة مكى بلايل المنشق من المؤتمر الوطنى بشارة (جمعة) أرو فى موقعه .

وقد مثل تكليف (ارور) بوزارة الثروة الحيوانية إحدى مفاجآت حكومة الوفاق الوطني كون حزبه ، لا يمثل ثقلا كبيرا ،ولكن (بشارة) الذى يوصف بأنه جرئ وذكى وطموح ،ابلى بشكل جيد ايام الحوار الوطنى وكشف عن امكانات تؤهله للمنصب .

وعلى ضيق فترة تعيينه وزيرا للثروة الحيوانية ، اظهر قدرة على قراءة ما حوله واختيار مساعديه ،وبحكم وجوده فى مفاصل الحزب وجهده الملحوظ يبدو انه سيكون باقيا فى منصبه .

ولم تمس التوقعات زعيم الاسود الحرة ،وزير الدولة بالثروة الحيوانية ، القيادى بجبهة الشرق مبروك مبارك ورغم تقلبه فى عدد من المواقع لنحو عشر سنوات ،متنقلا من منصب وزير بوزارة البيئة والتنمية العمرانية ، ثم وزارة النقل والطرق والجسور،ووزيرا بالثروة الحيوانية قبل ان يعاد تعيينه فى ذات المنصب.
و د. مبروك الحاصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة طرابلس ، ذو الخلفية الاتحادية ،والعسكرية بحكم تأسيسه للفصيل العسكرى المسمي بالاسود الحرة المعارض للانقاذ ،والذى ائتلف مع بعض المكونات الاخرى تحت مظلة جبهة الشرق ، لايبدو من المغادرين .

#من يشغل مكان فيصل؟

وبترفيع وزير ديوان الحكم الاتحادى فيصل حسن ابراهيم الى منصب مساعد رئيس الجمهورية ،بات المنصب شاغرا ،وبرزت اسماء مثل د. ازهرى التجانى ، الشريف احمد عمر بدر ،د. عيسي بشرى لتولى المنصب ولكن تظل التعديلات الدستورية فى مواجهة تحدى التوقعات الى ان تقول مؤسسة وزارة مجلس الوزراء كلمتها.

صحيفة الصحافة.

Exit mobile version