جنوب ليبيا.. فريسة عصابات المرتزقة

إرتبطت الحركات المتمردة منذ نشأتها بسجل حافل من جرائم الخطف والقتل والنهب والتجنيد القسري للأطفال بجانب إستهداف ممتلكات وأمن المواطنين مما تسبب في نزوح الألاف من السكان في مناطق النزاع ، وبعد أن فقدت هذه الحركات الأرضية التي كانت تقف عليها في دارفور إنتقلت للعمل كمرتزقة في دول الجوار خاصّة في ليبيا التي باتت تمارس فيها شتى أنواع الجرائم المنظمة.

قضية الحركات المسلّحة في ليبيا من القضايا التي تسببت في زعزعة الإستقرار والأمن الداخلي في البلد المضطرب في المقام الأول، حيث شاركت في معارك ضد قوات تحالف الثورة الليبية وروّعت وأرهبت السكان المحليين بالإضافة إلي زعزعة الإمن والإستقرار علي المستوي الإقليمي .

وحذّرت وزارة الخارجية السودانية في وقت سّابق من محاولات حركات التمرد الدارفورية الموجودة في ليبيا ودولة جنوب السودان جر الحكومة إلي مواجهة عسكرية وإجهاض وقف إطلاق النار وما تحقق من سلام وإستقرار في دارفور. وقال وزير الخارجية إبراهيم غندور أن تلك القوات التي ظلت تقاتل في ليبيا ودولة جنوب السودان تحرّكت عبر الحدود لإجهاض السّلام والإستقرار في الإقليم.

ومؤخراً حملت الأنباء أن الحركات قد تحصلت على دعم كبير عبر القتال بالوكالة مع قوات حفتر ولم تتردد بما يتوفر لديها من مضبوطات حربية في زعزعة الإستقرار والأمن بالبلاد ، فضلاً عن إستعانة حفتر بهم في حربه للسيطرة علي منطقة الهلال النفطي وتأمين مواقع حيوية مثل حقول النفط في تازربو والسراير أقصي الجنوب الليبي.

ودعا المؤتمر الوطني العام الليبي كافة الجهات الحكومية والشعبية إلي نصرة أهل المنطقة الجنوبية والعمل علي إنقاذها من إحتلال عصابات حركة العدل والمساواة والمرتزقة المتمردة والمرتزقة الأجانب، وقال مفتي المؤتمر العام الليبي الشيخ الصادق الغرباني أن الجنوب الليبي أصبح فريسة للعصابات، وأشار إلي أن مواطنيّ المنطقة يشتكون من مشكلات تهريب الوقود والبشر بالإضافة إلي السلع التموينية.

فيما رسمت لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة في تقرير لها صورة قاتمة للإستقرار في ليبيا في ظل تدخل ومشاركة الحركات والمجموعات المسلّحة في القتال الدائر بين الأطراف الليبية، وأشار التقرير إلي وجود فصيل جيش التحرير السوداني بقيادة مناوي علي الحدود الجنوبية مع ليبيا وتورطها في الإشتباكات الأخيرة قرب العاصمة طرابلس.

ومنيت الحركات المتمردة في ليبيا وبكل عتادها وسلاحها وبرغم كل ما أشاعته من نهب للبنوك ومحطات الوقود وسلب المواطنين منيت بخسائر فادحة وفقدت عشرات السيارات والآليات والمقاتلين ويكفي أن القائد الميداني بحركة مناوي ويدعي (عبد الكريم عرجه) سقط قتيلاً في هذه المعارك.

ومما سبق يتضح لنا حجم الخطر الذي تشكله هذه الحركات والتي باتت تعاني منه ليبيا والمنطقة بسرها وهو أمر يستلزم أن يتحرك مجلس السلم والأمن والأفريقي بإعتبار أن الأمر يقع ضمن إختصاصه الأمني لكي يضع حداً لهذا العمل السالب والذي قد يفضي إلى تعقيدات أمنية خطيرة.

تقرير: محمد زين العابدين
smc

Exit mobile version