* ماذا لو تذاكرنا ما سبق لنا من أحلام في صبانا عن: (وطن عربي كبير)؛ يمتد على مساحة جغرافية كبيرة من الماء إلى الماء.. من مياه الخليج العربي شرقًا إلى مياه المحيط الأطلسي غربًا، ومن تركيا شمالًا؛ إلى بحر العرب جنوبًا..؟
* الوطن العربي الكبير؛ هو مصطلح (جغرافي- سياسي)، يطلق على منطقة جغرافية ذات تاريخ ولغة وثقافة مشتركة. هذه المنطقة؛ تشبه إلى حد ما؛ الأراضي التي كانت تحت سيطرة الدولة الأموية، باستثناء (الأندلس، وإيران، وأفغانستان، ومناطق جنوب شرق الأناضول).. ماذا لو تحقق حلمنا؛ فاتحدت هذه الدول في مجموعة واحدة كالاتحاد الأوروبي على سبيل المثال.. ماذا لو؛ خاصة وأن (لو)؛ ليست من عمل الشيطان في كل مرة..؟!
* لو حدثت هذه المعجزة؛ وتحقق حلم (الوطن العربي الكبير)؛ وعلى ضوء ما كشفت عنه دراسات إحصائية حديثة؛ فإن هذا الوطن (الحلم)؛ سوف يكون على مساحة إجمالية قدرها: (13 مليونا و500 ألف كم مربعًا)، أي في المرتبة الثانية بعد روسيا الاتحادية. وبعدد سكاني قدره: (410 ملايين نسمة)، في المرتبة الثالثة بعد الصين والهند. وبناتج قومي محلي إجمالي قدره: (5 تريليون و990 مليار دولار سنوياً)، في المرتبة الرابعة بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين والاتحاد الأوروبي. وله جيش عربي يتكون من: (4 ملايين جندي- 9 آلاف طائرة حربية- 4 آلاف طائرة هليوكبتر- 19 ألف دبابة- 51 ألف سيارة حربية).
* ولو تحقق حلمنا؛ فسوف يتم استغلال الأراضي الصالحة للزراعة والري في السودان وحده؛ والتي تقدر بـ 84 مليون هكتار؛ لنحصل في العام الواحد على: (760 مليون طن قمح-370 مليون رأس من البقر- 410 مليون رأس من الخرفان- 850 مليون رأس من الدجاج).
* ولو تحقق حلمنا؛ فسوف يتم تغطية (8% فقط من الصحراء الليبية بخلايا شمسية، وهذا كافٍ لإنتاج 20 مليون ساعة غيغاوات، ما يوفر احتياج كامل الكرة الأرضية من الكهرباء)..! ويصل إنتاجنا النفطي إلى: (24 مليون برميل يومياً، وهو يعادل 32% من الإنتاج العالمي).
* لو تحقق الحلم العظيم؛ لتحقق لنا من الزكاة وحدها على الأموال المحفوظة دون تشغيل في العام الواحد: (29 مليار دولار)، وهذا كافٍ لبناء: (25 مدينة، في كل مدينة مليون نسمة، و10 مستشفيات سعة 550 سريرًا في كل مستشفى. و20 ألف مدرسة؛ لثلاثة آلاف تلميذ في كل مدرسة. و3 مطارات؛ لكل مطار 10 ملايين مسافر. و7 جامعات؛ تستوعب كل جامعة 25 ألف طالب).
* لو.. ولو.. ولو.. ويظل حلمنا كبيرًا كما عرفناه وعهدناه منذ عقود. لكنه يبقى مجرد حلم لا أكثر..!
* في مقابل بريق الأحلام المعسولة والأماني العصية؛ تعالوا نعيش الواقع المر؛ لعالم عربي، ووطن عربي، يأبى أن يكون كبيرًا كما حلمنا. هذه أرقام عربية أقل ما يقال عنها أنها مفجعة وموجعة. فقد رشح عن القمة العالمية للحكومات في دبي من 12-14 شباط فبراير من العام الفارط 2017م؛ الذي تحدث فيها 150 متحدثاً في 114 جلسة، وحضرها أكثر من 4000شخصية إقليمية وعالمية من 138 دولة؛ رشح الآتي: (57 مليون عربي لا يعرفون القراءة والكتابة- 13,5 مليون طفل عربي لم يلتحقوا بالمدرسة عام 2017م- 30 مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر- 8% زيادة في معدلات الفقر آخر عامين- تريليون دولار كلفة الفساد في المنطقة العربية- 5 دول عربية في قائمة العشر دول الأكثر فساداً في العالم- رغم أن العالم العربي يمثل 5% من سكان العالم؛ إلا أن 45% منه؛ يعاني من الهجمات الإرهابية عالمياً- 75% من لاجئي العالم عرب- 68%من وفيات الحروب عالمياً عرب- 20 ألف كتاب فقط ينتجها العالم العربي سنوياً، أي أقل من دولة مثل رومانيا- 410 مليون عربي لديهم 2,900 براءة اختراع فقط، بينما50 مليون كوري لديهم 20,200 براءة اختراع- من عام 2011م حتى 2017م؛ تم تشريد 14 مليون عربي- من عام 2011م حتى 2017م؛ خسائر بشرية تصل إلى 1,4 مليون قتيل وجريح عربي- من عام 2011م حتى 2017م؛ تم تدمير بنية تحتية بقيمة 460 مليار دولار- من عام 2011م حتى العام 2017م خسائر في الناتج المحلي العربي بقيمة 300 مليار دولار). هذا فقط.
* كل الذي تقدم؛ ونحن بحمد الله على حلمنا مقيمون ما أقام عسيب..! نحلم ونحلم. نحلم بوطن عربي كبير، وبعالم عربي واحد، وبمصير واحد، ثم لا نتوقف عن أدواتنا المعهودة، في التفريق والتمييز والتصنيف فيما بيننا، فيسأل بعضنا بعضًا: أنت سني أم شيعي..؟ حنبلي أم شافعي..؟ مالكي أم حنفي..؟ وقد نستحضر من مئات السنين؛ علي ومعاوية، والحسين ويزيد، ثم ما نلبث أن نقتتل على ذلك، فننسى الحلم العظيم الذي كان سوف يوحدنا.
بقلم :حقاد السالمي
صحيفة الجزيرة السعودية.