عندما تتحدث وسائل الإعلام عن مجاعة قادمة في جنوب السودان أو السودان، فيجب أن نتوقف هنا، فأحد الأسباب الرئيسية للمجاعات هو “الجفاف”، والسبب الآخر الحروب والنزاعات، والسبب الثاني هو الذي حدث في دولة جنوب السودان، رغم توافر كل خيرات الطبيعة في تلك المنطقة إلا أن الصراعات منعته من استغلال أرضه ومياهه وخيراته.
للتعرف على الموارد المائية في جنوب السودان ومساحتها الزراعية ومستقبل الاستثمارات الزراعية بها، التقت “سبوتنيك” أونيوتي أدقو وزير الزاعة والأمن الاقتصادي القومي في الحوار التالي..
سبوتنيك: يكثر الحديث عن المجاعة القادمة في جنوب السودان هل لك أن تطلعنا على الوضع الراهن للزراعة والاقتصاد القومي؟
— جمهورية جنوب السودان لديها مقومات تنموية كبيرة جدا في مجال الزراعة من أراضي خصبة ومياه وغيرها، لكن المشكلة الرئيسية هى الصراعات والنزاعات، فنحن لدينا موارد زراعية وتعدينية كبيرة يمكنها تغيير الوضع الراهن في البلاد في أقل فترة ممكنة.
سبوتنيك: كم هى مساحة الأراضي الزراعية لديكم؟
— قد تتجاوز المساحة الزراعية في كل ولاية من الولايات الـ 500 ألف فدان، وهو ما يعني أن لدينا أكثر من 15 مليون فدان صالحة للزراعة، وأهم المحاصيل هى السمسم والذرة وقصب السكر والصمغ العربي.
سبوتنيك: إذا المجاعة المنتظرة ليست بسبب نقص الموارد؟
— أهم شىء كما قلت لكم في جنوب السودان يجب أن يتحقق وستحل معه جميع المشاكل هو السلام، فمع السلام يمكن أن تقام المشاريع وتأتي الأستثمارات ويعم الخير، ليس كل جنوب السودان يعيش حالة حرب، فهناك مناطق مستقرة ومناطق بها نزاعات، لكن عمليات الاستثمار تتطلب هدوء في معظم المناطق، فإذا ما وصلنا للسلام فإننا نستطيع عمل تنمية زراعية شاملة، نظرا لتوفر مصادر المياه بشكل كبير من الانهار والأمطار والتي يمكن الإستثمار فيها بعمل عمليات حفظ لمياه الأمطار في أوقات الزيادة واستخدامها في أوقات الجفاف حتى لا يتم إتلاف المحاصيل، كل هذا يحتاج لتقنيات واستثمارات.
سبوتنيك: هل لديكم اتفاقات زراعية مع دول المنطقة في المجال الزراعي؟
– لدينا علاقات جيدة جدا مع مصر ويمكن أن يكون هناك تبادل تصديري بيننا في مجالات الحاصلات الزراعية والأسماك والثروة الحيوانية، كما عقدنا عدد من الاتفاقات بيننا وبين جمهورية السودان، وكانت مباحثاتنا مع وزير الزراعة السوداني مثمرة جدا، وسوف يكون هناك تعاون مع جمهورية السودان وجمهورية مصر في تنمية وتطوير الزراعة وعمليات تصنيع الأسمدة والتصنيع الزراعي، وأعود للقول بأن السلام هو الأساس والذي نسير فيه بطريق جيد، وعندما نعود للمفاوضات للمرة الثالثة سيكون هناك حل للمشاكل العالقة، وعندما يحل السلام ستكون جنوب السودان مركز للقارة الأفريقية كلها في التنمية الزراعية.
سبوتنيك: تحسن العلاقات مع السودان خلال الأشهر الماضية.. هل كان له أثر في تخفيف أثر الصراعات الداخلية؟
— عندما يكون هناك انتعاش في العلاقات سواء مع مصر أو مع جمهورية السودان، بكل تأكيد سيعود هذا بمردود كبير على التجارة والزراعة وجميع جوانب الحياة نظرا للمردود الاقتصادي نتيجة انتعاش العلاقات الثنائية وعمليات التبادل.
سبوتنيك: ما هى مساحة الأرض الزراعية التي تستخدم حاليا؟
— المساحة التي تزرع بأمان تقارب مليون و100 فدان في الشمال، وفي كل ولاية حاليا يتم زراعة حوالي 5 آلاف فدان، والمشكلة أنه حتى في المناطق التي بها إنتاج قد يصعب توصيل منتجاتهم إلى المناطق الأخرى نظرا للصراعات، وقد عقدنا الشهر الماضي مؤتمرا زراعيا وتم مشاركة كل الولايات، وصدرت التوجيهات للجميع بضرورة إعادة زراعة الأراضي التي تم تبويرها نتيجة الصراعات والتي تقدر بحوالي 500 ألف فدان في كل ولاية، وتم وضع خرائط للمناطق الزراعية الجاهزة للاستثمار، فعندما يأتي المستثمر سيجد الأوضاع جاهزة.
سبوتنيك: هل أثر سد النهضة الإثيوبي على حصصكم المائية؟
— سد النهضة الأثيوبي واقع النيل الأزرق ويمر بدولة جنوب السودان ويلتقي بالنيل الأبيض، وفي اعتقادي أن المشاكل الحادثة الآن بين دول حوض النيل يمكن التغلب عليها وحلها بالتفاوض بين الأطراف وتقريب وجهات النظر حول نقاط الخلاف بالحوار.
سبوتنيك: لماذا لم تدخل جنوب السودان كوسيط لحل الخلافات حول سد النهضة بين مصر وأثيوبيا؟
— جنوب السودان لديه مشاكل كبيرة في تلك المرحلة، وإذا ما تم حل المشاكل التي تضرب البلاد، وقتها يمكننا لعب دور الوسيط بين كل دول المنطقة، فجنوب السودان تربطها علاقة طيبة مع كل من السودان ومصر وأثيوبيا، ومعظم الدول.
سبوتنيك: هل هناك مشروعات زراعية مشتركة بينكم وبين إسرائيل؟
— جنوب السودان دولة مستقلة وستكون قوة اقتصادية ويمكنها عمل مشاريع مع أي من دول العالم، ولا توجد مشروعات مشتركة مع إسرائيل في الوقت الراهن، ولكن يمكننا عمل مشاريع مستقبلية مع إسرائيل أو مع مصر، وليس لدينا أي مشكلة مع أي من دول المنطقة.
سبوتنيك: وماذا عن علاقاتكم مع روسيا الاتحادية؟
— ليس لدينا مشكلة مع أي دولة في العلاقات الخارجية، وعلاقتنا جيدة مع كل الدول الكبرى في العالم ومن بينها
روسيا والصين.
اسبوتنك