كنت شاهدا على عدد من جولات المفاوضات بين الحكومة وقطاع الشمال ؛ في فترة قيادة البروفيسير ابراهيم غندور ثم المهندس إبراهيم محمود حامد للوفد الحكومي وكذلك قيادة ياسر عرمان ثم. جولة واحدة انعقدت مؤخرا. قاد وفد التمرد فيها. عمار اموم ؛ تحت امرة عبد العزيز الحلو ، وقفت على تفاصيل واطلعت على مواقف وتملكت اسرار واقتربت من كثير وابتعدت عن اكثر ؛ ومن ضمن الرجال الذين تلزمني الامانة بالاشارة اليهم الفريق اول مهندس عماد مصطفى عدوي ؛ كان هذا الرجل قد اظهر جدارة إختصاص في شواغل امور النقاشات المرتبطة بالجوانب العسكرية بقدر نم عن كفاءة وافية وخبرات وتأهيل رفيع ؛
ظهر هذا في التقدير الكبير والقناعة بالتصورات التي يدفع بها في ترتيب مرتكزاته لدفوعاته بعض النقاط الخلافية مثل التدرج من وقف عدائيات ملحوق بوقف لاطلاق النار تنفتح به الاجراءات الى ترتيبات امنية غير مسموح فيها بامكانية وجود جيشين ، هذه النقطة متبوعة مباشرة وموازية لوضعية محددات مفهوم السيادة في امر جلب الاغاثة من خارج الحدود السودانية ،أدار عدوى سجال هذه النقاشات بحزم لا يتزعزع ، وصرامة لم تتقيد احيانا حتى بهامش مراعاة خاطر بعض التلطف السياسي مع خصومه في التمرد او جنرالات الوساطة او ربما احيانا الوفد الحكومي نفسه ، كان واضحا ان رئيس هيئة الاركان المشتركة ينطلق من توجهات المؤسسة العسكرية التي حددت مطالع النيران من تجربة (نيفاشا) فاثرت دخول تجربة التفاوض الجديدة مع بقايا ذاك الفصيل المتمرد بنظرية (إسكات) مبكر بقصف و(تفتيش) يهدف لاعطاب مدفعية قطاع الشمال التي كانت تهدف لتمدد نظرية تسلل بمواقف لزراعة الغام داخل اي مساحات اتفاق يكتمل تحريا ليوم. كريهة وردة يكون لهم فيها قدرة على الارباك اما بنقل امداد تحت غطاء حرية الغوث الانساني تكرارا لتجربة شريان الحياة ؛ او تكرار تجربة جيش للحركة الشعبية يعيد توترات جدل اوامر وإمرة من !
عززت شخصية (عدوي) التي تجمع بين النباهة وخفة ازالة الكمائن اللفظية لوفد المتمردين عززت الشعور لدي ياسر عرمان سابقا ووفد المتمردين الاخير ان الرجل يتحرك تحت تفويض مباشر بعيدا عن المنظومة السياسية وان يد الجيش والمشير البشير شخصيا هي من تضع الخارطة الرملية لمواقف الوفد الحكومي فلم يستطع عرمان صبرا ، اذ تضجر ذات جولة وخرج والدمع يكاد يطفر من عينيه ليقول للصحفيين ان (عدوي) يدير المفاوضات بعلامات البشير ،
عرمان افرط في الغضب لدرجة انه ظل حتى ليلة نحس الانشقاق ينتظر جثة عدوي على مسار مجرى تعديلات هيئة الاركان المشتركة ، ولم يتحرج غير مرة من التذكير ان فترة خصمه القاسي قد انقضت ولم يبق للمتمرد الكبير الا تحفيز من ينقل له (إشارة) تنحي عدوي ؛ وهو ما تم بوفاء المدة ، وتقديرات قيادة الجيش ،
وان كنت لاظن ان رئيس هيئة الاركان المنصرف قد يعد لتكليف اخر ؛ فمثل (عدوي) من المهرة الذين اللذين ان اهدار موردهم المعرفي وكسبهم العسكري عوار لا يليق بلد يحتاج لاي سهم نافذ حيثما يوجه ؛ وقد يعود ولو بتفويض سابق دربته في مشروع المفاوضات ولو كنت مكان د.فيصل حسن ابراهيم ؛ رئيس الوفد. الحكومي الجديد لما ترددت في تحديث احداثيات هبوط الرجل مرة اخرى امام ذات الخارطة الرملية وقد يحدث هذا او قد لا بحدث بالطبع لكن في كل الظروف يبدو لي ان وفد المتمردين في الجناحين قد اولموا وتنفسوا الصعداء لإعفاء (عدوي) وفقه الله حيثما كان ، كان مشرفا لجيشه ووطنه ، وفيا ؛ واضح اللغة والمواقف ؛ يجلس الان واظنه راض عن نفسه.
بقلم
محمد حامد جمعة