نساء المغتربين ..” الحجل بالرجل ”
تنشط في مختلف مدن المملكة العربية السعودية، هذه الأيام حركة شحن “العفش”، عبر “الوكالات والشاحنات، من قبل المغتربين ، مع اقتراب انتهاء العام الدراسي ، حيث تجري الترتيبات داخل الأغلبية العظمى للأسر السودانية ترتيبات رحلة العودة النهائية ، مع إرتفاع معدلات المقابل المالي الذي يحسب شهريا على جميع أفراد الأسر بواقع 200 ريال مع حلول يوليو ، ويتصاعد حتى يبلغ 400 ريال شهريا في 2020م ، حيث تجد هذه الأسر صعوبة بالغة للتكيف مع الواقع الجديد الذي يضاف إليه رسوم شهرية يدفعها المغترب بواقع 400 ريال تزيد حتى تبلغ 800 ريال بعد عامين، وفقا لإصلاحات اقتصادية حددتها السلطات السعودية .
في ظل هذه الأجواء برزت العديد من التعقيدات ، حيث تصر بعض من “نساء المغتربين” على أن تكون رحلة العودة النهائية برفقة رب الأسرة ” الحجل بالرجل” ، في حين يخطط كثير من المغتربين لإرسال “عائلاتهم ” إلى السودان بينما يظلوا هم في السعودية يكابدون من أجل هذه الأسر، غير أن كثير من ربات البيوت ، يتحدثن عن أنهن حين العودة النهائية بمفردهن لن يستطعن تدبير شأن “الأبناء ” ، نظرا لسنوات الاغتراب الطويلة التي جعلتهن خـارج ” الشبكة” كما يقولون، وبالتالي يصعب عليهن متابعة أمور دراسة الأبناء ، وتدبير الشئون الأخرى داخل المنزل وبخاصة للعائدات مع أبناء صغار السن .
القصة بحاجة لعصف ذهني، ففي أوقات كثيرة تبنى القرارات على الورق لتجد استحالة تنفيذها على أرض الواقع ، فالأمر المنطقي أن يذهب رب الأسر إلى السودان في إجازة طويلة ، يمهد خلالها السبل التي تجعل أسرته قادرة على التعاطي بسهولة مع واقع السودان اليومي ، فالأبناء الذين يعودون بعد سنوات إغتراب طويلة ، ومن بينهم لم ير السودان منذ ولادته ، سيكون “هشا” في رياح السودان العاتية ، رغم أن السودان يتمتع باستقرار أمني قد لا يتوفر حتى في بعض دول الاغتراب ..غير أننا لن نغفل الأحاديث التي تدورعن إنتشار للمخدرات بين المراهقين والطلاب ، مما يرفع درجة التيقظ من قبل ولاة الأمر .
اذاً حينما تردد نساء المغتربين “الحجل بالرجل ياحبيبي سوقني معاك ” ، نجد أنهم يعبرن عن مخاوفهن من مثل هذه الإمور.. التي يجب عدم التقليل من خطورتها ، حتى لا تكون التضحية الثانية للمغتربين بأن يدفعوا بأسرهم بلا ترتيب لتكون هناك نتائج وخيمة ، قد تصعب معالجتها.
أخيراً.. لن نمل الحديث مطلقا عن مناشدة الحكومة بضرورة النظر في إعفاء سيارة العودة النهائية من الجمارك وفق أسس تراعي سنوات الاغتراب ، والانتظام في سداد الضرائب، لعلها تكون عونا بعد الله في مساعدة الأسر العائدة الى الوطن.
مصطفى محكر