يعزف كثير من الشباب العربي عن الزواج بسبب التكاليف المرتفعة، خاصة أسعار الذهب التي شهدت ارتفاعات متواصلة خلال السنوات الأخيرة خاصة مع خفض سعر الفائدة على الدولار وتراجع اسعار النفط.
وبحسب العادات والتقاليد العربية، فإن تقديم الذهب في مناسبات الخطبة والزواج من الأمور الأساسية، إلا أن ارتفاع أسعار الذهب عالمياً مقابل انخفاض الدخل الفردي، جعل الزواج أمراً صعباً.
في الآونة الأخيرة، تخطى سعر أونصة الذهب 1300 دولار، وسط ترجيحات بارتفاع الأسعار عام 2018، في ظل التوترات الجيوسياسية، والخوف من وقوع حرب نووية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة.
وكان متوسط سعر الذهب العام الماضي بلغ مستويات قياسية بعدما تخطى سعر الأونصة 1325 دولاراً في أغسطس/ آب ماضي، إذ بحسب مجلس الذهب العالمي، فإن متوسط سعر أونصة الذهب العام المنصرم راوح بين 1140 دولاراً و1160 دولاراً.
ومع بلوغ سعر الأونصة 1320 دولاراً، ارتفعت أسعار الحلي والأساور على نحو لافت، ما جعل اقتناء هذا المعدن النفيس أمراً صعباً.
في هذا التقرير، نتعرف بالأرقام على قدرة الموظف العربي على شراء الذهب براتبه الضعيف. فهل تتصورون كم غرام ذهب يستطيع الموظف أن يشتري براتبه؟
إليكم الأرقام.
لا تزال قطر تتمتع بأعلى معدلات الأجور في العالم. وعلى رغم الحصار المفروض من 3 دول خليجية ومصر عليها، إلا أن اقتصادها أثبت متانة قوية، ولم يتأثر دخل الفرد، بحسب ما جاء في تقرير نشره موقع numbeo المختص بالأرقام.
إذ يصل دخل الفرد شهرياً إلى نحو 3 آلاف دولار، ما يعني أن بمقدور المواطن شراء ما يقارب 93 غراماً من الذهب شهرياً، إذ إن سعر غرام الذهب عيار 18 يصل إلى 32.11 دولاراً في الأسواق القطرية.
ي السعودية، وعلى رغم الاحتياطات النفطية الهائلة، إلا أن دخل الفرد عام 2017 لم يتعد 1744 دولاراً، وهبط بشكل لافت، في ظل غياب المشاريع وسياسة التقشف المتبعة في البلاد وزيادة معدل التضخم الذي بلغ 3% خلال شهر يناير/كانون الأول الماضي.
وبحسب ما جاء في تقرير لموقع numbeo، فإن الدخل في السعودية انخفض عن الأعوام السابقة، وبات في حدود 1744 دولاراً في المتوسط، ما يعني أن الموظف يستطيع شراء 54 غراماً شهرياً.
في الإمارات، وبحسب المؤشر، يصل الدخل إلى 3260 دولاراً شهرياً، إلا أن هذا الدخل ليس متساوياً في جميع الإمارات، إذ ينخفض في عجمان إلى 2300 دولار، وفي رأس الخيمة إلى نحو 1700 دولار، إلا أن متوسط الدخل في دولة الإمارات يبلغ نحو 3260 دولاراً، ما يعني أن المواطن يستطيع شراء 100 وغرام شهرياً.
في الكويت، يناهز دخل الفرد 1923 دولاراً، ووفق أسعار الذهب، يستطيع المواطن شراء حوالى 59 غراماً.
أما في بقية دول الخليج، فإن دخل الفرد لا يتجاوز 1700 دولار.
ففي سلطنة عمان يصل متوسط الدخل إلى 1689 دولاراً، ما يساوي نحو 52 غراماً من الذهب. وفي البحرين، متوسط الدخل 1642 دولاراً ويمكن أن يشتري نحو 51 غراماً.
بعيداً عن الخليج، ودائماً بحسب المؤشر إيّاه، يصل متوسط الدخل في لبنان إلى 1016 دولاراً، ما يعني أنه يشتري 32 غراماً، فيما يصل متوسط الدخل في فلسطين إلى 705 دولارات شهرياً ويوازي 22 غراماً تقريباً.
وفي العراق، متوسط الدخل 661 دولاراً تعادل 20 غراماً، بينما يصل متوسط دخل الفرد في الأردن إلى 640 دولاراً توازي 19.9 غراماً تقريباً.
وفي دول المغرب، الرواتب متدنية مقارنة ببقية الدول، ولا يكفي الراتب لشراء بضع غرامات من الذهب. ففي المغرب، متوسط الدخل 402 دولار ويوازي تقريباً 12.5 غراماً من الذهب فقط.
وفي الجزائر، الدولة النفطية، لا يتعدى متوسط الأجر 295 دولاراً، ما يعني أن المواطن الجزائري يستطيع شراء 9 غرامات ذهب براتبه. أما في تونس، فإن متوسط الدخل 286 دولاراً تعادل نحو 8.9 غرامات.
ويصبح الوضع كارثياً أكثر في مصر وسورية واليمن. ففي مصر مثلا يبلغ متوسط الرواتب 161 دولاراً لا يستطيع المواطن المصري أن يشتري بها أكثر من 5 غرامات ذهب. أما في سورية حيث يصل الراتب إلى 99 دولاراً فهو لا يوازي 3 غرامات.
مزيد من الارتفاع
عام 2017، ارتفعت أسعار الذهب بنسب متفاوتة، وحقق المستثمرون أرباحاً خيالية، خاصة بعد تولي دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة، وبمراجعة أسعار الذهب العام الماضي، فقد تراوح سعر الأونصة بين 1235 دولاراً و1325 دولاراً.
وبحسب بيانات مجلس الذهب العالمي، بلغ متوسط سعر أونصة الذهب 1145 دولاراً في يناير/ كانون الثاني الماضي، ليصعد في فبراير/ شباط 2017 إلى 1203 دولارات، ثم إلى 1240 دولاراً في مارس/ آذار، و1247 دولاراً في إبريل/ نيسان.
وفي مايو/ أيار، بلغ السعر 1260 دولاراً، ليعاود الهبوط في يونيو/ حزيران إلى 1229 دولاراً، قبل أن يرتفع مجدداً في يوليو/ تموز إلى 1270، ثم إلى 1320 دولاراً في أغسطس/ آب.
وفي سبتمبر/ أيلول، بلغ السعر 1270 دولاراً، واستمر تقريباً على الوتيرة ذاتها في أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني، إذ وصل إلى 1273 دولاراً، قبل أن ينهي العام الماضي السعر على 1275 دولاراً في ديسمبر/ كانون الأول.
في سياق متصل، تشير توقعات المؤسسات الدولية والشركات العالمية، إلى أن أسعار الذهب هذا العام ستشهد مزيداً من الارتفاع.
وبحسب توقعات البنك الدولي، فإن متوسط سعر الذهب سيبلغ 1240 دولاراً، فيما تشير توقعات مجموعة سيتي غروب إلى 1270 دولاراً.
أما مؤسسة ماكوري للدراسات، فتقول إن أسعار الذهب هذا العام ستتخطى 1350 دولاراً، ومن المتوقع صعودها إلى 1400 دولار، فيما تتوقع مجموعة سوسيته جنرال المصرفية الفرنسية أن يبلغ سعر الأونصة فقط 1175 دولاراً.
العربي الجديد