استطاع الأمير “محمد بن سلمان” ولي عهد المملكة العربية السعودية، أن يعيد ما يقارب الأربعمائة مليار ريال سعودي، في إطار حملته على الفساد بالمملكة، الأمير “محمد بن سلمان” لم يتجاوز الثالثة والثلاثين من عمره، استطاع أن يلقي القبض على عدد كبير من الأمراء، وألقى بهم في السجن إلى حين إعادة المبالغ المالية التي يعتبرها ملك الشعب والمملكة، أخذت بدون وجه حق، إن المملكة العربية السعودية وطوال فترة الحُكم السابقة لم يستطع أحد أن يلقي القبض على أي أمير أو يتقدم بمسائلته، إلا الأمير “محمد بن سلمان” ولي عهد المملكة، الكثيرون أشفقوا عليه من تلك الخطوة، وظن البعض أنها ليست في مصلحته، ولكن يبدو أن الأمير كان واثقاً فيما يقوم به من أجل المملكة، على الرغم من أن المملكة العربية السعودية لديها من المال والثروات تبقيها على قيد الحياة مئات السنين، ولا أحد كان يتوقع الخطوة التي قام بها ولي العهد، واستطاع أن يعيد تلك الأموال بل أجبر هؤلاء بالتنازل عن تلك الأموال التي اعتبرت أخذت بدون وجه حق، فالسودان لا يقل عن المملكة العربية السعودية في عملية التعدي على المال العام، فهل يستطيع المشير “عمر البشير” أن يقوم بما قام به ولي عهد المملكة العربية السعودية في استرداد المال الذي أخذ بدون وجه حق؟..
في وقت سابق كان السيد الرئيس يتحدث عن الدليل على فساد المسؤولين حتى تتم محاكمتهم، فهل السيد الرئيس لا يعلم أن وزراءه كم كانوا يملكون من المال حينما منحهم الوزارة؟ ألم يعلم السيد الرئيس أن الكثيرين من وزرائه ومسؤوليه لم يكونوا وارثين وليست لديهم شركات تدر عليهم المال الذي استطاعوا أن يبنوا به تلك العمارات والبنايات الشاهقة؟ هل تعرَّف السيد الرئيس على الوزراء وما يملكون حينما كتبوا إقرارات الذمة؟ وكم لديهم من الأموال والشركات والعقارات؟ وهل قارن حالهم الآن وما قبل أن يدخلوا الوزارة؟، إن الفساد المستشري الآن بين المسؤولين وغيرهم أكثر من الفساد الذي تعرض له ولي عهد المملكة العربية السعودية، فإذا أراد الرئيس “البشير” أن يعيد الأموال التي نهبت من البلاد يمكنه أن يعيدها، وعليه أن يبدأ الخطوة بالقبض على أولئك اللصوص الذين سرقوا مال الشعب والدولة، ويمكن استرداد مال شخص واحد من أولئك يكفي لسد العجز في فاتورة الدقيق، وآخر يمكن أن يسد فاتورة الغاز أو الجازولين، لقد هربت الأموال إلى خارج البلاد، ولكن بالإمكان سيدي الرئيس يمكن إعادتها إذا صدقت النية وابتعدنا من خلوها مستورة، لقد وضع الشعب آماله على الحكومة حينما جاءت، وقالت جاءت لإنقاذ الشعب، فوقف الجميع معها عسى ولعل أن ينصلح حال البلاد والعباد ولكن للأسف الذين أؤتمنوا على مال الشعب والدولة استخدموه لأغراضهم الخاصة، مما جعل الدولة في كل فترة تعاني من الذين ائتمنتهم، وكلما حاولت أن تسد جبهة تنفتح لها جبهة أخرى حتى أصبحت كل الجبهات منفتحة فلا تستطيع إغلاقها، ولذلك على السيد الرئيس أن يقوم بما قام به الأمير “محمد بن سلمان” ولي عهد المملكة العربية السعودية، باعتقال كل من تحوم حوله شبهة الفساد وعليه أن يعيد كل المال الذي أخذه حتى تتمكن الدولة من المضي في تنفيذ سياساتها التي جاءت من أجلها راحة للشعب واستمراراً فى مشاريعها التنموية.
صلاح حبيب – لنا رأي
صحيفة المجهر السياسي