نائب (صلاح قوش) جلال الشيخ.. الفريق المُقاتل .. يتميز بامتلاكه شبكة علاقات واسعة بضباط الجهاز والقوات المسلحة

لم يكن نائب مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أسامه مختار، وهو يقف ظهيرة الخميس الماضي خلف مديره الفريق أول مهندس صلاح عبد الله (قوش) ويلوحان سوياً لتوديع المدير السابق الفريق أول مهندس محمد عطا المولى عند الباب الداخلي لرئاسة جهاز الأمن؛ لم يكن يدري أنه سيلحق بعطا ويُحال إلى التقاعد هو أيضاً – على الأقل بهذه السرعة -.

(الناجي) يغادر
أصدر رئيس الجمهورية قراراً جمهورياً بالرقم (116) أمس الأول (الاثنين) – لم يظهر للعلن إلا أمس – قضى بتعيين اللواء أمن جلال الدين الشيخ الطيب الأحمر؛ خلفاً لأسامة مختار الذي تحطمت طائرة آمال بلوغه قيادة الجهاز مثلما تحطمت الطائرة التي كان على متنها بمطار عداريل بأعالي النيل في أبريل من العام 2001م ونجا منها. بينما استشهد وزير الدولة بالدفاع عضو مجلس قيادة الثورة العقيد إبراهيم شمس الدين وآخرين آنذاك.

غادر أسامة وجاء جلال الموصوف بالمقرب من قوش للدرجة التي جعلته عندما تمت تبرئة الأخير من المحاولة الانقلابية وخروجه من السجن، جعلته يعبِّر عن فرحه بنحر الذبائح ابتهاجاً بتبرئة قائده السابق والحالي (قوش). بذات الفرحة بل ربما أكبر، نحر أهله بالريف الشمالي والجنوبي بأم درمان الذبائح عصر أمس بمنزله بحي كافوري على خلفية نبأ تعيينه، وهو المولود بالسروراب بالريف الشمالي في سبتمبر من العام 1958م.

حتى الأمس كان جلال يحمل هم الأمن على نطاق محلية جبل أولياء فقط التي كان معتمداً عليها منذ أغسطس 2015م، ليحمل من اليوم إلى جانب قوش، هموم وتحديات الأمن بكافة أنحاء البلاد وهو الذي حمل هم الدفاع عن الوطن منذ تخرجه من الكلية الحربية السودانية في العام 1982م.

ضابط كفء
وفقاً لمعلومات (السوداني) فإن جلال يعرف بأنه من الضباط الأكفَّاء، نال الرجل وفقاً لسيرته دورات مختلفة (فصائل مشاة بجبيت، أسلحة مساعدة كرري، قادة سرايا مشاة بجبيت، دورة استخبارات أساسية الخرطوم، دورة أركان صغرى كلية القادة، ودورة إعداد البحوث)، ولكن أهم الدورات التي نالها كانت دورتي مخابرات متقدمة وإدارة أزمات.

بخلاف العلاقة الوثيقة التي تربط جلال بـ(قوش)، إلا أن اختياره جاء بمعايير دقيقة كما هو واضح، أبرزها أن جلال عسكري ومقاتل بخلاف نواب المدراء السابقين، كما أنه عمل بإنحاء متفرقة من البلاد، بدءً بحامية نيالا الكتيبة 114، ثم مساعد أركان ذات الكتيبة ثم قائد سرية وبعدها قائداً لمحطة أم عجاجة العسكرية ثم عمل بمنطقة بحر الغزال العسكرية بكل من أويل، راجا، واو، وانتقل بعدها للكلية الحربية، وعمل باللواء عشرين ود مدني ومعهد القوات الجوية بكرري.

من أبرز المحطات العسكرية المهمة في مسيرة جلال، عندما كان قائداً ثانياً لمتحرك الخيرات الذي فك الحصار عن قوقريال في العام 1986م، وعندما قاد سرية في عدة أطواف مقاتلة بمنطقة بحر الغزال (في الفترة من 1984 -1987) وشارك في عمليات أسود دارفور 1992م، وقائداً لمتحرك شفاء الصدور للعمليات بمنطقة شمال أعالي النيل 1997م.

خبرة في الأمن
عندما انتقل جلال إلى جهاز الأمن والمخابرات كان مستودع ثقة؛ فعمل مديراً لأمن مطار الخرطوم، وانتقل مديراً لأمن ولاية جنوب دارفور (1992- 1994) وبعدها لذات المنصب بولاية النيل الأبيض (1994- 1996).. وبدأ جلال يدخل الدائرة الضيقة بالجهاز التي تنظم وتخطط عمل المؤسسة الأمنية؛ حيث عُيِّن مديراً للمكتب التنفيذي لجهاز الأمن الداخلي وقتها كما عمل مديراً لهيئة الإدارة.

مشاركات واسعة
يتميز جلال بامتلاكه شبكة علاقات واسعة بضباط الجهاز والقوات المسلحة، وله قدرة كبيرة على التواصل، الأمر الذي كان سبباً في ترؤسه لصندوق زمالة أبناء دفعته (31) ضباط)، لدورتين.

اكتسب جلال من إدارته لجهاز الأمن والمخابرات بجنوب دارفور خبرة في التعامل مع دول الجوار والمكونات القبلية، فكان عضواً مفاوضاً مع عدة فصائل معارضة بالداخل والخارج، كذلك عضواً مفاوضاً في مباحثات الأمن بين السودان وتشاد، وكذلك السودان وإفريقيا الوسطى. كما قاد التفاوض مع قادة ثلاث معارضات تشادية دخلت السودان.

تعددت خبرات جلال الذي عمل مستشاراً بسفارة السودان بالرياض بالمملكة السعودية (2001- 2005)م. وقبل ذلك بمحلية جبل أولياء وكان أميناً عاماً لمجلس التعايش السلمي بولاية الخرطوم.

الكاتب والـ(كلاش)
وبملثما ظل جلال قابضاً على (كلاشه)، لسنوات طويلة ومقاتلاً شرساً، إلا أنه ظل أيضاً قابضاً على كتب الأدب، شغوفاً بها. ويميل إلى الكتابة وأعد كتاباً موسوماً بــ(محطات وذكريات).. لكن تبقى المحطة الأبرز تعيينه نائباً لمدير جهاز الأمن والمخابرات، بكفاءته وليس بالطوارئ، كما انتقده البعض عند تعيينه معتمداً لجبل أولياء في العام 2015 ورد عليهم ساخراً (أنا مؤهل وخريج قانون ولم يتم تعييني بالطوارئ)، فهو خريج كلية القانون جامعة النيلين، بيد أنه بمثلما علق هو شخصياً ذات مرة على مستوى النظافة بمحليته جبل أولياء وقال (إن الوضع الحالي للنظافة لا يطاق)، تُرى ماذا سيفعل هو وقوش في الوضع الاقتصادي الذي أقل ما يوصف به بأنه لا يطاق؟

الخرطوم: أسامة عبد الماجد
السوداني

Exit mobile version