استياء مجتمعي واسع ومطالبات بردع مثل هذه التفلّتات… الشباب… الانتقال من (المشاط) إلى (مواساة الحواجب)!

حين قالت (أولاد آخر زمن) التفت نحوها ورمقها بنظرة تبعث بالتحذير رافعاً إحدى حاجبيه، فقررت أن تلذعه بكلمات تعيده إلى رشده: (يلعن البطن الجابتك شايل حواجبك زي البنات وبترفع فيهن بلا خجل؟)، فصدمتها حقيقة أن كلماتها لم تؤثر فيه ورد عليها قائلاً: (أنا الفيني انعرفت أبقي ربي أولادك)، بالمقابل تعددت أشكال الظواهر السالبة على المجتمع السوداني وزاد حولها الصخب والجدل، بعضهم يرجعها لمشكلات أسرية والبعض الآخر يراها نفسية، (كوكتيل) نقبت حول هذه الظاهرة وخرجت بالحصيلة الآتية.

(1)
مؤخراً، انتشرت عبر السوشيال ميديا صورة لشاب يجلس بقرب فتاة تمسك بيدها آلة حادة (موس) لقص حواجبه، وفحوى الصورة أن الشاب لم يبدِ أي رفض بل كان يجلس في صمت ينتظر رؤية (النيولوك) الجديد، ووجدت هذه الصورة استنكاراً وغضباً كبيراً من قبل الناشطين إسفيرياً الذين جاءت تعليقاتهم لاذعة في حق الشاب المتهاون وزاجرة للبنت التي تجلس دون حياء لتفعل هذا الفعل المنكر أمام أعين الجميع.

(2)
حول الموضوع قالت الطالبة إيناس عمر في حديثها لـ(كوكتيل): (في الآونة الأخيرة انتشرت ممارسات سيئة كثيرة لدى الشباب كـ(الميك آب، واستشوار الشعر، والملابس المخصرة، وارتداء ملابس بألوان أنثوية)، ولم يتبقّ سوى القليل من الممارسات التي لم يتطرقوا لها بعد (ويمكن يعملوها)، وتابعت: (شباب اليوم أصبحوا يقلدون الفتيات في أشياء كثيرة، ولم يقتصر هذا على قص الحاجب وتطويل الأظافر فقط، 
أيضاً أصبحوا يتشبهون بالنساء في طريقة السير والتحدث)، وواصلت: (عدد من الفتيات لا يعتبرن هذه السلوكيات خاطئة، وإن لم يؤيدنها فهنَّ لا يعترضن على وجودها).

(3)
الطالبة رزاز أمين التي لم تخفِ خوفها من هذه الظواهر قالت: (من محنة بقينا في محنتين)، (وبدل نحارب البنات في السلوك دا ونردعهن عنه بقينا نحارب في الأولاد كمان)، وواصلت حديثها مؤكدة رفضها القاطع لسلوكيات الشباب هذه الأيام، وزادت: (المخجل أن هذا السلوك أصبح أمراً واقعياً فبعض الشباب عندما يذهبون لصالون الحلاقة يجملون حواجبهم والبعض يذهب لـ(برم) أظافره وتجميل البشرة داخل الفنادق، وأخاف من أن يبتكروا إزالة الحاجب نهائياً ويضعوا وشماً بدلاً عنه).

(4)
ربة المنزل وداد إبراهيم قالت بدورها: (نحن لسه الدنيا دي ما عرفناها داسة لينا شنو تاني)، مؤكدة أن هناك عدداً من الظواهر التي ظهرت في المجتمع ولا نعلم سبباً واضحاً لوجودها، وأضافت: (نحن شيل البنات للحواجب عندنا فيه رأي خلي الولد)، وأشارت إلى أن تربية الأظافر وقص الحواجب في الأصل غير محببات دينياً وقد جرت العادة أن تفعلها الفتيات، أما أن يقوم بها الذكر فهذا أمر غريب، وأرجعت ذلك لسلوكيات تتعلق بالمنشأ.

(5)
(سبحان الله إذا كان الله لعن النامصة والمتنمصة -وهنا الصيغه للأنثى- فكيف يكون للذكر؟ نسأل الله السلامة والستر)… بهذه العبارة بدأت زينب فتح الرحمن حديثها الذي لم يخلُ من الغضب والزجر مضيفة: (والله ما بعتبرو راجل أصلاً لأنو داير يتشبه خلاص ويبقى مرأة)، وواصلت: (هو طالما ولد كبير وواعي معناه إنو قاصد يعمل كده، وبعدين ما عندو والي في البيت يشوفو عمل كده ليه؟ أما السبب الخلاه يعمل كدا فهو نقص منو ما أكتر لأنو مافي سبب مقنع يخلي راجل فاهم محترم على خلق ودين يقص حواجبو زي النسوان)!

(6)
ولتوضيح بعض الأسباب وإزالة الغموض تحدثت اختصاصية علم النفس عبير شيخ الدين قائلة: (فيما يخص الذكر صاحب الدلال الزايد فهو أحد ضحايا العوامل المهمة في ميول اتجاهه لعالم حواء وعدم تربيته الصحيحة على أنه رجل فيُعامل برقة مبالغ فيها)، وتابعت: (هناك بعض الأسر منذ الطفولة تخلط في كثير من الأساليب التربوية إذ لا تُفرِّق بين ألعاب الولد والبنت ولا يوقفوا الدلال إلى أن يصل الطفل لعمر يصعب فيه عليهم ضبط سلوكه، فيقوم ببعض الأفعال الأنثوية)، وأضافت: (أقوى العوامل النفسية التي تساهم في اتخاذ الاتجاه المعاكس لدى الشباب هو انعدام الثقة بالنفس يجعله يميل إلى تغيير شكله دون حياء، وأيضاً ضعف الإيمان).

تقرير: خولة حاتم
صحيفة السوداني

Exit mobile version