ضياء الدين بلال من قليل من كُتّاب الرأي أحرص على قراءتهم لأنه جدير بذلك، فهو رشيق العبارة، عميق التعبير عن الفكرة، جيد الاستدلال وقليلاً ما أجدني أختلف معه، لكني دُهشت لحملته وتحامله على الأخ إبراهيم محمود نائب رئيس المؤتمر الوطني.
فغرتُ فاهي وأنا اقرأ مقاله الأول، ثم زادت دهشتي عندما أردفه بثانٍ أكثر تحاملاً وتحريضاً على إبراهيم محمود بصورة لا تشبه ضياء الذي أعرفه.
لا أريد أن يحملني رأيٌ عابر إلى حكم نهائي بأن ضياء أصبح في كتاباته الأخيرة يميل إلى منطق عين الرضا وعين السخط غير المؤسَّس على منطلقات وثوابت فكرية أو أيديولوجية، ولكني شعرتُ بذلك مرّتين، فبالرغم من أني أختلفت مع إبراهيم محمود في مواقف كثيرة وصلت في بعض الأحيان درجة المخاشنة العنيفة، لم أشعر في يوم من الأيام أنه أقل من مطلوبات موقعه التنظيمي، خاصة وأن لقاءاتنا تعدّدت في مواقف سياسية عديدة ومتباينة حول العمل السياسي والحوار الوطني، ثم مع الآلية الأفريقية رفيعة المستوى (أمبيكي)، ثم في فترة ما بعد الحوار الوطني، ثم إني راقبتُ أداءه عن كثب خلال جولات التفاوض في الخارج، ولم أجد في أدائه أو سلوكه ما يُشين بالرغم من أني أنتمي إلى حزب آخر يعارض كثيراً من سياسات وأداء المؤتمر الوطني وحكومته.
ما أقرَّ به ضياء بعين منصفة عن خُلُق رفيع يتمتّع به إبراهيم محمود هو أكثر ما يُميّز الرجل الذي يتّصف بقدرة فائقة على كسب احترام المخالِف مهما بلغت درجة الخصومة والتبايُن.
كما أسلفت، فقد نظر ضياء بعين السخط في كثير من القضايا التي انتقد بها إبراهيم وأهمها حديثه عن خلافات ولاية الجزيرة التي حمّل وزرها لإبراهيم متناسياً ومتجاهلاً حقيقة أن ذلك تكرّر في ولايات البحر الأحمر والقضارف والجزيرة وغيرها في سنوات سابقة، ذلك أن الخلاف طبعٌ بشري لم يسلم منه الصحابة رضوان الله عليهم.
لم أرض إقحام الأخ ضياء لقضية التجديد للرئيس في مقاله الأخير سيما وأنه أدخل أموراً تقدح في مصداقية خلافه مع إبراهيم محمود خاصة حين تحدّث عن الإعلان في صحيفة (السوداني)، ولعل ذلك ما دفعني لتوجيه هذه العبارات الناقدة للأخ ضياء آملاً أن يتقبّلها مني بصدر رحب.
هنيئاً للمريخ بود الشيخ
تهنئة من القلب أزجيها لقبيلة المريخ بمقدم محمد الشيخ مدني الذي ولي رئاسة ذلك النادي العريق، وليت من لا يعرفون قدر الرجل وقدراته يكفون عن الخوض في ما لا يعلمون.
أقول هذا بين يدي صدور قرار وزير الشباب والرياضة بالخرطوم اليسع صديق التاي بتكوين لجنة تسيير لإدارة المريخ على رأسها أبو القوانين ود الشيخ.
ليت من تحدّثوا عن عُمر ود الشيخ نقّبوا في سيرة جوزيف بلاتر .. الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والذي غادر موقعه بالاستقالة بعد أن تجاوز عمره (79) عاماً وما كان سيتخلى عن منصبه الكبير لولا أنه دُفع إلى ذلك دفعاً بعد فضيحة فساد مدوية اضطرته إلى تجرُّع ذلك السم الزعاف!
ذات المنطق هو الذي ساندنا به الخبير الدولي د. كمال شداد بعد أن استفحلت أزمة الاتحاد السوداني لكرة القدم، وكادت أن تعصِف بالسودان من المحافل الدولية في عصر بات فيه نجوم كرة القدم الأعلى صيتاً ودخلاً على مستوى العالم، وباتت فيه كرة القدم خافضة رافعة في عالم تبحث دوله عن المجد والسؤدد بكل الطرق والوسائل.
ذلك ما جعلنا (نحشر أنوفنا) في ما لا يعنينا بالرغم من أننا معنيون بكل ما يرفع من شأن بلادنا.
كما ذكرنا مراراً فإن فريقي الهلال والمريخ من أكبر مُمسكات وحدتنا الوطنية، وكذلك كرة القدم التي أعلت ذكر بعض الدول وانحطت بأخرى، ولذلك نضطر أحياناً إلى الإدلاء بآرائنا رغبة في الإصلاح الذي ما ولجنا العمل السياسي والعام إلا من أجله.
ود الشيخ نسيج وحده، وأعلم أنه ظل على امتداد عُمره كالغيث أينما وقع نفع، وإذا كان الرجل متخصصاً في شأنيْ التعليم والرياضة، فإني أعلم عن عطائه في مجالات أخرى كثيرة كان تدخُّله بمثابة البلسم الشافي، فقد أوتي الرجل رجاحة عقل وخبرات متنوعة ظلت ترفده بالرأي السديد والفرقان والرشد الذي أثق أن المريخ يحتاج إليه أكثر من حاجته إلى المال الذي يمكن أن يأتي من مصادر كثيرة يملك الرجل القدرة على تسخيرها لناديه المحظوظ به، بل إن وجود ود الشيخ في قيادة الشأن الرياضي إضافة كبيرة لتطوير كرة القدم التي تحتاج إلى من يستنقذها من المستنقع الذي ظلت تخوض في وحله ردحاً من الزمان.
أقول للوزير اليسع، لقد أحسنت، واتخذت القرار الصائب، أما المريخاب فأدعوهم لأن (يبقوا عشرة) على ود الشيخ فقد حلَّ عليهم خيرٌ كثير .
الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة