أُؤكِّد لكل البَاحثين والمُنقِّبين عن هوية الحشرة التي ازعجت مذيعة التلفزيون بأنّها (ذبابة) وليست (نحلة)

(يا ناس القومي.. ركزوا لينا في البف باف)!
اختلف رُوّاد مواقع التواصل الاجتماعي أمس الأول حول (هوية) الحشرة التي اقتحمت البث المباشر للتلفزيون القومي – وهو ينقل تفاصيل الإفراج عن المعتقلين – وأعتقد أنّ اختلاف أولئك حول (هوية) الحشرة – هل هي ذبابة أم نحلة؟ – يعكس وبشكلٍ واضحٍ وصريحٍ (اعتياد) الناس على مثل تلك (الفضائح) التي ظَلّ يصدرها التلفزيون القومي خلال السّنوات الأخيرة، وإلاّ لما اختلفوا حول (هوية الحشرة) وركِّزوا مع فضيحة (الاقتحام) نفسها!

تركيز الناس ولهثهم لتأكيد (هوية الحشرة) لم يكن على الإطلاق ضرباً من ضُروب (السُّخرية أو التّندُر) كما يظن الكثيرون، بالعكس، ذلك التركيز كان حقيقياً، فنفس المُختلفين اليوم على (هوية الحشرة) هم ذات المُتّفقين بالأمس على وجود مئات المَشَاكل المُزمنة داخل الجهاز الإعلامي الرسمي للدولة، تلك المشاكل التي فشلوا في إيجاد حُلُولٍ لها آنذاك، فسعوا هذه المَرّة لأن يجدوا حلاً لـ (هوية الحَشَرَة)، فهو ما يُمكن أن يُتوفّر، أمّا إيجاد حُلُول لمشاكل القومي فهو (المُستحيل) بأم عينه!

مَبدَئياً، دَعُوني أُؤكِّد لكل البَاحثين والمُنقِّبين عن هوية الحشرة بأنّها (ذبابة) وليست (نحلة)، وذلك ما اتضح جلياً في (سغالتها الشديدة) ورفضها ترك المذيعة أماني عبد الرحمن (في حالها)، وإصرارها على أن تُقاسمها (الكَادر)، قبيل أن تُغادر الأستديو في حفظ الله ورعايته.

قبيل مدة، حَمَلَت بعض الأخبار انزعاج عددٍ من الضيوف داخل التلفزيون القومي بسبب مُرُور (فأر) من تحت أقدامهم، وأمس الأول تَتَجَرّأ (ذبابة) لتقتحم البث المُباشر، ولا أستبعد غداً أن يطل عبر شاشة القومي (كلب شوارع) انتهز جزئية (الإهمال) السائدة داخل القومي وتسلّل لأستديوهاته طلباً لـ (الشُّهرة)!

المُشكلة الحقيقيّة التي يعُاني منها القائمون على أمر التلفزيون القومي هي (عدم إحساسهم) على الإطلاق بالتدهور المُريع الذي شهده ذلك الجهاز الإعلامي خلال السنوات الأخيرة، ذلك التدهور الذي بدأ منذ أن عرف العاملون داخله طريقاً لـ (الوقفات الاحتجاجية) تعبيراً منهم عن غضبهم الشديد بسبب عدم نيلهم لحقوقهم المادية، فيما وصل ذلك التدهور لقمته وعشرات الكوادر والكفاءات تُغادر القومي مُؤخّراً بحثاً عن وضعٍ (ميسورٍ) على أقل تقدير!

قبيل الختام:
المُؤسّسة الإعلامية التي تفشل في توفير (مبيد حشري) لتطرد به الذباب والحشرات عن أستديوهاتها، لن ننتظر منها على الإطلاق أيِّ (تطورٍ) أو (استقرارٍ)!

شربكة أخيرة:
يا ناس القومي.. (حُقُوق العاملين) خلوها.. ركِّزوا لينا في (البف باف)!

بقلم
أحمد دندش

Exit mobile version