يستضيف دونالد ترامب الابن عشرات المستثمرين العقاريين وعائلاتهم، على مائدة عشاء في نيودلهي هذا الأسبوع، بعد التهافت على شراء شقق في مشروع لبناء مجمع لأبراج ترامب السكنية الفاخرة في ضواحي العاصمة الهندية، وذلك كجزء من حملة التسويق التي واجهت الكثير من الانتقادات من قبل أجهزة مراقبة الفساد.
وكان شركاء ترامب المحليون وعدوا كلَّ من يشتري شقة في المجمع، الذي يتميز بواجهات زجاجية ضخمة بدلاً من الجدران الخارجية والمرافق الفاخرة وخدمات استقبال عصرية، بتناول العشاء مع ابن الرئيس الأميركي.
وبالفعل، تم نشر إعلان يحتل صفحة كاملة ونصه “ترامب هنا. هل تمت دعوتك؟” على الصفحة الأولى لثلاث صحف هندية قومية خلال عطلة نهاية الأسبوع، حول زيارة نجل الرئيس الأميركي إلى الهند هذا الأسبوع.
ومن المتوقع أن يصل ترامب الابن، المدير التنفيذي لمنظمة ترامب، إلى دلهي، الإثنين 19 فبراير/شباط 2018، حيث يقوم بزيارة أحد مشروعات التشييد الأربعة بالبلاد، التي تنفذها الشركة المملوكة للعائلة.
وسوف تتم دعوة هؤلاء الذين يشترون شقة بمشروع الأبراج قبل يوم الثلاثاء، في مدينة جورجاون الواقعة جنوبي دلهي لتناول العشاء مع ترامب الابن، يوم الخميس.
“فساد أخلاقي”
وقد وصف نورمان أيزن، أحد المسؤولين السابقين بأجهزة مكافحة الفساد إبان ولاية أوباما، فعالية مماثلة نظمتها الشركة المطورة تريبيكا وM3M حول نقل المشترين إلى نيويورك من أجل لقاء ترامب الابن باعتبارها “فساداً أخلاقياً”، بحسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.
وقال أيزن الشهر الماضي: “لقاء أحد أفراد أسرة الرئيس ليس أمراً للبيع. إنه عمل غير لائق لأننا نعلم أنه على اتصال دائم بوالده؛ ولذلك فإن الأمر يخلق شعوراً بمحاولة التأثير على الرئيس وأحد المقربين منه وأفراد أسرته”.
تخلى دونالد ترامب عن إدارة مؤسسته لأبنائه، قبل تنصيبه رئيساً، في يناير/كانون الثاني 2017، وهو الإجراء الذي ذكر المحامون أنه لن يقضي على تعارض المصالح بين القرارات السياسية والموارد المالية لأسرته.
ومن الأرجح أن تتزايد هذه المخاوف جراء زيارة ترامب الابن وجراء الكلمة المقرر إلقاؤها بمؤتمر القمة العالمي للأعمال في دلهي في وقت لاحق من هذا الأسبوع، برفقة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والعديد من وزراء الحكومة الهندية.
تفاصيل المشروع
وعلى الرغم من ذلك فقد تهافت نحو 75 شخصاً للشراء، وتتوقع شركة التطوير العقاري الهندية “ترايبيكا” أن يرتفع هذا العدد إلى مئة شخص قبل انتهاء الفترة الترويجية، يوم الخميس المقبل، بحسب ما أعلن أحد موظفي الشركة لوكالة فرانس برس طالباً عدم كشف هويته.
وقال الموظف في شركة ترايبيكا إن “اللقاء (مع ترامب الابن) هو عربون تقدير للزبائن الذين يظهرون ثقة كبيرة في المشروع القادم”.
وستتألف أبراج المشروع من 47 طابقاً وسيضم 250 شقة سكنية، ويتوقع إنجازه بحلول العام 2023، وتتراوح الأسعار فيه بين 55 و110 ملايين روبيه (850 ألف دولار و1,7 مليون دولار).
وسوف يقوم ترامب الابن بزيارة مشروعات في كولكاتا ومومباي وبيون. وتعد الهند أكبر سوق للشركة خارج الولايات المتحدة، حيث حققت للعائلة عائدات بلغت نحو ثلاثة ملايين دولار عام 2016.
وذكرت منظمة مواطنين من أجل المسؤولية والأخلاقيات في واشنطن، وهي هيئة رقابية يرأسها أيزن، في تقرير أصدرته خلال الشهر الماضي، أن ترامب لا يزال يتربح من شركاته أثناء شغله منصب الرئيس و”يتربح في العديد من الحالات نتيجة تواجده بمنصب الرئيس”.
وأشارت إلى تقارير بوسائل الإعلام الهندية المعنية بالتطوير تزعم ارتفاع أسعار المباني التي يشيدها ترامب بنسبة تصل إلى 18% نتيجة شغله منصب الرئيس، بينما أشارت وسائل إعلام أخرى إلى ارتفاع الأسعار عن معدلات السوق بنسبة 30%.
وفي لقاء مع صحيفة نيويورك تايمز، في الأسبوع الماضي، ذكر ترامب الابن أنه قضى نحو عقد من الزمن “في تشجيع وتنمية العلاقات بالهند” وأن شركته “تجني حالياً حصاد تلك الجهود”.
وأنكر أنه سيستغل أي اجتماعات مع وزراء الحكومة أو مسؤوليها في الحصول على امتيازات لصالح مشروعات ترامب في الهند. وقال “من المؤكد أننا لن نتورط في ذلك”.
ويعد ترامب الابن هو ثاني ابن للرئيس الأميركي يزور الهند منذ تنصيب ترامب رئيساً. فقد قامت إيفانكا، الابنة الكبرى لترامب، بزيارة حيدر آباد، في نوفمبر/تشرين الثاني، لإلقاء كلمة خلال مؤتمر قمة ريادة الأعمال بصفتها مستشاراً للرئيس.
BBC