كواليس العشاق .. جابلك إيه في الفالنتين يا سعدية!

الحب من أرقى وأسمى المشاعر التي وهبها الله لمخلوقاته، هو إحساس نستشعره ونلمسه في تصرفات الآخرين، لا يعوضه أي ماديات، ومُفتقر الحب لا يجد للحياة لذة ولا طعم.

الحب لا يكون من رجل لامرأة وحسب، الحب لله، لوطن، لعمل، لأهل وأصدقاء، حبك لذاتك- في اعتدال- هو حب صادق ومشاعر إيجابية.

الحب ليس منحًا وعطايا وهدايا وأقوال، إنما تصرفات ومواقف تعبر عن حب صادق أصيل، لكن في مجتمعاتنا ارتبط مفهوم الحب بتبادل الهدايا، وهو ما أصبح في وقت لاحق، عيد حب اسموه “الفالنتين”.

حيث يلتقي العشاق ويتبادلون الكلمات الغرامية، والأوصاف الخيالية، مرورا بالأزمات العاطفية وما يتبعها من عثرات اقتصادية، التي نتجت عن الهدايا بأسعار خرافية، “ويا سيدي أهو كله ضحك على الدقون”.

تسير في الشوارع التي قد طغى عليها الاحمرار وكأن المدينة جميعها قد أصيبت بـ”الحمى”، فهذه ترتدي الأحمر، وهذا قد لون شعره بألوان الطيف، وبائعات الورد يتربصن لكل ذكر وأنثى يسيرون سويا، إنه موسم الحصاد كما يعتقدون، وما إن تطأ قدماك أحد كباري المحروسة حتى تجد العشاق ولهانين بالضحكات الهائمة والنظرات المتسمرة، والأحلام الوردية، وعهود الحب التي تُرسم بل تُحفر على جدران تمثال الأسد الذي انحنى، متواجد منذ سنوات مجبر على مشاهدة كل هذا الأسى الأحمر، طيلة هذه السنوات وإن كان المشهد خياليًا بحتًا.

وضعوا الأقفال ورسموا القلب على حواف السور الحديدي المطل على النيل، و”كورنيشه”، فهنا أبو العلا يكتب رسالته الأبدية الأزلية “بحبك يا سعدية”، ليترك أثرا شوه الطلاء الأخضر الجميل للكوبري.

وهنا صبية بملابس المدرسة وفتيات يبدو عليهن أثر عيد الهالوين من كثرة ما وضعوا فوق وجوههن من مواد الله وحده يعلم ما نوعها، وأين مقرها ومستقرها!

يتلخص المشهد البائس للبعض ممن أسسوا حبا مضادا لحسب المرتبطين، وهم المناضلون باسم المرأة، وإن “كلهم مصطفى أبو حجر” و”خليكي استرونج اندبندنت ومن، واستني الثري العربي زي ريم البارودي”.

هم طائفة “السناجل”، فالبعض ارتضى المعتقد بقولهم “السنجلة جنتلة”، والبعض تطرق لنظرية عمتي “اتقل تاخد حاجة نضيفة” والعامل المشترك بين هؤلاء القوم هو إجماعهم أن “الفالنتين” ليس يومهم، وأنها مهزلة ووجب اعتقال المرتبطين في هذا اليوم!

وأما عن الطائفة الأخرى التي يتصنف ضمنها معظم الشباب والشابات، لا هم مرتبطون ولا حتى سناجل، هم “عاطف”، وما أدراك ما هي طائفة “عاطف”، هم قوم لم يسعفهم الحظ للارتباط، غير أنهم يفضلون السنجلة حتى منتصف الليل وحسب، تجتاحهم لا مبالاة للواقع وكأن لا شيء يستثير فضولهم أو ريبتهم، فهم ارتضوا الأوضاع كما هي دون رغبة في تغيير أي شيء.

ينتهي اليوم المشهود، وتبدأ الصديقات في إحصاء الغنائم، فهذه حصلت على سوار فضي، وتلك على ذهبي، و”المحروس” أفلس على وجبات كنتاكي.

المحروس أفلس فعليا، لكن “كله يهون عشان أم العيال المستقبلية”، وست الحسن تباهت أمام رفيقاتها بهديته فلا يهم قيمتها، الأهم أنها من رفيق الدرب وسندها وضهرها وكتفها والجهاز التنفسي، وهكذا يكون الاحتفال باليوم المبجل، “وعدا الفالنتين يا بيه، وينعاد عليكم بمزيد من الإفلاس ودباديب الفايبر وما يليها من انتكاسات في وقت لاحق نذكرها!

بوابة فيتو

Exit mobile version