وبيبي كمان !!

*كلمتنا اليوم رسالة خاصة… مفتوحة..

*وهي لرئيس وزراء أثيوبيا المستقيل عبر سفارة بلاده هنا…يوصل..

*فأنا لم أتشرف بمعرفتك شخصياً… عن قرب..

*وذلك لأني لم أكن يوماً ضمن زملاء لنا (رايحين جايين) بين الخرطوم وأديس..

*ليس بدعوة منك بالطبع… ولكن برفقة مسؤولين تبعنا..

*ورغم عدم المعرفة القريبة هذه إلا إنني أعرفك عن بعد… وأعرف انجازاتك..

*أعرف مشروع سد النهضة… ومشاريع تشجيع الاستثمار..

*وجراء هذا التشجيع – والتسهيل – هُرع إلى بلادك حتى مستثمرون كبار منا..

*وانتظمت إثيوبيا نهضة أغرت مواطنيك هنا بالعودة إليها..

*بل بتنا نسمع عن هجرة عكسية بمتوسط ألف (هارب) يومياً… عبر القلابات..

*وصار وطنك قوياً بين أوطان المنطقة… بقوة ذاتية..

*أي ليست قوة مستمدة من قوة آخرين… يُتوسل إليها باستجداء تحالفات عجلى..

*طيب يا سيد ديسالين: رغم كل هذا فوجئنا بنبأ استقالتك..

*لماذا؟… لا أدري…… ولا تقل لي أنك أوضحت أسبابها في خطاب الاستقالة..

*فأنا كابن منطقة مسجَّمة ومرمَّدة لا أستوعبها… ولا أفهمها..

*فإيه يعني لو خرج شوية متظاهرين إلى الشوارع هاتفين ضدك لدواعٍ جهوية..

*أضربهم بالرصاص… ويستتب الوضع تماماً..

*أو إن صعب عليك ذلك طاردهم… واضربهم… واعتقلهم… وارمهم في السجون..

*وإيه يعني لو شعرت بأن بعض مسؤوليك يخالفونك الرأي؟..

*أقلهم على طول… أو اسجنهم بتهمة تدبير مؤامرة تستهدف أمن البلاد..

*ثم اعقد لهم محاكمات لا يرون الشمس بعدها… زمناً..

*بالله عليك أهذا سبب يدعو إلى الاستقالة وأنت لم تحكم سوى (7) سنوات؟..

*وإيه يعني لو تهامست الصحافة بوجود فساد؟..

*اشترط عليها عدم نشر أي حديث عنه إلا بوثائق أصلية مختومة… وينتهي الأمر..

*أو ينتهي أمر أية صحيفة لا تلتزم بهذا الشرط..

*وإيه يعني لو واجهتك صعوبات مالية جراء سد النهضة؟..

*قل إن بلادك مستهدفة من قِبل قوى استعمارية… إمبريالية… صهيونية… عالمية..

*وهي تخشى أن تصبح إثيوبيا دولة كبرى بمقدراتها الضخمة..

*ثم افرض على شعبك المزيد من الرسوم… والمكوس… والجبايات… والإتاوات..

*وطالبهم بالصبر… ثم الصبر… ثم الصبر…… إلى أن تُفرج..

*أليس هذا ما تفعله حكومات قارتك يا ديسالين؟… أم إنك لا تريد أن تكون مثلها؟..

*لا يا عزيزي؛ كن مثلها… ولا تشذ كل هذا الشذوذ..

*فأنت كده ستخرب على قادتها إرثاً سياسياً ظلت تقاوم به الثقافة الاستعمارية..

*ولا تغرنك استقالة روبرت موغابي… وجاكوب زوما..

*فهي فُرضت عليهما فرضاً بعد أن فاحت روائح فسادهما… وبلغا من الكبر عتيا..

*وأنت عفيف… وأمين… ونزيه… وأنجزت لشعبك الكثير..

*وفضلاً عن ذلك صغير السن… وما زلت في عز عنفوانك لتعطي..

*ومقارنة بموغابي – وآخرين – أنت صبي..

*بل وبيبي كمان !!!.

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version